السبت 28 سبتمبر 2024

هل انتهى زمن الفيلسوف جوارديولا ؟

23-3-2017 | 01:38

"هذا اليوم هو الأسعد في حياتي"، بهذه الكلمات فاجأ الإسباني بيب جوارديولا المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، وسائل الإعلام البريطانية بعد التعادل أمام ليفربول ووصف اليوم بأنه واحد من أسعد أيامه كمدرب، التعادل الذي وسع الفارق مع المتصدر تشيلسي إلى 12 نقطة قبل 10 جولات من نهاية سباق الدوري الإنجليزي، ليحتل السيتي المركز الثالث برصيد 57 نقطة.
جوسيب جوارديولا من مواليد 18 يناير 1971 وهو قائد ثورة التيكي تاكا مع الجيل الذهبي لفريق برشلونة وفي 4 خلال 4 مولسم حقق جميع البطولات الممكنة أبرزها الدوري الإسباني 3 مرات ودوري أبطال أوروبا مرتين وكاس العالم للأندية مرتين بل هو صاحب الرقم القياسي في تحقيق أكبر عدد بطولات في عام واحد 2009 برصيد 6 بطولات، ثم إنتقل إلى تدريب بايرن ميونخ وفاز بلقب الدوري 3 مرات متتالية بفارق كبير عن أكبر منافسية، ثم إنتقل إلى تدريب مانشستر سيتي في مطلع الموسم الجاري وسط آمال من عشاق السيتيزنز في استعادة لقب الدوري مرة أخرى والفوز بدوري أبطال أوروبا، كانت بداية جوارديولا مع الفريق السماوي بتحقيق 10 إنتصارات متتالية في كافة البطولات في أفضل بداية لأي مدرب في تاريخ مع فريق انجليزي قبل أن يخسر السيتي من توتناهام 2-0 في الدوري ثم الخسارة برباعية نظيفة أمام برشلونة في دوري الأبطال ثم الخروج من أول بطولات الموسم على يد الغريم التقليدي مانشستر يونايتد بالخسارة 1-0 في بطولة كأس الكارلينج لتبدأ سلسلة أخفقات السيتي كانت آخرها الخروج على يد فريق موناكو الشاب في دور ربع النهائي من مسابقة دوري الأبطال وهي المرة الأولى التي يخرج منها المدرب الملقب بالفيلسوف من هذا الدور الذي كان أسوأ إنجاز في البطولة الخروج من الدور نصف النهائي بالإضافة إلي أقتراب خسارة لقب دوري للمرة الثانية في مسرتة التدريبة في الدرجة الممتازة من أصل 8 مواسم ولم يتبقى سوى بطولة كأس الأتحاد الإنجليزي والتي سيواجة فيها السيتي فريق الأرسنال في دور نصف النهائي.
جوارديولا الذي صرح في ديسمبر الماضي أنه سيعتزل التدريب بعد نهاية عقدة مع مانشستر سيتي بسب شعورة بالإرهاق وقلة الشغف ثم تراجع عن تصريحاته وقال أنه كان يقصد بالإعتزال قبل بلوغه حاجز ال60 عاما، مما يوضح مدى التخبط والتراجع الذي يعاني منه رجل التيكي تاكا هذا الموسم وأصبح عقله لا يعمل بنفس كفاءة الماضي.
الإسباني الذي بكى بشدة عقب الهزيمة من بورسيا دورتموند 3-0 عندما كان مدرباً لبايرن ميونخ وكان البافاري قد حسم لقب البوندسليجا مبكرا، اليوم أصبح يقول لمجرد التعادل في مباراة جعلته بنسبة كبيرة يبتعد عن لقب الدوري على ملعبه أنه أحد أسعد أيامه كمدرب!
فهل حقا انتهت حقبة وزمن الفيلسوف العبقري جوارديولا الذي أبهر العالم وصانع الكرة الحديثة الممتعة أم أنها مجرد كبوة ستكون بعدها عودة أقوى من ذي قبل ؟.