اكتشف فلكيون أول قمر خارج منظومتنا الشمسية يدور في فلك عالم بعيد، وكانت الكواكب الموجودة خارج منظومتنا الشمسية من أكبر الاكتشافات في علم الفلك وبلغ عدد المكتَشف منها آلاف الكواكب التي يمنح بعضها أملا بوجود حياة خارج الأرض.

 

ولكن الاكتشاف الجديد سيكون المرة الأولى التي يرصد فيها علماء قمراً يدور حول احد هذه الكواكب. وهو يمكن أن يغير فهمنا لنشوء المنظومات الشمسية،( كما لاحظت صحيفة الاندبندنت. )

 

ونقلت الصحيفة عن أستاذ الفلك في جامعة كولومبيا الأميركية ديفيد كيبنج أحد الفلكيين اللذين اكتشفا القمر، قوله "إن هذه ستكون أول مرة يكتشف فيها قمر خارج منظومتنا الشمسية وإذا تأكد الاكتشاف بعمليات الرصد التي يجريها تلسكوب هابل لغرض المتابعة فإنه يمكن أن يوفر مفاتيح مهمة عن نشوء المنظومات الكوكبية وقد يدفع الخبراء إلى مراجعة النظريات التي تفسر كيف تتكوَّن الأقمار حول الكواكب".

 

والقمر الجديد أكبر بكثير من أي قمر من الأقمار المئتين تقريباً التي اكُتشفت في منظومتنا الشمسية وله حجم يقرب من حجم كواكبها.

 

فهو بحجم الكوكب نبتون تقريباً، ويدور في فلك كوكب بحجم المشتري. ويدور الاثنان في فلك نجم يبعد 8000 سنة ضوئية عن الأرض.

 

واكتُشف القمر كما اكتُشفت آلاف الكواكب خارج المنظومة الشمسية بمراقبة الانحرافات الدقيقة التي تحدث حين تمر أمام نجمها والتوصل من خلال ذلك إلى تقدير حجمها وشكل مدارها.

 

ودرس الفلكيان بيانات من 284 كوكباً تم اكتشافها بهذه الطريقة تلسكوب كيبلر الفضائي محاولين فرز الكواكب التي يوجد شيء غريب في مداراتها.

 

وبدا أن أحد هذه الكواكب، اسمه كيبلر 1625 بي، يتصرف تصرفاً غريباً بانحرافات صغيرة في منحنى الضوء لفتت انتباههما.

 

ولاحظ الفلكيان بعد فترة من رصد هذا الكوكب أن ميلا آخر يحدث في الضوء فور مرور الكوكب أمام نجمه كما لو "أن قمرا يتبع الكوكب مثل كلب يتبع صاحبه الذي يقوده برباط".

 

ومن الجائز أن يكون سبب هذا التصرف الغريب كوكب آخر، لكنّ العالمين الفلكيين يأملان بأن يتأكد اكتشافهما ببيانات توفرها تلسكوبات فضائية.

 

ومن الصعب اكتشاف أقمار خارج المنظومة الشمسية لأنها صغيرة وبالتالي فإن الانحراف الذي تسببه في الضوء المنبعث من نجمها يكون أضعف بكثير ومداراتها تتغير حول نجمها بسبب مدارها في فلك كوكبها. ولعل القمر الجديد اكتُشف لأن حجمه الكبير جعل رؤيته أسهل.