أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف كتابًا جديدًا بعنوان "مسلمو العالم"، يتناول قضايا اللاجئين والإسلاموفوبيا والحالة الدينية للمسلمين حول العالم، وذلك في إطار متابعة المرصد لمستجدات تلك القضايا المهمة، ورصده لما يثار من أفكار عدائية ودعوات للكراهية والتعصب والتمييز خاصة ضد الإسلام والمسلمين.
ويتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء رئيسية، يتناول الأول الهجرة واللجوء، بينما يركز الجزء الثاني على مشكلة الإسلاموفوبيا، في حين يتطرق الجزء الثالث للحالة الدينية للمسلمين حول العالم، ويقدم الكتاب في نهاية كل جزء توصيات عملية لكيفية التعامل مع التحديات التي يثيرها كل قسم.
ويتابع الجزء المتعلق بالهجرة واللجوء أزمة اللاجئين في العالم خلال عام 2017؛ حيث يشير إلى أن منظمات أُممية قدرت أعداد اللاجئين حول العالم بما يقرب من (65.3) مليون؛ ما بين لاجئٍ، ونازحٍ، وهو الرقم الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية، وأن نصف هؤلاء اللاجئين تقريبًا من الأطفال.
ويتناول هذا القسم أوضاع اللاجئين في عدة دول، مثل (ألمانيا، إسبانيا, أمريكا الجنوبية، تركيا) كما يستعرض عددا من قضايا اللجوء الصعبة، مثل قضية اللاجئين الأفغان، ولاجئي الروهينجا، وموقف الأزهر من قضيتهم. وفي نهاية هذا القسم يقدم الكتاب مجموعة من التوصيات، التي تشدد على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل فعال؛ لإيقاف الحروب المسلحة في مناطق النزاع، لأنه في حال نجاحها سوف تنحسر أزمة اللاجئين.
أما الجزء الثاني، فينقسم إلى عشرة عناصر، حيث يبدأ بمقدمة حول مفهوم الإسلاموفوبيا الذي هو رهاب الإسلام أو الخوف من الإسلام، وهي ظاهرة قديمة حديثة تشير إلى خوف ورهبة المجتمع الغربي أو غير المسلم من الإسلام والمسلمين. ويهدف هذا الجزء إلى رصد حالات الاعتداء على المسلمين في مجتمعات ودول مختلفة خلال عام 2017 والتي كانت وليدة ظاهرة الإسلامُوفوبيا، ساعيًا من وراء ذلك إلى استنتاج العوامل التي تحد من هذه الظاهرة، وكذلك عوامل وسُبل مواجهتها من أجل خلق مجتمعات أكثر أمنًا وسلامًا وتعاونًا بين أفرادها بغض النظر عن جنسهم أو دينهم أو ثقافتهم.
ويستعرض الكتاب نماذج من الإسلامُوفوبيا خلال عام 2017، في بعض الدول مثل (المملكة المتحدة، ألمانيا، إسبانيا، فرنسا).
كما يلقي هذا الجزء الضوء على أسبابُ تصاعد الإسلامُوفوبيا، مثل صعودُ اليمين المتطرف في الغرب، والتأثيرُ السلبي للإعلام الغربي، والجهل بحقيقة الدين الإسلامي، وعزلة غير المسلمين عن المسلمين، وعدم قيام المنظمات الدولية والهيئات العالمية بدورها المأمول في مواجهة الإسلامُوفوبيا.
بدوره يتناول الجزء الثالث من الكتاب "الحالة الدينية للمسلمين حول العالم"، من خلال استعراض أبرز ما رصدته وحدات المرصد عن أوضاع المسلمين في العالم، بما في ذلك الدراسات والمؤتمرات التي تناقش قضاياهم، والمبادرات والمشروعات والتشريعات والتحديات التي تواجههم، ويتكون هذا الجزء من خمسة جوانب تعكس صورة المسلمين وحالتهم الدينية، مع مجموعة من التوصيات والنتائج التي توصلت إليها الدراسة.
ويأتي هذا الكتاب ضمن إصدارات مرصد الأزهر المتعددة، التي تسعى لنقل صورة حية عن الإسلام والمسلمين، وواقعهم في الداخل والخارج، وإنارة الطريق أمام كل شاب يحلم بعالم أفضل، تتحقق فيه آماله وطموحاته، فالشباب هم حاضر الأمة ومستقبلها.