الإثنين 3 يونيو 2024

بيزنس صيانة المحمول.. "الزبون" ليس دائما على حق

23-1-2017 | 02:54

تعتبر مهنة صيانة الهواتف المحمولة أحدث الحرف نسبيا في مصر، خاصة في ظل انتشار وتعدد أنواع المحمول، وهو ما دفع الكثير من الشباب يلجأون إلى العمل في هذا المجال الذي بات لا غنى عنه للجميع بعد أن أصبح المحمول في يد الجميع. وهناك الكثير من المناطق التي اشتهرت بانتشار ورش صيانة المحمول خاصة شارع عبد العزيز في العتبة.

ومع ارتفاع الأسعار  يضطر “الزبون” إلى إصلاح الهاتف أكثر من مرة بدلا من استبداله بآخر وهذه فرصة العاملين في مجال الصيانة حيث تبدأ “الفيزيتا من  50 جنيها وقد تصل إلى 3 أو 4 آلاف جنيه حسب الماركة والموديل ، المشكلة التي تواجه العاملين في هذا المجال هي أنهم يحملون ترخيصا لمزاولة المهنة ما يدفع شرطة المصنفات لملاحقتهم بشكل دائم، حيث تتم ومصادرة الهواتف المحمولة الموجودة بحوزتهم ، رغم أنها مصدر رزقهم الوحيد بدلا من الانضمام إلى طابور البطالة. السطور التالية تلقي الضوء على عالم صيانة المحمول .

 

أكل عيش 

في البداية يقول أحمد عبد الرحيم أحد العاملين بمحلات الصيانة إنه تعلم هذه المهنة حتي يستطيع أن يأكل عيش من ورائها ، حيث يصل الدخل الشهري منها الي 5 آلاف جنيه .

وأضاف أن العاملين بالصيانة بشارع عبد العزيز تعلموا من بعضهم البعض وعن طريق التجربة والخبرة المتراكمة ، وأيضا علي يد " الأسطى " الذي يعلمك بلا مقابل حتي تستطيع الإلمام بالمهنة خلال مدة لا تزيد على 6 شهور ، وبعد ذلك تقوم بإستئجار محل أو كشك  وتعمل لحسابك الشخصي .

وأشار الحاج إبراهيم صاحب أحد محلات الصيانة بشارع عبد العزيز والملقب بـ " ملك الصيانة " أن العاملين في هذا المجال تتفاوت درجات خبراتهم فمنهم من يكون علي دراية واسعة بالصيانة ويستطيع إصلاح جميع أعطال الموبايل وهو ماينعكس أيضا على إجمالى دخله الشهري الذي قد يصل الى 7 آلاف جنيه في الشهر ، ولا يقع في مشكلات مع الزبائن نتيجة أخطاء الصيانة .

وأضاف أن هناك بعض العاملين يكون علي معرفة بسيطة بالصيانة وهو ما ينعكس على دخله الشهري ، وتحدث له العديد من المشكلات مع الزبائن عند حدوث أخطاء قد تصل إلى أن يقوم الزبون بتحرير محضر في قسم الموسكى بالإتلاف ، وبعض المحاضر يتم التصالح فيها بين الطرفين بالتوافق ، والبعض الآخر لا يتم حل المشكلة نظرا لأن أخطاء العامل تكون كبيرة كأن يفسد شاشة موبايل ثمنها 900 جنيه "العامل هيعوض الزبون منين ! " .

وقال يوسف ، سوداني الجنسية ، ويعمل بالصيانه إنه تعلم المهنة في السودان وعمل بها لمدة 3 سنوات حتى جاء إلى مصر ليعمل في محل كبير للصيانة ، مضيفا أن دخله الشهري حوالي 3 آلاف جنيه مصري أو يزيد ، وأن المهنة ليست شاقة لكنها تتطلب تركيزا ودقة عالية لأننا نتعامل مع قطع صغيرة للغاية .

وذكر أحمد حسام أحد العاملين بالصيانة أن تكاليف الصيانة تتفاوت حسب نوع العطل فهناك عطل في السماعة ثمنه 50 جنيها وهناك عطل في شاشة التليفون الحديث مثل " جلاكسي وأيفون 7 وجراند والهواتف الذكية وoppo ، lenovo  " قد تصل إلى  4 آلاف جنيه حسب سعر قطع الغيار ، وبعضها قد يتطلب الذهاب إلى التوكيل الخاص بالشركة المصنعة .

وأضاف " الأسعار ارتفعت بشكل كبير بعد تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار خصوصا أن قطع الغيار كلها مستوردة بالدولار ، فقطعة الغيار التي كانت تتكلف 80 جنيها أصبحت 200 جنيه وهذا كله يتحمله الزبون " .

وقال صلاح سعيد أن العاملين بشارع عبد العزيز لا يحملون ترخيصا لمزاولة المهنة ، وهناك جهات تمنحها مثل الأكاديميات المتخصصة في برامج التدريب على الصيانة مثل أكاديمية سموحة ، وهذا ما يعرضنا للكثير من المشكلات مع الشرطة التى تقوم بعمل حملات أمنية والقبض علي بعض زملائنا ومصادرة الهواتف التي بحوزتهم .

وأشار محسن عبد القوى أن العاملين بمجال الصيانة ينقسمون إلى تخصصات حسب نوع الموبايل فهناك " إبراهيم نوكيا " وهو متخصص في الهواتف النوكيا ، وهناك " علي سامسونج" وهو متخصص في الهواتف السامسونج ، وهناك لؤى أوبو وهو متخصص في الهواتف الأوبو ، وهكذا فعندما يأتى زبون أقوم بتوجيهه إلى أحد زملائى حسب نوع الهاتف الخاص به " كلنا أولاد مهنة واحدة ولازم نحترم تخصصات بعض ونقف مع بعض مش كفاية حملات الشرطة علينا وقطع الأرزاق " .

 

الزبون وارتفاع الأسعار

وقال هانى عبد الجواد ،أحد زبائن شارع عبد العزيز، إن العاملين بصيانة الهاتف المحمول ينصبون  على الزبائن حيث يكون العطل بسيط اولا يستدعي شيئا في حين فني الصيانة يقوم بحساب أكثر من عطل في الهاتف حتي يحصل على مقابل مادي أكثر ، وكذلك ثمن الإصلاح مرتفع حيث تجد أن العطل البسيط يتكلف 70 جنيها وأكثر والعطل الكبير 400 جنيه .

واتفق معه عثمان ذكري ، بأن أغلب العاملين بالصيانة لا يتمتعون بالأمانة حيث يقول لك أنه قام بتركيب قطعة غيار أصلية في حين أنها تقليد وصيني ، وكذلك يكون سعرها في الجملة بسيطا لا يتعدى 10 جنيهات ، في حين تدفع عليها 100 جنيه .

وأشارت بسمة ممدوح ، إلى  أن أسعار الصيانة ارتفعت بشكل كبير بعد ارتفاع سعر الدولار فإذا كان العطل يتم إصلاحه ب100 جنيه تضاعف ليصبح 250 جنيها وأكثر .