الإثنين 24 يونيو 2024

كرم جبر لصحيفة سودانية: القوة الناعمة سياج يحمي العلاقات السودانية المصرية.. آن الآوان للإعلام أن يلعب دورا إيجابيا.. والمشروعات القادمة لن تكون شعارات

تحقيقات8-8-2018 | 15:49

  • قمة الرئيسين قفزت فوق كل ما أثير من خلاف بين مصر والسودان
  • نوايا طيبة لإبرام ميثاق شرف إعلامي
  • اللجنة العليا في أكتوبر انطلاقة جديدة للعلاقات السودانية المصرية

 

 

زيارة مهمة قام بها الرئيس  المصري عبد الفتاح السيسي إلى السودان يوم الخميس الماضي ولاقت اهتماما إعلاميا كبيرا من البلدين وتناقلت وسائل الإعلام العربية والمصرية تصريحات هامة أدلى بها الكاتب الصحفي  كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة  الذي كان ضمن الوفد الإعلامي المرافق لفخامة الرئيس المصري وأكد جبر أن زيارة الرئيس السيسي للسودان فارقة في العلاقات بين البلدين.

 

وأشار إلى أن المباحثات بين الرئيسين كانت مشجعة ومطمئنة وكلمات الرئيس البشير كانت حميمية وجاءت عباراته مفعمة بالحب وأكد على وجود نوايا طيبة لإبرام ميثاق شرف إعلامي يحدد الضوابط ويتم الاتفاق على بنوده بين البلدين وتوقع جبر انطلاقة غير مسبوقة للعلاقات السودانية المصرية بخلاف كل اللقاءات السابقة وأوضح جبر في حواره مع الوطن أن الاندماج بين البلدين سيؤدي الى ظهور تكتل اقتصادي ضخم في المنطقة وكثير من الأطراف في المنطقة لا تريد لنا هذا الاندماج  وإلى نص الحوار :

 

الكاتب الصحفي، كرم جبر كانت لك تصريحات قبل وأثناء وبعد الزيارة وجاءت جميعها وفاقية في مجمل القضايا العالقة بين البلدين ما تحليلك للموقف و ما الدورالذي يجب ان يلعبه الاعلام في مقدم الايام ؟

 

الملاحظ أن السنوات السابقة مرت اكثر من سحابة صيف على العلاقات بين البلدين ولعب الاعلام فيها الدور السلبي ودور البطل الشرير  وخلال الزيارة اتيحت لنا الفرصة للجلوس مع رؤساء تحرير الصحف بحضور نقيب الصحفيين الصادق الرزيقي وتبادلنا اطراف الحديث فى كل القضايا العالقة بين الدولتين ولمسنا منهم الحرص الشديد  وصدق النوايا واتفقنا ان يلعب الاعلام الدور الكبير فى لم الشمل والا يشعل الفتن بل يطفئ الحرائق وآن الآوان للاعلام ان يلعب دورا ايجابيا فى تهيئة علاقات غير مسبوقة بين البلدين ووضع ضوابط وتعاون بين القنوات وعمل بث مشترك واكد جبر انه قام بتوجية الصحف والبوابات الالكترونية بنشر اخبار السودان والاهتمام والتواصل مع الشعب السوداني واعادة صفحة السودانيين في مصر .

 

هل هناك بنود محددة لميثاق الشرف الاعلامي تم الاتفاق عليها ؟


المعاملة بالمثل لصحفيين فى البلدين من برامج تدريب وزيارات متبادلة والتسهيلات للدخول فى الاماكن المهمة وان يكون بروتكول شامل يضم من مصر الهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الاعلى للاعلام ونقابة الصحفين مجتمعة مع المؤسسات الاعلامية والصحفية فى السودان لوضع بروتكول شامل يحكمه ميثاق شرف وضوابط للنشر والبعد عن القضايا القومية التى تمس البلدين ويحترم قرارات كل دولة وان نسعى للايجابيات وليس لهدم العلاقات .

 

على هامش الزيارة كان هناك لقاء مع وزير الاعلام دكتور احمد بلال ماهي مخرجات هذا اللقاء ؟


تم الاتفاق على التعاون فى مجال الاعلام بين  البلدين من خلال عمل بروتكول يشمل  كل المؤسسات الاعلامية فى البلدين  ( اذاعة تلفزيون وصحافة واعلام الكتروني ) وان يحكم هذا البروتكول ميثاق شرف  يحدد الضوابط  ويلتزم به الاعلام في البلدين به احترام سيادة كل دولة بحيث لا تتدخل دولة فى الشان الداخلى لدولة اخرى  واضاف جبر انه تم الاتفاق على تكوين لجنة من الحكماء الاعلاميين تحاسب المخطئ وتتدخل لحل الازمات عند حدوث خلافات لتمضي علاقات البلدين في شكلها الطبيعي .

