الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

«اللي ممعهوش مليزموش» في «سلخانات» الأطفال الرضع.. الحضانات سابقا

21-3-2017 | 14:17

جنى المال وانعدام الضمائر.. أصبح القاسم المشترك لمعاناة أمهات وآباء محافظة المنوفية فى رحلتهم للبحث عن حياة لأطفالهم الرضع، داخل الحضانات وسط تجاهل المسئولين عن الملف الصحى بالمحافظة، وتركهم عرضة لأصحاب المصالح و"بيزنيس الأطباء"، دون عقاب رادع.

 

وتقول "سوسن عيد ": أنجبت طفلتى بإحدى مستشفيات منوف الخاصة وكان وزنها كيلو ونصف ولم يكتمل نموها وطلب منى الدكتور سرعة البحث عن "حضانة" لنقلها على الفور لأن الحضانات الموجودة مشغولة ولا يوجد أماكن شاغرة، وفى دوامة البحث عن مكان لرضيعتى بأحد المستشفيات الخاصة وجدت أن تكلفة الليلة الواحدة داخل الحضانة أكثر من 550 جنيه "وان كان عجبك" وبالفعل قمنا بالاستدانة من أصدقائنا لكى ندفع ثمن بقاء طفلتنا على قيد الحياة.

 

وتضيف "سلوى صابر" رحلتى مع العذاب بدأت عندما وضعت طفلتى فى المستشفى الجامعى بشبين الكوم وقالوا لى إن ابنتك تحتاج إلى وضعها فى حضانة ولا يوجد مكان خال فى المستشفى ومن أجل بقاء ابنتنا على قيد الحياة دفعنا مبالغ طائلة فى أحد المستشفيات الخاصة حيث إنه كان من المفترض أن تظل الطفلة فى الحضانة لمدة شهر وكان اليوم الواحد يتكلف 800 جنيه.

 

ويقول عبيدة السيد "مدرس" من أشمون: عندما وضعت زوجتى طفلته اكتشف أنها تعانى بعض العيوب الخلقية والتى تتطلب إجراء عدة عمليات جراحية متتالية لها لذا فكان من الطبيعى أن يتم وضعها فى حضّانة لفترة قبيل إجراء العملية الأولى لها وحتى بعد العملية كانت تحتاج إلى أن تبقى لفترة طويلة بالحضانة وبدأت مرحلة العناء فى البحث عن مستشفى فى خارج المحافظة للبدء بإجراء العملية وبالفعل وجدنا المستشفى بمدينة الإسكندرية ولكن للأسف لم يكن به حضّانة خالية ومع عجزنا فى الحصول لها على مكان خالى لقيت ابنتى ربها.

 

وتشير" شيماء خليل" إلى أنها أنجبت طفلها بأحد المستشفيات الخاصة بمدينة الباجور وحينها قالوا لها إن نموه لم يكتمل ويستدعى بقاؤه فى الحضانة وبالفعل قمنا بإدخاله حضانة بالمستشفى ذاته وكانت الليلة الواحدى تكلفتها 1200 جنيه، وكانت الكارثة إننا اكتشفنا فيما بعد أن طفلى معافى وأنه لم يكن يعانى من أى تأخر فى النمو كما ادعو فى المستشفى وقمنا بتحرير محضر ضدهم "ولكن لم نأخذ معهم حق ولا باطل".

 

فيما تسرد فاطمة الخضرى معاناتها مع الحضانات فتقول: عقب ولادتى ابنتى قال لى الطبيب إنها تتنفس بصعوبة ولابد من وضعها على جهاز تنفس صناعى وبالفعل قمنا بالبحث أولا بالمستشفى الجامعى بشبين الكوم حتى المستشفى العام طرقنا بابه ولكن دون جدوى مما اضطررنا إلى البحث بالمستشفيات الخاصة وقالوا لنا الدفع أولا قبل دخول رضيعتنا الحضانة وبالفعل قمنا بدفع 1500 جنيه ثمن الليلة الواحدة.

 

وتقول هبة رجب: "اللى معاه قرش يساوى قرش واللى ممعهوش ميلزموش" هذا ما أكدته عند أدخلت رضيعها إحدى الحضَّانات الحكومية بالمستشفى العام بشبين الكوم حيث كان الإهمال يضرب الحضانة حيث تجد ملاءات ووسائد متسخة ومكاتب الممرضات عليها بعض فضلات الطعام فضلا عن قيام الممرضات بعدم الالتزام بالتعقيم داخل الحضَّانة حيث تجدهن بدون غطاء للرأس أو قفزات طبية فى اليدين مما اضطرتنى هول الصدمة إلى أن أقوم بنقل ابنى على الفور إلى مستشفى خاص وأن أقوم بالاستدانة أنا وزوجى لدفع تكاليف الحضانة حيث وصل سعرها بالليلة الواحدة 900 جنيه.

 

وأضاف كمال عبد التواب، أن الكارثة الكبرى ليس فقط فى عدم وجود حضانات ولكن الخطر الأكبر من ذلك هو عدم وجود محولات كهربائية فى بعض المستشفيات لتفادى الانقطاعات المتكررة للكهرباء، للأسف الشديد عندما كان ابنى بإحدى الحضانات بمستشفى خاص بمدينة السادات منذ شهرين أثناء زيارتنا له اكتشفنا أن قسم الحضانات بدون محول وإن هناك عدد وفيات كبير بين الأطفال بسبب انقطاع التيار الكهرباء الذى يؤدى إلى توقف كافة الأجهزة التى تعيش عليها الاطفال الرضع، الأمر الذى أدى بى إلى أخذ طفلى على الفور والذهاب به إلى مستشفى آخر ودفع دم قلبى بأضعاف مضاعفة حتى أجد له المكان الذى يرعاه.