انتشرت فى الأونة الأخيرة ثقافة العلاج بالأعشاب الطبيعية حيث يُقبل أوساط كثيرة من المواطنين على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية على شراء الأعشاب والوصفات من العطارين مباشرة أو بعد التعرف عليها من الفضائيات التى تستضيف مَن يدعون أنهم أخصائيون علاج بالأعشاب الطبية .
"الهلال اليوم" التقت بائعى الأعشاب الطبية فى سوق العطارين بالسيدة زينب بالقاهرة ورصدت أنواعها والأمراض التى تعالجها وأسعارها ، كما التقت المتخصصين في مجال بحوث النبات والصيدلة لكشف جوانب الظاهرة ، التقت مواطنين لرصد مدى إقبالهم على شراء الأعشاب الطبية فى حالة الإصابة بالأمراض.
العطارون: التجربة خير دليل
قال أبو يحيى العطار ، مالك أحد محلات العطارة " عندى أعشاب طبية لعلاج جميع الأمراض ، وثبت بالتجربة طوال الزمن أنها تعالج الأمراض ولا تترك آثارا جانبية مثل الأدوية وثمنها منخفض مقارنة بالأدوية ، ويوجد إقبال من الناس على الشراء سوار رجال أم نساء ، ومن كل المحافظات والصعيد ، والأسعار مرتفعة نتيجة موجة الغلاء حيث ارتقعت الأسعار بنسبة 40% خلال الشهور الماضية ".
وتابع "يوجد مجموعة الدهون وتتكون من عشب رجل الأسد وتعالج دهون الكرش والأرداف ، وبذر الكتان لعلاج الدهون الثلاثية على الكبد ، وأسعارها تبدأ من 5 جنيهات حتى 30 جنيها ، خلطات النحافة وتسمى بالخلطة السحرية وتتكون من قرطاس لوز ومغات وقرطاس أبيض وتحويجة ، وهى لعلاج الأنيميا وأسعارها تبدأ من 10جنيهات حتى 50 جنيها ، ومجموعة علاج الضغط وتتكون من ورق الزيتون والبردقوش وأسعارها تبدأ من 10 جنيهات حتى 50 جنيها ، وعلاج لخشونة العظام من عشب حب الرشاد وأسعارها من 15 جنيها حتى 100 جنيها ".
واستطرد " يوجد أعشاب للفيتامينات وللصحة العامة وهى آلياف طبيعية من الشوفان وجنين القمح والزبادي ، وتوجد أعشاب للقلب هي حبهان أخضر وقهوة خضراء ، وأسعارها تبدأ من 10 الى 30 جنيها ، وأعشاب للذكاء وهى الشمر وينقى ذكاء الطفل مضاف له الحليب ، والكيلو منه بـ 40 جنيها ، وأعشاب لعلاج الصفراء هي الكوركم الناعم ، وعلاج للكلى من حلفا البر والشعير المطحون وتسمى مجموعة التلبينة الذهبية وأسعارها تبدأ من 10 الى 50 جنيها ".
وذكر الحاج سليمان الفيشاوي ، مالك أحد محلات العطارة " يوجد أعشاب لعلاج جميع الأمراض والناس بتاخدها من المحل وترجع تأكد لى أنها شُفيت بإذن الله ، وأنا اتعلمت الوصفات من والدي الله يرحمه ، والأعشاب الطبية مفيش منها ضرر لأنها طبيعية ومن صنع الله ، ويوجد علاج للسكر من أعشاب حبة البركة والحلبة المرة وورق الزيتون وزيت الزيتون والترمس الناعم والحنضل الناشف وهى خلطة أسعارها تبدأ من 5 جنيهات حتى 100 جنيه ، ويوجد مسكات للبشرة تُسمى الماسك الذهبي وتتكون من أعشاب الشوفان وقشر الرمان المطحون والترمس الناعم وحنة بيضاء وطمى مغربي ، وأسعارها تبدأ من 5 الى 15 جنيها ".
وتابع " يوجد علاج للشعر المتساقط والشعر الأبيض من ورق السدر ومجموعة زيوت لعلاج الشعر التالف والمتجعد والخشن والأسعار تبدأ من 10 حتى 40 جنيها ، علاج للشيخوخة من زهرة البابونج وتستخدم أيضا لصنفرة الوجه ، ومهدآت للأعصاب من مسك الجلاتين وزيت البرتقال وتستخدم أيضا لعلاج تجاعيد الوجه ، والتمر هندى والعرقسوس والبردقوش والكاركاديه لعلاج الضغط والكلى ، والخروب لعلاج الكاليسيوم والمغانسيوم ".
