الجمعة 17 مايو 2024

وزير خارجية لبنان: "التيار الوطني الحر" لم يتدخل في عمل الحريري بتشكيل الحكومة

5-10-2018 | 13:15

 أكد وزير الخارجية اللبناني رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أنه لم يتدخل مطلقا في عملية تشكيل الحكومة اللبنانية، باعتبار أن هذا الأمر هو مسئولية رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.. مشيرا إلى أن كل ما يطالب به هو أسس واحدة ومعايير عادلة في التمثيل الوزاري داخل الحكومة لكافة الكتل النيابية والقوى السياسية الأساسية.

وقال "باسيل" - في مؤتمر صحفي عقده اليوم (تكتل لبنان القوي) والذي يترأسه أيضا - إن المعيار العادل لتشكيل الحكومة اللبنانية، يجب أن يكون باحتساب حقيبة وزارية لكل 5 نواب في المجلس النيابي، وأنه حال اعتماد معيار وزير لكل 4 نواب، فسيتسبب هذا الأمر في تضخم الحكومة ليصبح عددها 38 وزيرا.

وأشار إلى أنه يعتبر أن العقبة الأكبر والعقدة الأهم تتمثل في الأداء الذي ستقدمه الحكومة الجديدة، لافتا إلى أن تكتل لبنان القوي على استعداد للتنازل عن أي شيىء، بما فيه تمثيل التكتل ووجوده داخل الحكومة مقابل الوصول إليها وأن تقدم أداء يخدم اللبنانيين جميعا.

وقال إن التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوى، لم يتسببا في أي مشاكل تعرقل التوصل إلى تشكيل للحكومة.. مضيفا: "ولو كنا نريد عمل مشكلة لكنا طالبنا وتمسكنا بالحصول على وزارتي المالية والداخلية ضمن حصتنا الوزارية ولكننا لم نفعل ذلك".

وأكد جبران باسيل أن تكتل لبنان القوى والرئيس ميشال عون، لم يطالبا بالحصول على الثلث الضامن (الثلث المعطل داخل الحكومة).. معتبرا أن هذا الطرح الذي يتردد، يمثل حجة يطرحها الخصوم السياسيون له بهدف "ضرب العهد الرئاسي والتكتل". على حد تعبيره.

ولفت إلى أن ما يهم التكتل في المقام الأول هو التوصل إلى حكومة منتجة تقوم على أسس واحدة ومعايير عادلة، حتى يمكن لها أن تحارب الفساد والنهوض بالاقتصاد اللبناني.

واعتبر أن لبنان اليوم أمام فرصة حقيقية لتشكيل الحكومة، على نحو ما عبر عنه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في مقابلته التلفزيونية مساء أمس، مؤكدا أن تكتل لبنان القوي يتعاطى بإيجابية مع هذه الفرصة، ويرى في نفس الوقت أن جميع القوى السياسية عليها أن تقدم تنازلات في مطالبها بالحصص الوزارية، على أن تكون تلك التنازلات حقيقية وتعبر عن الواقع السياسي والأحجام النيابية وليس أن تكون تنازلات وهمية.. على حد وصفه.

واستعرض جبران باسيل أهم العقبات التي تقف أمام تشكيل الحكومة، مشيرا إلى أنها تتمثل في عقدة التمثيل الوزاري لـ 10 نواب من الطائفة السنية ممن هم خارج تيار المستقبل، مشيرا إلى أن السبب المعلن لعدم تمثيلهم الوزاري أنهم ليس كتلة واحدة، وأنه رغما عن التكلفة السياسية وعلاقات الصداقة السياسية فإن تكتل لبنان القوي فضل أن يترك هذا الموضوع لرئيس الوزراء سعد الحريري وعدم التدخل به.

وأضاف أن تكتل لبنان القوي لا يتدخل في شئون الطائفة الدرزية، ولكنه معني بصورة مباشرة بعقدة التمثيل الوزاري الدرزي، باعتبار أن القيادي الدرزي طلال أرسلان هو أحد أقطاب التكتل، وقد أجريت الانتخابات النيابية في ظل تحالف كان "أرسلان" أحد أركانه، وهو الأمر الذي يجعل التكتل متمسكا بعدم احتكار التمثيل الدرزي لدى طرف سياسي واحد.

وتطرق باسيل إلى عقدة التمثيل المسيحي المتمثلة في الخلاف الدائر بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، مشيرا إلى أن "القوات" لديه 15 نائبا ومن ثم يحق له التمثيل في الحكومة بـ 3 وزراء، معتبرا أن مطلب القوات بالحصول على 5 وزراء هو مطلب غير عادل، وينتقص من حجم التمثيل الوزاري الخاص بتكتل لبنان القوى وحصة رئيس الجمهورية بالحكومة.

وقال إن التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي لم يعترضا على حصول حزب القوات اللبنانية على حقيبة وزارية سيادية، مثل الخارجية أو الدفاع أو غيرهما، لافتا إلى وجود ممانعة وطنية من جهات أخرى على هذا الأمر.

وأشار إلى أن مطلب حزب القوات اللبنانية بالحصول على حقيبتين وزاريتين أساسيتين ينتقص من حقوق الأطراف المسيحية الأخرى في المعادلة الوزارية والمخصص لها جميعا 3 حقائب أساسية فقط.. مضيفا أنه لا اعتراض على حصول القوات على 4 حقائب وزارية، ولكن ليس من حصة تكتل لبنان القوي.

وأكد أن المصالحة المسيحية بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، قائمة ومستمرة بغض النظر عن الخلافات السياسية، وأن المصالحة لا مساس بها وتمثل أمرا استراتيجيا.