تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث افتتح المؤتمر الوطني السادس للشباب بجامعة القاهرة، وعقد اجتماعا بالمجلس الأعلى للجامعات، واستقبل اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، كما استقبل رئيس الكونجرس اليهودي العالمي، وافتتح المؤتمر والمعرض الدولي السنوي السابع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وشهد حلف اليمين للمستشار حنفى على جبالى رئيسا للمحكمة الدستورية العليا، وعقد اجتماعا لمتابعة خطة إدارة المخلفات، وآخر مع وزير الأوقاف، وشهد الاحتفال بتخريج الدفعة 156 "متطوعين" من معهد ضباط الصف.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بافتتاح فعاليات المؤتمر الوطني السادس للشباب الذي استضافته جامعة القاهرة، وناقشت على مدى يومين مجموعة من أبرز القضايا والموضوعات والملفات الملحة المطروحة على أجندة الدولة المصرية، والتي تشغل بال المواطنين وتحتل حيزا مهما من اهتماماتهم، وفي ختام المؤتمر ، كرم الرئيس السيسي بعض النماذج المتميزة من شباب الجامعات.
ولأول مرة، شهد المؤتمر الوطني للشباب حضور هذا العدد الهائل من المدعوين؛ حيث وصل عدد المشاركين في هذا المؤتمر إلى حوالي 3000 مدعو، وهو ما يجعله المؤتمر الوطني الأكبر من حيث عدد الحضور.
ثم ألقى الرئيس السيسي كلمة في ختام المؤتمر أكد فيها أن الدولة المصرية باتت أكثر استقرارا وثباتا، بعد النجاح في مواجهة الأزمات والمشكلات باقتحامها وليس بالمسكنات والتسويف، إلى جانب حصر موجات الإرهاب المتتالية، وقال إنه بالتوازى مع ذلك كانت الخطوات الناجحة على طريق التنمية والإصلاح الاقتصادى، وتحسين البنية التحتية واسترجاع التأثير للدور المصرى إقليميا ودوليا.
وأوضح الرئيس السيسي أن مسيرتنا سويا على مدار السنوات الأربع الماضية، كانت قائمة على عقد اجتماعى وقعناه سويا بأن تكــون الشفافية والمصارحة، عنوان القول والتجرد والإخلاص، وكان أبناء هذا الشعب العظيم مبعث الفخر واستحقوا الإشادة والامتنان، وهم يخوضون ببسالة معركة بقاء الوطن وبنائه.
كما أكد الرئيس أن ما يتم فى هذا الوطن هو إعجاز ، صنع بأياد مصرية طيبة سيخلدها التاريخ بحروف مـن نور، وأن المرحلة القادمة من مسيرة العمل الوطنى تفرض علينا وضع الإنسان المصرى فى مقدمة أولويات الدولة، وستكون صياغة وبناء الإنسان المصرى هى أحد أهم محاور العمل فـى الدولة، من خلال إطلاق إستراتيجية شاملة لإصلاح وتطوير منظومة التعليم، تتوازى مع البدء فى تطبيق منظومة التأمين الصحى المتكامل، وكذلك انطلاق البرامج التدريبية بالأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، والتطويرالشامل لمراكز الشباب وقصور الثقافة الجماهيرية.
وأضاف الرئيس إن مؤتمرات الشباب أصبحت منصة فاعلة للتواصل المباشر بينى وبينكم، وأحد آليات النقاش والتفاعل بين الدولة والمجتمع ولاسيما الشباب.
وأصدر الرئيس عدة قرارات من بينها إعلان عام 2019 "عام التعليم"، وإطلاق المشروع القومي لتطوير نظام التعليم المصري الجديد، وتخصيص 20 % من المنح الدراسية خارج وداخل مصر لكوادر التربية والتعليم لمدة 10 سنوات، وإنشاء هيئة اعتماد جودة البرامج للتعليم الفني والتقني وفقا للمعايير الدولية، وإنشاء مركز لتدريب وتأهيل المعلمين والمدققين للتعليم الفني الجديد طبقا للمعايير الدولية، وتكليف رئاسة الوزراء وبالتنسيق مع كل الجهات المعنية بالدولة لربــط الخطط والمشروعات البحثية بالجامعات المصرية باحتياجات الدولة والمجتمع، وتكليف الجامعات المصرية بإيجاد حلول للمشكلات التى تواجــه الدولة كل فى اختصاصه.
