دشن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو حملة إعادة انتخابه ، اليوم الجمعة، التي يتطلع من خلالها لكسب تأييد قطاعات كبيرة من الناخبين المسلمين وأبناء جيل الألفية.
وخلال الانتخابات التي ستجرى في 17 أبريل 2019، يسعى ويدودو الذي كان يعمل في مجال بيع الأثاث لتكرار هزيمته لبرابوو سوبيانتو وهو قائد متقاعد بالقوات الخاصة عام 2014.
وحقق ويدودو آنذاك فوزا بفارق ضئيل بعد انتخابات حامية.
والآن يروج كلاهما لبرنامج اقتصادي قومي لكن مسألتي العرق والدين تلقي بظلالها على المعركة لرئاسة أكبر بلد تسكنه أغلبية مسلمة في العالم، والذي تتعرض سمعته بأنه بلد متعدد الثقافات للخطر بسبب تنامي النزعة المحافظة.
وقال ويدودو للصحفيين في وسط العاصمة جاكرتا "لا بأس من الاختلاف في التصويت لكن لا تنسوا وحدتنا كشعب ودولة".
وأضاف "المهم هو عدم السماح بالانقسام بين الناس والأصدقاء والأهالي".
وتعطي بعض استطلاعات الرأي ويدودو تقدما كبيرا على برابوو لكن استطلاعات أخرى تظهر أن الفجوة تضيق مع بدء الحملة.
ويكافح الجانبان لنيل دعم أبناء جيل الألفية الذين يقدر عددهم بحوالي 80 مليون نسمة ويشكلون أكثر من 40 في المائة من الناخبين.
وعكف مستشارو ويدودو على دراسة استطلاعات الرأي التي شملت جيل الألفية وقال أحدهم "إن الرياضة والموسيقى والأفلام مهمة بسبب إقبال هذه الشريحة عليها".
والإندونيسيون من أكثر الشعوب إقبالا على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهي أداة حاسمة في الدعاية الانتخابية بالأرخبيل مترامي الأطراف.
وانتشر بشدة مقطع فيديو يظهر فيه الرئيس البالغ من العمر 57 عاما وهو يركب دراجة نارية الشهر الماضي في حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية.
كما انتشرت لقطات أخرى تظهر ويدودو وهو يرقص مع فريق البوب الكوري (سوبر جونيور) خلال زيارة لسول.
وعلى النقيض من ذلك، تعمل المعارضة على نشر شعار /تغيير الرئيس عام 2019/ على الإنترنت لتسليط الضوء على تزايد الضغوط الاقتصادية، حيث انخفضت قيمة الروبية تسعة في المائة خلال العام الجارى.
ويرفض فؤاد باوزير، وزير المالية السابق والمستشار الاقتصادي لبرابوو، تدابير الحكومة للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي باعتبارها شعارات.
وتتهم المعارضة ويدودو بالفشل في الحد من تفاوت الدخول والوفاء بوعده أثناء حملته عام 2014 بزيادة النمو إلى سبعة في المائة.
وتعهدت المعارضة في برنامجها بإنقاذ إندونيسيا من هوة اقتصادية.
وعلى الرغم من أن النمو توقف عند نحو خمسة في المائة خلال السنوات الأخيرة، يمكن لويدودو أن يعزز صورته كزعيم أفعال من خلال الإشارة إلى ازدهار مشاريع البنية التحتية من المطارات إلى مترو الأنفاق، وخفض الإجراءات الروتينية بشكل كبير.
لكن أكثر الهجمات على الرئيس استهدفت دينه وعرقه كاتهامات مزيفة له بأنه مسيحي وابن مهاجرين صينيين.
وللرد على هذه المزاعم اختار ويدودو أحد رجال الدين المحافظين من جماعة نهضة الأمة أكبر الجماعات المسلمة في إندونيسيا ليكون نائبا له. ويبلغ عدد أعضاء هذه الجماعة 40 مليونا.