وأضاف: " ويوجد علاج للضعف الجنسي من فياجرا طبيعية من عسل النحل وبذور الجرجير وبذور الفجل وجوزة الطيب ( تحويجة ) وحجر جهنم وكريم حجر جهنم وجيل طبيعي واسبراى طبيعى ، ويقبل عليها الرجال المتزوجون والشباب المقبل على الزواج كبديل للأدوية والمنشطات الطبية ، ويوجد الكسبرة لعلاج الصداع ، والشمر لعلاج الانتفاخ والكيلو بـ60 جنيها ، علاج للقولون العصبي من زهرة البابونج والمرمرية والكيلو بـ80 جنيها ، وعلاج للأعصاب من قرفة وعرق جناح وزنجبيل وعود قرح ".
باحثون : نصب وتجارة بالأمراض
وقال الدكتور سيد أبو الفتوح ، رئيس شعبة الصيدلة بالمركز القومى للبحوث " الأعشاب الطبيعية لا تعالج تماما الأمراض فهي من الممكن أن تساعد على الراحة وتخفف الألم إنما لا تعالج نهائيا ، وإذا كانت الأدوية المختبرة والمدروسة والمجربة على الكائنات لا تعالج تماما ، وما يحدث في الفضائيات من ظهور البعض والادعاء بأنهم أطباء متخصصون فى العلاج بالأعشاب أو قيام العطارين بتركيب وصفات للناس يُعد مهزلة وعمليات نصب ومتاجرة بأمراض الناس تحت اسم الأعشاب الطبية التى تشبه ادعاءات السحر والشعوذة التى تتم جميعها تحت أعين الجهات الرقابية والإعلام والبرلمان دون أن يتحرك أحد ".
وتابع " في العلم يوجد الطب التكميلى أو البديل وتستخدم النباتات الطبية تحت رقابة ويتم دراستها علميا ومعمليا وتأثير المستخلصات ويتم تسجيل المنتج مثل أي دواء في العالم يُباع فى الصيدليات من قبل وزارة الصحة كمكملات غذائية ويتم إعداد ملف عن العقار والنبات ، ولكن هذا لا ينطبق على الأعشاب التى تُباع عند العطارين أو بإعلانات الفضائيات والأرقام المجهولة ".
وشدد " الأعشاب الطبية الكثير منها يضر والقليل هو المُفيد لأن له نسبا وجرعات ومقادير معينة فمثلا نبات الأثورن يُستخدم كقطرة لتوسيع العين وإذا زادت النسبة تسبب التسمم ، والكارثة أن البائع لا يعرف هذه المقادير فهو عبث وتربح ونصب ".
وذكر الدكتور مدحت محفوظ ، أستاذ علم النباتات بالمركز القومى للبحوث: " النباتات الطبية تحتوى على فائدة وهى مصدر العقاقير ، ولكن البائع يحددها من واقع خبرته ، ويوجد نباتات ثابتة علميا بأنها مهديء أو مدرة للبول أو علاج للكبد منذ قديم الأزل ، وتحديد الجرعة يكون اجتهادا من البائع ، ولو زادت النسب تسبب مضاعفات بسيطة كالسخونة والإسهال ونادرا ما يحدث تسمم أو تكون جرعة مميتة ، وإذا سببت ضررا للشخص فيمتنع عنها بخلاف البرشام الذي من الممكن أن تكون الجرعة الزائدة مميتة ".
وأضاف " وزارة الصحة لا تتحرك لأن المشكلة بسيطة ولا تسبب ضررا بالغا ، والطب البديل علم لا يستهان به ومفيد إذا تم استخدامه جيدا ، لكن هو وسيلة للتربح وجمع المال من التجار أيضا".
مواطنين : الطبيعى من صنع الله
قال أحمد صلاح ، 27 عاما: " إقبال الناس على شراء الأعشاب نتيجة ارتفاع أسعار الأدوية ، ووجود أعراض جانبية لها ، وثقة الناس فى الأعشاب الطبيعية كونها من صنع الله ، وعدم الثقة في الأطباء الذين يصفون عدة أنواع من الأدوية كبيزنس مع الصيدليات التابعة لهم ، وكونها وصفات مجربة من أشخاص أهل ثقة ، والأدوية نفسها مصنوعة من الأعشاب ، وطعمها مستساغ بخلاف الأدوية من الحقن واللبوس ، لكن المؤشر الخطير أنها توصف بلا حساب ".
وذكر عزت إبراهيم ، 28 عاما " أنا لا أفضل شراء الأعشاب لأنها توصف من أشخاص غير متخصصين وهى عبارات عن موروثات وعادات غير مضمونة ".