كما شملت القرارات تكليف رئاسة الوزراء وبالتنسيق مع المجلس الأعلى للجامعات، لإعداد خطة شاملة على مستوى الدولة لعودة الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية بالجامعات المصرية، والتنسيق بين الوزارات المعنية وتحت إشراف رئيس مجلس الوزراء لإتاحة الفرصة لطلاب المدارس لممارسة الرياضة والأنشطة الثقافية والفنية بمراكز الشباب وقصور الثقافة، وإنشاء "حضانات للإبداع والابتكار" تحت رعاية المجلس الأعلى للجامعات، وتكليف مجلس الوزراء، وبالتنسيق مع وزارة الدفاع بتبنى مشروع الهوية لكل محافظـــة ويتم دراسته وتنفيذه من خلال خطة شاملة يتم عرضها خلال ثلاثـــة أشهـر.
وكان الرئيس السيسي قد عقد قبيل افتتاح المؤتمر الوطني للشباب اجتماعا بالمجلس الأعلى للجامعات، أكد خلاله أهمية دور الجامعات فى بناء شخصية الشباب المصري، مشيرا إلى دورها المحوري فى إطار عملية التنمية الشاملة التى تشهدها مصر فى الوقت الحالى، وذلك باعتبار الجامعات ركناً أساسياً فى بناء الدولة العصرية الحديثة.
كما شدد الرئيس على أهمية دور الأستاذ الجامعى باعتباره القدوة للطلبة والشباب وأحد العوامل الرئيسية فى تنمية مواهبهم العلمية والثقافية ومساعدتهم على مواكبة التغيرات والتطورات المتسارعة التى يشهدها العالم فى العصر الحالى.
واستعرض الرئيس استراتيجية الدولة خلال الفترة القادمة لتنمية الانسان المصري، مشيرا إلى أن تطوير قطاعي التعليم والصحة يحتل صدارة أولويات تلك الاستراتيجية، مؤكدا فى هذا الإطار دعم الدولة للجامعات المصرية ولمختلف المؤسسات التعليمية فى مصر، فى جهودها للتطوير واستخدام أفضل الأساليب والمناهج التعليمية الحديثة لما فيه صالح أبناء الشعب المصري.
ووجه الرئيس بضرورة الاستفادة من الخبرات الدولية المتميزة فى مجال التعليم الجامعي، وذلك من خلال إجراء توأمة بين الجامعات المصرية والجامعات الأجنبية المرموقة، بما يساهم فى تطوير المناهج التعليمية واستخدام طرق التدريس الحديثة وتدريب الشباب فى مختلف المجالات، فضلا عن الارتقاء بمستوى الجامعات المصرية واستعادة مكانتها بين الجامعات العالمية، كما وجه بضرورة العمل على تنمية الموارد الذاتية للجامعات بما يساعدها فى تطوير خدماتها التعليمية.
واستقبل الرئيس السيسي رونالد لاودر رئيس الكونجرس اليهودي العالمي، بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، حيث أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والاستمرار فى التواصل مع مختلف أطياف المجتمع الأمريكي، بما يساهم فى توضيح الصورة بشأن حقيقة التحديات التى تواجه المنطقة، ويعزز من المواقف المشتركة للجانبين وجهودهما لإعادة الاستقرار والأمن إلى منطقة الشرق الأوسط. واستعرض الرئيس فى هذا الإطار الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها المنطقة، وفق مبادىء احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وتطرق اللقاء إلى التباحث بشأن عدد من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أكد الرئيس مساندة مصر لمختلف الجهود الرامية لاستئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وفقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، بما يساهم فى توفير واقع جديد فى المنطقة يساعد فى عودة الأمن والاستقرار لمختلف دولها.
