تسبب تغير المناخ في ارتفاع درجة حرارة المحيطات، الأمر الذي يهدد بالقضاء على 90% من جميع الشعاب المرجانية، وتحول لونها إلى الرمادي، وفقًا لصحيفة "الاندبندت" البريطانية.
يشار إلى أن العالم فقد ما يقرب من نصف الشعاب المرجانية في السنوات الـ30 الماضية، ويتوقع العلماء أن تختفي 90% منها بحلول عام2050، وتعد الشعاب المرجانية كائنات لا تتحرك، ومأوى لكثير من الأسماك والقشريات وكائنات بحرية أخرى.
وسجل متوسط درجات الحرارة في العالم العام الماضي مستوى قياسيًا مرتفعًا للمرة الثالثة على التوالي، مما ألحق أضرارًا بالشعاب المرجانية في مناطق تمتد من الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا إلى منطقة الكاريبي. وأدى ذلك إلى القضاء على سلالات ضعيفة وتهديد اقتصادات ساحلية قيمتها مليارات الدولارات.
وأظهرت نتائج دراسة أجراها علماء في استراليا، أن جزءًا كبيرًا من منطقة الحيد المرجاني العظيم تعاني من عملية "تبييض" تعد الأسوأ على الإطلاق. ويشار إلى أن التبييض، هو عندما يتحول لون الشعب المرجانية للأبيض بسبب تغير الظروف البيئية، مما يجعلها أكثر عرضه للتحطم والموت.
وكشفت الدراسة التي شملت 500 من الشعب المرجانية، من كارينز، في أستراليا، إلى بابوا في غينيا الجديدة، أن جميع الشعاب بدون استثناء أظهرت مستويات مرتفعة من التبييض. وفى جزر المالديف، وهى وجهة سياحية ساحرة فى المحيط الهندي، عان 73% من الشعاب المرجانية من تبييض بين مارس و مايو 2016، وفقًا لما ذكره مركز البحوث البحرية بالبلاد. وكانت أكثر المناطق تضررًا في وسط المحيط الهادئ، حيث استمرت درجات حرارة المياه فى الارتفاع لمدة 10 أشهر في 2015-2016، مما أسفر عن مقتل 90% من الشعاب المرجانية.
وقالت عالمة الأحياء البحرية آن جوليا باوم من جامعة كندا: "نحن نخسر الشعب المرجانية بصورة أكبر مما نعتقد وأكثر مما كنا نتصور"، مضيفة "الشعب المرجانية مهمة للجنس البشري فهي تنتج الأوكسجين الذي نتنفسه، فالحواجز المرجانية لها أهمية كبيرة في حماية السواحل من قوة العواصف، كما أنها توفر مليارات الدولارات من عائدات السياحة والصيد،كما أنها تستخدم في البحوث الطبية لعلاج الأمراض كالسرطان والتهاب المفاصل والالتهابات البكتيرية.
وأطلق مدير معهد "جلوبال تشينج" بجامعة كوينزلاند، أوفي هوج غولدبرغان، مبادرة تسمى 50 المرجانية تهدف إلى زيادة الوعي الجماهيري وتحديد الشعاب المرجانية التي لديها أفضل فرصة للبقاء في الاحتباس الحراري للمحيطات. وقال إن خبراء سيختارون 50 من الشعاب المرجانية حول العالم خلال 2017 وسيختبرون تقنيات للحفاظ عليها، وإذا ثبت نجاحها فسيجري تطبيقها في مناطق أخرى.