قال سياسيون وأكاديميون
فرنسيون إن النظام القطري بات هشّاً بشكل غير مسبوق وإن حالة الغضب الشعبي الداخلي
أصبحت تؤرق النظام، وتدفعه للتحرك الخارجي الموتور لشراء الدعم والتأييد على المستوى
الدولي للنظام المرفوض داخلياً في قطر، وهو ما يفسر الزيارات المتلاحمة، التي قام بها
تميم إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، خلال العام الماضي وحتى الآن.
وفي هذا الصدد،
قال روجيه موران، أستاذ السياسة بجامعة السوربون وعضو الأمانة العليا لحزب الجمهورية
إلى الأمام (حزب ماكرون) إن تنظيم الحمدين اعتاد ممارسة سياسة شراء الولاءات منذ انقلاب
حمد بن خليفة على والده عام 1996، فأنفق مليارات الدولارات على شراء صمت القوى الدولية،
وخلال فترة حكمه رسخ هذه السياسة، وورث هذا المنهج لخلفه، واليوم نرى بشكل جلي تحركات
تميم بن حمد في أوروبا وأفريقيا وأخيراً أمريكا اللاتينية لشراء الولاءات والدعم للنظام
القطري ضد شعب قطر الطامح في الحرية والتحرر من قبضة تنظيم الحمدين.
وأضاف موران أن
هذه التحركات يتعمد من خلالها تنظيم الحمدين تصدير صورة وهمية زائفة أمام العالم تفيد
بأن التنظيم وخليفته تميم مدعوم خارجياً، وهذه الصورة غير حقيقية، وهي سياسة اعتاد
تنظيم الإخوان الإرهابي ممارستها خلال عقود طويلة مضت، ويحاول تنظيم الحمدين تطبيقها
وتصديرها للعالم، لكنها سوف تفضي إلى نتيجة مماثلة لما جناه تنظيم الإخوان الإرهابي
في مصر، وسوف يسقط هذا النظام الداعم للإرهاب مهما تمادى في زيفه.
من جانبه، قال
هنري بونتي، النائب البرلماني السابق وعضو لجنة الاتصال الخارجي في الحزب الاشتراكي
الفرنسي، إن جولات تميم في أمريكا اللاتينية، تشبه البعثات الغربية للشرق خلال القرن
الماضي قبل الاحتلال، جولات استعمارية انتهازية، ينظر لها الرأي العام الغربي باشمئزاز،
فمليارات الدولارات التي يضخها تنظيم الحمدين في قنوات سياسية ودبلوماسية واقتصادية
في العديد من الدول الفقيرة في أمريكا اللاتينية وفي أفريقيا وآسيا، يبدو واضحاً أنها
بهدف شراء الذمم، واستئجار الولاءات، كما فعل التنظيم نفسه في أوروبا خلال العام الماضي
من شراء أقلام في صحف وأصوات في وسائل الإعلام الأوروبية المسموعة والمرئية لترويج
خزعبلات تنظيم الحمدين بين الرأي العام الأوروبي للتغطية على فضائح دعم الإرهاب.
كما أشار جوزيف
كونيت، أستاذ الاتصال الإعلام- بجامعة "بيير" بباريس وعضو الاتحاد الوطني
للإعلاميين الفرنسيين، إلى أن تنظيم الحمدين اعتاد على اللعب بالمال لخلق صورة مغايرة
كاذبة أمام العالم، وفي المنطقة العربية من خلال وسائل الإعلام الموجهة بالكامل لدعم
الإرهاب، وفي مقدمتها قناة الجزيرة، وهي سياسة شبيهة بمنهج جوزيف جوبلز وزير إعلام
هتلر، القائمة على نشر الأكاذيب والإصرار عليها ودعمها بتحركات وهمية وغطاء سياسي كاذب
إلى أن تصبح حقيقة مؤكدة ويصدّقها الناس.