الأحد 29 سبتمبر 2024

زكريا عثمان : «بوكو حرام» لن تنتهي

25-3-2017 | 13:25

 أ ش أ:
قال الدكتور زكريا عثمان، رئيس المركز التشادي للدراسات الاستراتيجية إن تنظيم "بوكو حرام" المتطرف ظاهرة لن تنتهي في مناطق وسط افريقيا، لأنها تجاوزت حدود أيديولوجيا التطرف وارتبطت بمصالح دول ومجموعات اقتصادية كبرى تتمحور صراعاتها حول الثروات التي تمتلكها دول القارة الإفريقية، والتي أصبحت ضرورة استراتيجية فيما يمكن أن نطلق عليه "حروب النانو تكنولوجي".
وبوكو حرام جماعة دينية نيجيرية مسلحة، وتعنى بلغة الهاوسا "تحريم التعليم الغربي، تأسست عام 2004 على يد محمد يوسف، وتشكلت من مجموعة من الطلاب، تخلوا عن الدراسة, وأقامت الجماعة قاعدة لها فى قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقى نيجيريا على الحدود مع النيجر، وانطلقت عملياتها الإرهابية بعد مقتل مؤسسها عام 2009 لتشمل دول حوض تشاد "الكاميرون والنيجر ونيجيريا وتشاد"، إضافة إلى مالي .
وأوضح عثمان، في تصريحات صحفية من انجمينا أن بوكو حرام تمثل وجها زائفا لما يطلق عليه البعض "التطرف الاسلامي"، لأن القضية أصبحت ابعد من مجرد صراع أفكار دينية أو طائفية كما بدأ، مشيرًا إلى أن بوكو حرام لم تعد تنظيمًا واحدًا تحركه معتقدات وتفسيرات للدين، وإنما أصبح ثلاثة تنظيمات تحمل نفس الاسم احداها عصابات اجرامية تمارس القتل والسرقة والاغتصاب وكل أنواع التجارة غير المشروعة.
ونوه عثمان وهو مستشار لخمس رؤساء إفارقة في شئون الارهاب إلى أن وجود الصين في أفريقيا خاصة مناطق الثروات يعتبر سببًا رئيسيًا في تصاعد وانتشار تنظيم بوكو حرام، حيث تشتعل الصراعات بين الصين من جهة وأوروبا وامريكا من جهة لرسم مناطق النفوذ ، والتمركز حول مواقع الثروات المعدنية التي تمثل سلاحا استراتيجيا يحدد معادلات القوة في المستقبل.
وكشف الخبير الأمني أن هناك 17 معدنا نفيسًا تحرك مناطق الحروب في مناطق إفريقيا على رأسها "اليورانيوم" المتواجد بكثرة خاصة في منطقة "أم رارين" شمال النيجر، والبترول الكثيف في منطقة شرق النيجر ومناطق "بومايا" جنوب تشاد ومناطق "تاوديني" شمالي مالي، موضحًا أن هناك مادتين تمثلان عصب حروب المستقبل "النانو تكنولوجي" وهما مادة "الكولتان" و"النوبيوم"، واللتان تدخلان في معظم الصناعات التقنية الحديثة وأجهزة الاتصالات، إضافة إلى مادة "زيكركون" التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم .
وأشار إلى أن الصراع الديني بدأ في مرحلة الستينيات من القرن الماضي بمناطق أفريقيا خاصة نيجيريا ، وأخذ طابعا طائفيا طرفاه السنة والشيعة، واستمر هذا الصراع فكريا سلميا حيث كان أتباع الصوفية يمثلون 90 في المائة بينما يمثل أتباع السلفية 10 في المائة فقط، لذلك لم يتحول الصراع إلى دوائر العنف، إلا أن تصاعد وانتشار أنصار السلفية الذين باتوا يشكلون 40 في المائة من المسلمين السنة في مناطق وسط إفريقيا، إضافة إلى عوامل الفقر والقهر ودخول المصالح الاقتصادية على خط الصراع أدى إلى تطور الصراع ليدخل دائرة العنف الدموي.