واستقبل الرئيس السيسي اللواء محمود توفيق وزير الداخلية.
وافتتح الرئيس السيسي المؤتمر والمعرض الدولي السنوي السابع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في مجالات الحياة المختلفة، وقام بتكريم مجموعة متميزة من الشباب متحدي الإعاقة، وألقى كلمة قال فيها إن هذا اللقاء يُعد تأكيدا لإرادة الدولة والتزامها بتوظيف واستغلال جميع إمكانياتها البشرية، من أجل إقامة مجتمع ينعم فيه مختلف أبنائه بفرص متساوية للحياة الكريمة، والمشاركة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة من خلال تطبيق أحدث التكنولوجيات العالمية.
وأعلن الرئيس تدشين "مبادرة الإتاحة التكنولوجية للبوابات الإلكترونية للمؤسسات الحكومية" التي تهدف إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الحصول على الخدمات المقدمة على "مواقع إلكترونية عالية الإتاحة التكنولوجية" للجهات الحكومية باستقلالية تامة، والنفاذ إلى المعلومات اللازمة بشكل ميسر.
كما أعلن عن إنشاء "المركز التقني لخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة" كأول مركز من نوعه في أفريقيا، والذي يتيح استخدام التكنولوجيات المساعدة المناسبة كوسيط للتواصل عبر الهواتف لذوي صعوبات السمع والتخاطب، وإنشاء "الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة" وفقاً لأحدث معايير الجودة والتدريب لتصبح الأكاديمية فيما بعد مركزاً إقليمياً لتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم العربي وأفريقيا.
ومنح الرئيس السيسي وسام الجمهورية من الطبقة الأولى للمستشار عبد الوهاب حسن عبد الوهاب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، وأعرب الرئيس عن خالص التقدير لما بذله المستشار عبد الوهاب حسن من جهد وتفان في إنفاذ القانون وحماية العدالة والحفاظ على حقوق المجتمع والمواطنين.
وشهد الرئيس عقب ذلك أداء حلف اليمين للمستشار حنفى على جبالى رئيسا للمحكمة الدستورية العليا، ثم اجتمع الرئيس معه حيث أكد أهمية دور المحكمة الدستورية في الحفاظ على النظام القانوني والدستوري باعتبارها الحارس على أحكام الدستور، مشددا على دعم مختلف أجهزة الدولة للمحكمة الدستورية في أداء مهامها على الوجه الأكمل بما يساهم في الحفاظ على حقوق المواطنين وصون مصالح الوطن.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ومحمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والمهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي.
وتم خلال الاجتماع استعراض الخطة القومية لتطوير منظومة المخلفات وإدارتها، كما تم عرض آخر مستجدات برنامج مد وصلات مياه الشرب للمنازل في مختلف محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى عرض وضع المحاجر بمختلف أنواعها.
ووجه الرئيس باتخاذ خطوات عاجلة لوضع خطة إدارة المخلفات محل التنفيذ على ضوء انعكاساتها المجتمعية المباشرة ومساهمتها في تحسين الأوضاع البيئية والصحية والمعيشية للمواطنين والشكل الحضاري للبلاد، بما في ذلك توفير المعدات المطلوبة واتخاذ مختلف الإجراءات التي من شأنها إدارة المخلفات بكفاءة عالية، مع مراعاة أن تشمل تلك المنظومة إجراءات الرقابة والتقييم والمراجعة للأداء.
كما وجه الرئيس بتعظيم استغلال عملية إعادة تدوير المخلفات الصلبة، بما في ذلك إنتاج الطاقة أو الأسمدة، وذلك في إطار من إدارة المخلفات ليكون لها مردود اقتصادي بجانب آثارها الإيجابية على البيئة والظروف المعيشية للمواطنين.
