أكد وزير الشئون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل اليوم الاثنين مواصلة الدبلوماسية الجزائرية لمسارها في تكريس السلم والحوار في حل النزاعات القائمة، مضيفا أن الجهود الجزائرية أصبحت محط اعتراف دولي تجسد عبر إدراجها في مختلف المبادرات الأممية .
واستعرض مساهل في تصريحات للإذاعة الجزائرية اليوم الإثنين بمناسبة إحياء يوم الدبلوماسية الجزائرية، مختلف المحطات التي مرت بها هذه الأخيرة والتي تميزت في كل مراحلها بالعمل على تغليب السلم و التفاوض بين الأطراف المعنية "حفاظا على الوحدة الترابية للدول المتنازعة واحتراما لإرادتها .
وأشار مساهل إلى أهم ركائز المقاربة الجزائرية في حل الخلافات والنزاعات، والتي يأتي في صدارتها تبني الحوار بين الفرقاء ونبذ الحلول المفروضة من الخارج، و هي المبادئ التي "أصبحت حقيقية" تتجلى في مختلف الجهود الأممية التي تبذل في هذا الاتجاه .
وتناول مساهل أهم إنجازات الدبلوماسية الجزائرية التي "تعززت في عهد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي جعل من مسألة استرجاع الجزائر لمكانتها الدولية أحد الأهداف المطلوب تحقيقها إلى جانب إخماد نار الفتنة و =ترتيب البيت الداخلي.
وأشار إلى النجاحات التي تحققها الجزائر في حسم النزاعات عبر مسارات التسوية السلمية و المبادرات التي كانت أحد مؤسسيها، على غرار مبادرة الشراكة للتنمية في إفريقيا (النيباد) التي سمحت لدول القارة السمراء بتبني لغة واحدة في الحفاظ على مصالحها ولعب دور جديد في ميزان قوى العلاقات الدولية .
وقال وزير الشئون الخارجية الجزائري إن ميثاق السلم و المصالحة الوطنية يشكل أهم الإنجازات التي حققتها الجزائر على مدار السنوات الأخيرة، مما جعل من تجربتها في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف أرضية لعمل اللجان الأممية في إطار الجهود المبذولة لإحلال السلام.
ودعا إلى إصلاح الهيئات والقارية التي تتمسك بها الجزائر، سواء تعلق الأمر بالمنظمة الأممية على مستوى مجلس الأمن أو جمعيتها العامة إيمانا من الجزائر بالدور الكبير المنوط بها في حسم النزاعات، أو الجامعة العربية التي أصبحت في شكلها الحالي عاجزة عن تقديم الحلول مما فتح الباب أمام فرض حلول خارجية للنزاعات التي تعرفها بعض دولها.
وأعرب مساهل عن تفاؤله بمستقبل الدبلوماسية الجزائرية خاصة بوجود جيل شاب يمتلك كل مقومات النجاح، مشيرا في ذات الإطار إلى وجود ما لا يقل عن 47 امرأة في السلك الدبلوماسي بمقتضى الحركة الأخيرة في القطاع الدبلوماسي.
وأشار على وجود لقاءات دبلوماسية مكثفة في الفترة المقبلة منها زيارة رئيس الحكومة الإيطالية للجزائر ولقاءه مع وزير الصناعة الفرنسي بباريس يوم 29 من الشهر الجاري في إطار متابعة اللجنة الاقتصادية الجزائرية-الفرنسية، فضلا عن لقاءه أيضا بنظيره الفرنسي في إطار الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين البلدين.
وقال إن أجندة الدبلوماسية الجزائرية تتضمن أيضا زيارة وفد هام أمريكي وآخر روسي للجزائر شهر نوفمبر المقبل علاوة على مشاركته في أشغال لقاء ثلاثي حول ليبيا بالقاهرة، يجمع بين الجزائر و تونس ومصر قبل نهاية الشهر الحالي.