سجل وزير الدفاع
الإسرائيلي موشى ديان بعد حرب أكتوبر1973، اعترافاته بانتصار المصريين والسوريين في
حرب العبور، في كتابه «من كتاب حياتي» مسترجعا لحظات اليأس والانكسار التي ذاقها
على يد أبطال مصر الشجعان بجانب الجبهة السورية.
وفي الذكرى
الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد تسلط «الهلال اليوم» الضوء على أبرز المحطات
التي سجلها موشى في كتابه عن نصر السادس من أكتوبر المجيد.
وقال «ديان»
في كتابه: «أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح أننا فوجئنا أننا لا نملك القوة الكافية لدفع
المصريين إلى الخلف، وأننا لا نملك القوة الكافية لإعادة المصريين عبر قناة السويس
مرة أخرى».
وعن نجاح الجيش
المصري في العبور، قائلا ديان إن إسرائيل كانت تمتلك سلاحا متقدما في ذلك الوقت، لكن
ما ميز المصريون هو أنهم كانوا يعرفون كيف يستخدمون أسلحتهم ضد قواتنا ولا أعرف مكانا
في العالم محميا بكل هذه الصواريخ كما هو عند مصر، ويمتلك الجيش المصري العديد من الأنواع
المختلفة من السلاح، ويستعملون كل هذه الأنواع بامتياز وبدقة متناهية، وكانوا يستخدمون
الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بدقة ونجاح تام.
وبحسب كتابه الذي
عرض جزءا منه بموقع «المجموعة 73 مؤرخين» قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إن «الموقف تلخص
في أن المصريين نجحوا في أن يعبروا إلى الشرق بأعداد من الدبابات والمدرعات تفوق ما
لدينا في سيناء، والدبابات والمدرعات المصرية تؤيدها المدافع البعيدة المدى وبطاريات
الصواريخ والمشاة المسلحون بالصواريخ الخاصة بالدبابات».
وتابع: «وركز المصريون
قواهم طوال السنوات الماضية في إعداد رجالهم لحرب طويلة شاقة بأسلحة متطورة تدربوا
عليها واستوعبوها تماما».
وأشار إلى أن سلاح
إسرائيل الجوى الكثير من المصاعب، وخسرنا الكثير من الطائرات والطيارين بسبب بطاريات
الصواريخ والسلاح الجوي المصري.
وأضاف: «اكتشفنا
هذه الحقيقة التي تواجه سلاحنا الجوى في الأيام الأولى، خاصة عندما حاولنا دفع المصريين
مرة أخرى عبر القناة إلى الغرب، كما أننا تخلينا عن خطط الهجوم في الجبهة المصرية،
وهذا معناه أننا تخلينا عن النقط الحصينة في خط بارليف» مستطردا: «ولو كنا استمرينا
في محاولتنا لدفع المصريين عبر القناة مرة أخرى، لكانت خسائرنا في العتاد والرجال جسيمة».
ويواصل وزير
الدفاع الإسرائيلي الحديث: «لقد انسحبنا من هذا الخط، وكان جزء من الانسحاب عملا نظاميا
إلى حد ما، إذ كنت أمل أن تكون معظم قواتنا في هذه النقاط الحصينة استطاعت الانسحاب
لأن خط بارليف انتهى كخط دفاعي، أو حتى لمجرد خط للتعويق، فقدنا معظم الاتصالات مع
قواتنا الباقية في بعض نقاط هذا الخط التي تحاصرها القوات المصرية».
وقال: «كان علينا
أن نقول الحقيقة ونعلنها للشعب في إسرائيل، وقررت أنني من سأوجه رسالة إلى الشعب الإسرائيلي
لأقول له هذه الحقيقة لكن بأسلوب أكثر حرصا وبكلام مدروس حتى لا يصاب في معنوياته».
وأضاف: «كان كل
خوفنا يتمثل في المعنى الأهم من مواجهة الشعب، وهو انتهاء نظرية الأمن الإسرائيلية
بالنسبة لسيناء».
اجتمعت الحكومة
وقررت أنه إن أمامنا مهمتين، الأولى والرئيسية هي بناء خطوط دفاعية جديدة، والثانية
هي وضع خطة طويلة المدى، وهى إعادة إستراتيجيتنا وبناء قوتنا العسكرية على أسس جديدة.
وقولت في الاجتماع:
«علينا أن نعيد دراساتنا، وأن نعمل على التمركز في أماكن دفاعية جديدة، لأن التفوق
العسكري المصري في سيناء الآن لا يمكن مواجهته، كما لا يمكن الاعتماد على سلاح الجو
الإسرائيلي لمنع المصريين من التقدم جنوبا وشرقا».
وأضاف ديان:
«كذلك قررنا أن نتمركز شرقا وجنوبا، وأن نركز كل قواتنا، خاصة القوات المدرعة أمام
المصريين، لكن هذا التمركز الجديد يجب أن يكون خارج نطاق النار المصرية، المدفعية والمدرعات
وأسلحة المشاة، أي نتمركز في خط دفاعي جديد، وبالتالي يكون انسحابنا من خطوط الدفاع
الرئيسية لنا في سيناء وسرعة إنشاء خطوط دفاعية، وعلينا أن نحسن موقفنا الدفاعي» .
وتابع: «علينا
أن نفهم أننا لا يمكننا الاستمرار في الاعتقاد بأننا القوة الوحيدة العسكرية في منطقة
الشرق الأوسط، لأن الآن باتت هناك حقائق جديدة وعلينا أن نعيش معها».