قال رئيس ألبانيا السابق رجب ميداني إن الحوار بين الأديان مهم جدا لتعزيز الاندماج، مؤكدا أن المهاجرين المسلمين في الغرب نموذج حقيقي التكامل بين الأديان، حيث إن الأقليات المهاجرة مندمجة داخل المجتمعات الغربية، في ظل وجود فرصة للأقليات لإيجاد آليات للاندماج داخل الأغلبية في المجتمعات التي يهاجرون إليها.
وأكد ميداني، في كلمته في ندوة "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل" التي بدأت أعمالها اليوم الاثنين، أهمية تلك الندوة ليس في الشرق فقط ولكن أيضا في أوروبا، لأنها تؤسس للاندماج والتعايش السلمي بين المجتمعات، مشيرا إلى أن الاندماج أفضل حل لتحقيق التلاحم بين المجتمعات.
وأضاف ميداني أنه توجد حقيقتان متعارف عليهما في التعامل مع المهاجرين، هما الاستيعاب والاندماج، فالاستيعاب يولد نوعا من العزلة ما يخدم التطرف، بالإضافة إلى انتشار البطالة وصور التمييز، ما يولد انقسامًا اجتماعيا.
وأشار الرئيس الألباني الأسبق إلى أن الحقيقة الثانية هي الاندماج، وهو طريق مزدوج تتبادل فيه ثقافات الأغلبية والأقلية التأثير دون أن يتخلى كل طرف عن هويته، وهى أفضل حل لخلق نموذج معاصر، داعيا إلى استبدال الاندماج بالاستيعاب، من خلال توفير فرص للمهمشين لضمان التلاحم الحقيقي بين الأفراد بدون تمييز.
وأكد أن الأبعاد المالية تؤثر على ثقافة المجتمعات، فالنظام التعليمي الذي يمنح فرص اجتماعية لكل الأطراف يعزيز الاندماج الحقيقي، مشددا على ضرورة اتخاذ خطوات أكثر، لتقليل العداوات بين المجتمعات المختلفة.
وتبحث ندوة "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل" على مدار ثلاثة أيام بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، من خلال نقاشات مستفيضة يشارك فيها نخبة من القيادات والمتخصصين في العلاقة بين الإسلام والغرب، وذلك بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا، ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، كمواطنين فاعلين ومؤثرين، مع الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الدينية.