ووجه الرئيس السيسي بالإسراع بمد وصلات مياه الشرب للمنازل خاصة في المناطق والقري الأولى بالرعاية، بما يساهم في رفع المعاناة عن كاهل المواطنين خاصة الأكثر احتياجا، فضلا عن تحقيق الاستفادة من الاستثمارات والمشروعات الضخمة التي نفذتها الدولة في هذا القطاع الحيوي، كما وجه في هذا الإطار بسرعة توفير الاحتياجات اللازمة لتخطى العقبات التي تحول دون مد وصلات مياه الشرب إلى المنازل في مختلف أنحاء الجمهورية، وسرعة تركيب العدادات الحديثة، فضلا عن اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتقليل هدر المياه.
ووجه الرئيس بمراجعة الإجراءات الإدارية الخاصة بالمحاجر ودراسة سبل تحقيق الاستفادة المثلي منها بمختلف أنواعها على مستوي الجمهورية، بما يضمن الحفاظ على حقوق المواطنين والدولة من الموارد الطبيعية، ويساعد على الاستغلال الأمثل لما يتوافر بالمحاجر من ثروات وكذا توفير المزيد من فرص عمل وإقامة المشروعات وزيادة جذب الاستثمارات العالمية والمحلية لهذا القطاع.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وتم خلال الاجتماع استعراض استراتيجية وزارة الأوقاف للتصدي للفكر المتطرف والمتشدد، وترسيخ الفهم الصحيح لجوهر الإسلام ومقاصده العليا وروحه السمحة، مع التفرقة بين الثابت والمتغير، وما يندرج ضمن سنن العبادات وما هو من أعمال العادات، وذلك من خلال حسن تدريب وتأهيل العاملين في الحقل الدعوي من خلال برامج تدريبية للأئمة تشمل إلى جانب علوم الدين، دراسة اللغات الأجنبية وعلم النفس والاجتماع ومفاهيم الأمن القومي، والمدارس الفكرية والفلسفية، وآليات التواصل الإعلامي والإلكتروني.
كما تم خلال الاجتماع استعراض آخر مستجدات سبل تعظيم الاستفادة من الأصول والأراضي التابعة للأوقاف على مستوي الجمهورية لضمان تحقيق الاستغلال الأمثل لها.
ووجه الرئيس السيسي خلال الاجتماع بالتصدي للأفكار المتطرفة والإرهابية من خلال تعزيز المفهوم الصحيح والوسطي للإسلام، ودحض دعاوى الفكر المتطرف التي لا تمت للدين بصلة، مؤكدا أن الدين الإسلامي ينبذ كل أنواع التطرف والإرهاب، ويحض على السلام والأمان والبناء والتعمير، والتعايش السلمي بين البشر، وفي هذا السياق شدد على الإعداد والتدريب الجيد للأئمة والدعاة ليقدموا نموذجا طيبا للعمل الدعوي.
كما وجه الرئيس بتحقيق أفضل استفادة ممكنة من أصول وممتلكات الأوقاف لصالح الشعب، مشددا على الحفاظ على حق الدولة في هذه الممتلكات وعدم التفريط فيها، وبما يضمن زيادة قيمة الأصول ومواردها والاستثمار الأمثل لها، ووجه كذلك بإعداد قاعدة بيانات شاملة للمساجد وأصول وممتلكات الأوقاف بهدف تطويرها.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بحضور الاحتفال بتخريج الدفعة 156 "متطوعين" من معهد ضباط الصف المعلمين، دفعة الشهيد البطل مساعد أول عطية صالح محمدين حسن، والتى تعد بمثابة دماء جديدة تتدفق داخل شرايين القوات المسلحة بعد أن تم إعدادهم وتأهيلهم علميا وعسكريا بما يتناسب مع دورهم الفعَّال داخل القوات المسلحة بمختلف أفرعها وتخصصاتها.
وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتكريم أسرة الشهيد المساعد أول عطية صالح تخليدا لذكرى أحد أبطال القوات المسلحة الذى لبى نداء ربه على أرض سيناء الحبيبة أثناء اشتراكه فى حرب أكتوبر المجيدة.