قال
اللواء أركان حرب أحمد يوسف عبد النبي، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية
والمستشار الحالي بها، إن هناك مجموعة من المحاور عملت عليها الدولة للاستعداد
لحرب أكتوبر عام 1973، أولها إعادة بناء الجيش المصري بعد نكسة عام 1967 بتسليح
القوات الجوية وتحديث منظومات التسليح بالقوات البرية والبحرية والمشاة والأفرع
الرئيسية وإعادة هيكلة قوات الدفاع الجوي وتطوير حائط الصواريخ المصرية مما حمى
القوات المسلحة أثناء عملية العبور.
وأوضح في
تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المحور الثاني إعداد الدولة للدفاع سياسيا
واجتماعيا وإعلاميا ولوجيستيا لتكون كل المؤسسات لتعاون وتساهم في الحرب منها تجهيز
المستشفيات وتجهيزات هندسية لمسرح العمليات وتحديد مصادر للإمداد المستمر بمواد
الإعاشة، وكذلك الإعداد المعنوي للشعب المصري لمشاركة أولادها في الحرب لتقف كل
المؤسسات خلف الدولة.
وأشار عبد
النبي إلى أن المحور الثالث هو تهيئة المناخ السياسي الإقليمي والدولي لتقبل الحرب
أن الأرض المصرية محتلة ونفذت كل السبل السياسية والإجراءات السلمية لاستردادها وليس
أمام مصر إلا بالعمل العسكري، وتداول ذلك في المؤتمرات والمحافل الدولية لإعداد
المناخ السياسي.
وأضاف أن المحور
الرابع هو إعداد القوات المسلحة تدريبيا وعملياتيا على خطة الحرب، فجرى تدريب كل
الأفرع بالقوات المسلحة على أساليب الحرب وتكتيكات الخطة الموضوعة، فجرى وضع أفكار
وبدائل وسيناريوهات للحرب، مشيرا إلى أن المحور الخامس هو الخداع الإستراتيجي بخطة
متكاملة.
وأكد أن أهم
عوامل نجاح حرب أكتوبر هو تحقيق المفاجأة على المستوى الإستراتيجي من خلال خطة
خداع في غاية الدقة حققت المفاجأة الإستراتيجية، مضيفا أنه لم تكن إسرائيل تعلم
حتى الساعات الأولى قبل العملية أن مصر قادرة على دخول حرب فلم تكن مستعدة للحرب
كحجم الاستعداد المصري.
وأشار إلى
أن العامل الثاني هو المفاجأة التكتيكية والتي تجسدت في المقاتل المصري فكان أعجوبة ليس
لإسرائيل إنما لكل العالم والمدارس العسكرية، حيث فوجئ كل العالم بقدرات المقاتل
المصري المسلح بعزيمة وإرادة، ويمكنه أن يقف بسلاح بسيط ويختفي خلف تبة صغيرة
وينتظر دبابة العدو حتى تقترب من 300 أو 400 متر وهو أمر صعب في العلوم العسكرية.
وأضاف أن
هذه العزيمة تجسدت أثناء عبوره للقناة وهو يعلم أنها مجهزة لتتحول لكتلة من النار
بقنابل النابلم وأنه معرض لقصفات المدفعية الإسرائيلية أثناء العبور وأكمل مهمته
بنجاح، مشيرا إلى أن التقديرات كانت تتوقع
أثناء اقتحام الساتر الترابي خط بارليف أن تصل الخسائر لـ60% أو 70% من القوات لكن
الخسائر كانت طفيفة، فكان نجاح عملية العبور هو الفيصل الرئيسي في الحرب.