الأربعاء 26 يونيو 2024

صور.. تعرف على أسعار دباغة الجلود وطريقة حفظها حتى تسليمها للمدابغ.. و50 مدبغة بالروبيكي تعمل لأول مرة في العيد.. وتوقعات باستلام 10 ملايين قطعة جلد أضحية

تحقيقات24-8-2018 | 17:02

«جلود الأضاحي» ثورة قومية يتم إهدارها نتيجة قيام المواطنين بالذبح من خلال جزارين ليس لديهم خبره في طريقة التشفية السليمة للأضحية، حيث يتم عمل ثقوب وترك قطع من اللحوم أثناء فصل الجلد عن اللحم، فحسب الإحصائيات التي أعلن عنها عضو بشعبة الغرف التجارية، فإن هناك 40% إهدار الجلد، والتي لا تصلح للتصدير للخارج.

 

وكشف العاملين بمجال الدباغة، عن حجم الصادرات من الجلود والتي تصل إلى مليار و500 مليون جنيه سنويا، بالإضافة إلى 20% مصنوعات جلدية في السوق المحلي، مشيرين إلى أن الذبح داخل السلخانة يحمي الجلود.

 

كمية الجلود

فمن جانبه أوضح نائب رئيس شعبة أصحاب المدابغ بغرفة القاهرة التجارية، سمير الفاو، أنها تراجعت مقارنة بالعام الماضي لتسجل 10 ملايين جلد أضحية، مقابل 12 مليون، مشيرا إلى أن السبب في تراجع الكميات يرجع إلى ارتفاع الأسعار التي جعلت عددا من الأفراد يشتركون في أضحية واحدة، بجانب ارتفاع عدد الذبح خارج السلخانة الأمر الذي ترتب عليه إهدار الجلد.

 

وأضاف الفاو في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن نسبة الجلد المهدر يسجل نحو 40% من الجلد الذي تمتلكه مصر، وذلك نتيجة الذبح خارج السلخانات، حيث يتسبب الذبح في الشوارع في تعرض الجلود إلى التلف نتيجة عدم الخبرة في التشفية السليمة، بدون إحداث قطع في الفرو.

 

حجم التصدير

فيما قال المهندس عبد الرحمن الجباس، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إن موسم عيد الأضحى يمثل إنتاج شهرين من إنتاج الجلود سنويا، أي ما يعادل 18%، مشيرا إلى أن حجم الصادرات من الجلود تصل مليار و 500 مليون جنيه سنويا، بالإضافة إلى 20% مصنوعات جلدية في السوق المحلي.

 

وأضاف الجباس في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن مصر تستورد 20% من الجلود الخام من الخارج، في حين أنها تصدر بنسبة 80% من إجمالي الجلود، مشيرا إلى أنه لا يوجد أرقام موثوق منها عن حجم الجلود هذا العام.

 

الصكوك وعيد الأضحى

وعن اتجاه أغلب المصريين إلى الصكوك، أوضح أن استلام جلود الأضحية من الصكوك أفضل من استلامها من الجزارين والمواطنين، فنسبة الهادر تكون كبيرة جدا منهم، موضحا أن الصكوك تحافظ على ثروة الجلود خلال موسم عيد الأضحى.

 

وطالب المواطنين بضرورة بذبح الأضاحي داخل السلخانات، وذلك للحفاظ على اللحوم والجلود، مشيرا إلى أن الجزار داخل السلخانة لديه معرفه بطريقة الذبح الصحيحة، عكس الجزار المتواجد في الشارع، والذي يذبح كل سنة.

 

أسعار الدباغة

فيما كشف الجباس أن أسعار دباغة الجلود في الروبيكي تسجل 200 جنيه للعجل، و الخروف والماعز 50 جنيها، فيما يشتري الجلد من التاجر بنحو 450 جنيها للعجول، و 250 جنيه للخروف ذو فروة جيدة، مشيرا إلى أن هناك 50 مدبغة والتي تمثل 75% من إجمال المدابغ التي نقلت إلى مدينة الروبيكي.

 

وأشار إلى أن العام المقبل سيكون نقلت باقي المدابغ من مصر القديمة إلى مدينة الربيكي، والتي تمثل 40% من إجمالي المدابغ.

 

طريقة حفظ الجلود

وعن طريقة حفظ الجلود بعد الذبح، أوضح أنه يجب على المضحي غمر ظهر الجلد بملح خشن حتى تحفظه لحين الذهاب إلى المدابغ، مشيرا إلى أن جلد العجل والجاموس يحتاج 10 كيلو ملح خشن، وجلد الأضحية يحتاج 3 كيلو ملح.

 

استخدامات جلود الأضحية

أوضح عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود، أنه يتم إزالة الشعر المتواجد على جلد الأضحية سوء كانت خروف أو عجل أو جاموس، فجلود الجمال تستخدم في صناعة الشباشب الشعبية، بينما فرو الخراف تستخدم في صناعة الجاكت والشنط و فرش السيارات، لأن جلد الخراف له سمك أكبر من الجاموس.

 

كيف يصل إلى المدبغ

قال عاشور عبد المجيد، صاحب أحد المدابغ بمجرى العيون، إن هناك تجار مسئولين عن جمع الجلود من المجازر الآلية ومحلات الجزارة والمنازل، ويتم بيعها للمدبغ، فيسجل جلد العجل السليم خالي من الثقوب نحو 450 إلى 500 جنيه، وفرو الخروف يسجل 200 جنيه، أما المقطع والمهدر يتراوح سعره في الخروف ما بين 20 جنيها إلى 30 جنيها.

 

وأشار عبد المجيد في حديثة لـ "الهلال اليوم"، إلى أن عدد الجلود هذا العام أقل من العام الماضي، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار المواشي، الأمر الذي دفع الكثير من المواطنين إلى الاشتراك في صكوك أو شراء لحوم.

 

مرحلة الدباغة

وقال عاشور، أن أول مرحلة تتم فور استلامه من المواطن أو التاجر، هو "تحليب الجلد"، أي إعادة الجلد للحالة الدموية التي كان عليها، ويصبح مرنا، ثم يغسل بالصابون في براميل دوارة، ويدخل بعد ذلك على الماكينة المقلوبة، لإزالة الدهون، لتخرج منه مادة الجيلاتين التي تستخدم في صناعة الحلويات، ويتم تقسيم الجلد إلى نصفين، الأول يظل بالشعر وهذا يدخل على جهاز مختص بذلك، والأخر يتم الذهاب به إلى الورشة لوضع عليها مواد كيمائية تقوم بإزالة الشعر وتنعيمه.

 

وعن حال المهنة

أكد صاحب المدبغة، أن هناك تراجع في عدد العمال، وأصبحوا يشترون التوك توك للعمل عليه، وتركوا المدابغ، خاصة بعد نقل المدابغ إلى مدينة الروبيكي، فأصبح العامل يستصعب المشوار، لذلك لجأ إلى العمل بعيدا عن تلك المهنة.