 

رشح فى الاعلام ان الرئيسان اتفقا على تجاوز الخلافات .. ماذا عن الملفات العالقة هل تطرق اللقاء اليها ؟


الرئيسان شكلا مظلة سياسية كبيرة لرعاية العلاقات بين البلدين  والمشروعات المشتركة وستكون اللجنة العليا التى ستجتمع فى الخرطوم فى اكتوبر القادم هي بداية الانطلاقة الكبرى للعلاقات السودانية المصرية واضاف ان القمة بين الرئيسين قفزت فوق كل ما اثير من خلافات واكد ان المشروعات القادمة بين البلدين لن تكون شعارات بل ستكون وفق برامج زمنية محددة واضاف ان فترة ال48 ساعة لم تكن كافية لمناقشة كل الملفات ولكن تمت ازالة اسباب الجفوة وان الفترة القادمة سيتم تدعيم هذه النوايا الطيبة بخطط وبرامج عمل .

 

اهتمت التغطية الاعلامية للزيارة على تجاوز ما يعكر صفو الخلافات كما ركزت على الجانب الاقتصادي  هل تم الاتفاق على مشروعات استراتيجية مصرية في السودان ؟


الشعار القادم هو العمل لمصلحة الشعبين .....وقال 😞 الشعوب مش حتاكل شعارات ) .وفترة الشعارات هذه يجب ان  تتبلور الى خطط ومشاريع ليس من المنطق ان تعاني مصر من ازمة فى اللحوم والسودان به فائض  وهنا استطيع القول ان عصر الشعارات  انتهى  والان جاء وقت  تنفيذ الخطط والبرامج والاندماج بين السودان ومصر سيعود بالخير على الشعبين واوضح جبر ان السودان يمتلك الاراضي البكر الشاسعة والمياة وثروات اخرى كبيرة ومصر لديها مهارات كبيرة وهذا يتيح للبلدين تحقيق التكامل وتشكيل قوة اقتصادية كبرى والبعد عن الخلافات التى تستفيد منها اطراف لا تريد خيرا للشعبين وهى تعلم ان السودان ومصر لو حدث بينهم نوع من التكامل سيؤدي الى ظهور تكتل قوي قائم على التنمية والبناء   كثير من الدول  فى المنطقة لا تريده ان يحدث وهو ضد مخططاتها و لن تسعد بهذا التقارب المنشود واضاف انه من بشريات الزيارة المظلة السياسية التى اتفق عليها الرئيسان لرعاية الاستثمارات والمشاريع المشتركة والمستثمرين كما تم الاتفاق على مشروع الربط الكهربائي وربط السكة حديد وخريطة استثمارية واضحة تعود بالنفع للشعبين بالاضافة الى تامين الاستثمارات وبعد المصالح المشتركة عن العلاقات السياسية .وطالب بان يتزامن ذلك كله مع احياء برلمان وادي النيل لوضع اطار تشريعي لحماية علاقات البلدين والتعاون المشترك وتقديم التسهيلات .

 

كيف ترى مستقبل العلاقات السودانية المصرية ؟


القوة الناعمة هي السياج الآمن الذي يحمي العلاقات بين البلدين . ماهي عوامل هذه القوة .

عوامل كثيرة وممتدة عبر الاف السنين منها التقارب الثقافي بين الشعبين واهل السودان محبين لمصر واذكر بعض الوقائع منها مثلا  عندما ذهب الرئيس جمال  عبد الناصرلحضور القمة العربية التى اعقبت نكسة يوليو استقبله الشعب السوداني بالهتافات وردو له اعتباره فى الوقت الذي كان البعض يلقبه بالزعيم المنهزم وقام وقتها الرئيس اسماعيل الازهري بالدور الاكثر اهمية وهو المصالحة بين الرئيس عبد الناصر والملك فيصل بدعوة الزعيمين على العشاء في منزله بالطريقة السودانية المحببة وحدثت المصالحه لازالة اثار هزيمة يوليو وما اردت تاكيده ان السودان كان دائما يلعب دور الشقيق لمصر .وايضا انتقال الكلية الجوية المصرية الى السودان كعمق تاريخي واستراتيجي لمصر فى حربها ضد اسرائيل يعتبر علامة مميزة وايضا زيارة السيدة ام كلثوم للسودان واستقبال الشعب السوداني لها كان مميزا ولا يقل عن استقبالهم للرئيس عبد الناصر مما يؤكد ان البلدين بينهم عوامل توافق اكثر من اسباب الخلاف وقال ان هذا كله هو الرصيد الحي الذي نقوم باستدعائه كلما حدثت ازمة بين السودان ومصر لذلك قلت ان القوى الناعمة هى السياج الامن للعلاقة بين البلدين وهذا هو المطلوب تفعيله فى المستقبل القريب .

 

انطباعك عن الخرطوم وانت تزورها لاول مرة ؟


انطباعي انها مدينة جميلة ورائعة تحتضن النيلين ذكرتني بمسقط راسي صعيد مصر الشعب البشوش في استقباله وترحيبه بالضيوف وكنت سعيد بهذا التقارب واعتبره الوضع الطبيعي للبلدين .