كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الاثنين، عن تحول نيامي عاصمة النيجر، إلى جبهة لمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية في إفريقيا.
وذكرت الصحيفة في تقرير على نسختها الإلكترونية أن دبلوماسيين وجواسيس ومفاوضي رهائن يجتمعون ليلا في فنادق قائمة منذ عصر الاستعمار لتبادل المعلومات المخابراتية حول التهديدات الأمنية.
وأضافت الصحيفة أن العاصمة الصحراوية النائية تشهد قيام قواعد أجنبية ومباني سفارات جديدة في شوارعها المغطاة بالرمال، بينما في ظلال الليل ينقل المهربون المهاجرين والأسلحة والمخدرات عبر المنطقة التي ينعدم فيها القانون.
وأوضحت الصحيفة أن النيجر، التي تعاني من الفقر وتقع في الحزام الجنوبي للصحراء، تتحول سريعا إلى أحد أكثر المراكز الاستراتيجية في العالم.
ولفتت الصحيفة إلى أن نيامي أصبحت مقرا لمشروع غربي بقيمة مليارات الدولارات يهدف لوقف مسار تدفق المهاجرين غير الشرعيين من غرب إفريقيا تجاه البحر المتوسط، وكذلك مكافحة انتشار النشاط الإرهابي في منطقة الساحل، وهي منطقة قاحلة جنوبي الصحراء.
وذكرت الصحيفة أن المؤيدين يقولون إن الاستراتيجية تحصن النيجر ضد التهديدات الأمنية، إلا أن المعارضين يرون أنها ستجعل من البلاد هدفا للإرهابيين.
ويرى السكان المحليون أن المناطق المركزية في نيامي تديرها ما يسمونها بـ"المنطقة الخضراء"، في إشارة إلى المؤسسات الدبلوماسية الهادئة التي تقبع وراء نقاط تفتيش وجنود مسلحين، فيما قال أحد المتعاقدين الذين يعملون على إطلاق سراح رهينة أوروبي لدى الإرهابيين إن "هذا المكان عش للجواسيس".
وأشارت الصحيفة إلى أن النيجر أصبحت أكثر دولة تتلقى دعما ماليا من الاتحاد الأوروبي بعد صعود حجم المساعدات المالية لدول التكتل ضمن سعيهم للحد من تدفق المهاجرين الأفارقة إلى بلادهم، وهو ما ظهر خلال زيارات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتعهدهما بالشراكة والاستثمار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في حكومة النيجر أن قوات الجيوش الغربية تعمل من 9 قواعد عسكرية على الأقل في النيجر، لافتين إلى أن الولايات المتحدة توشك على الانتهاء من تشييد قاعدة جوية كبيرة في أجاديز، بينما بدأت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحليق طائرات بدون طيار مسلحة من مدرج طائرات على أطراف بلدة ديركو.
وذكرت الصحيفة أن دول الغرب أشادوا باستراتيجية تحويل النيجر إلى حصن إقليمي، إلا أنها تأتي بمخاطر كبيرة أيضا؛ حيث يخشى السكان المحليون أن تجرف تلك الاستراتيجية بلادهم إلى قلب الصراع الإقليمي.
ويقول المحليون والمنظمات غير الحكومية ونشطاء المعارضة إن حكومة النيجر تستخدم الدعم الدولي لتحييد المنشقين واختلاس ملايين من الدولارات المتدفقة في صورة دعم، وهي اتهامات تنفيها الحكومة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الدبلوماسيين والمعارضة والمحليين يتهامسون حول خوف الرئيس محمد يوسف وكبار مسؤوليه المتزايد من وقوع انقلاب، وهو ما شهدته النيجر أكثر من الانتخابات الديمقراطية في تاريخها.
ويرجع السكان والنشطاء ادعاءهم إلى أن القبضة الأوروبية ضد تهريب المهاجرين عبر النيجر جرمت أجزاءً كبيرة من اقتصاد الدولة المرتكز على نظام النقل والتهريب القائم منذ قرون، حيث يقوم المهربون بنقل أشخاص وبضائع من غرب إفريقيا عبر الصحراء.