الأربعاء 26 يونيو 2024

انطلاقة جديدة بين القاهرة وبرلين.. السيسي يحمل عددا من الملفات الهامة.. وألمانيا تتطلع لضخ استثمارات واسعة في مصر.. وتحول مصر لمركز إقليمي للطاقة جعلها محل أنظار العالم

تحقيقات29-10-2018 | 16:58

اعتبر برلمانيون، زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ألمانيا والتي بدأت أمس الأحد، استكمالا للتعاون المصري في شتى المجالات وخاصة التعاون التكنولوجي والاستثماري في مجال الطاقة، مؤكدين أن الرئيس السيسي نجح في إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين برلين والقاهرة، كما تمكن من إحباط مخططات قوى الشر.

وأجرى الرئيس السيسي اليوم جولات مكوكية معه عدد من الاقتصاديين والسياسيين في برلين، إذ عقد يعقد بمقر إقامته في العاصمة الألمانية برلين، مائدة مستديرة مع كبري الشركات الألمانية، كما أجرى الرئيس زيارة إلى قصر رئاسة الجمهورية الفيدرالية الألمانية، واستقبله الرئيس نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بينما زار مقر البرلمان الألماني "البوندستاج"، وكان في استقباله رئيس البرلمان.

ووصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى العاصمة الألمانية برلين، أمس الأحد، في زيارة رسمية لألمانيا لمدة 4 أيام، للمشاركة في أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع إفريقيا في إطار مجموعة العشرين، إذ تأتى مشاركة الرئيس السيسي في القمة، تلبية لدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

ألمانيا تتجه للسوق المصرية

النائب محمد كلوب، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، قال إن التعاون المصري الألماني مهم للغاية خاصة وأن برلين لديها فرص استثمارية واسعة في مجال الإنشاءات والبنية التحتية والسكك الحديدية والأجهزة التكنولوجية، مؤكدا أن المهندس مصري هاني عازر أكبر الاستشاريين الهندسيين في مجال السكك الحديدية وأشرف على بناء محطة قطارات برلين. 

وأضاف عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب لـ«الهلال اليوم» إن الرئيس السيسي وضع خريطة تعاونية واضحة مع الجانب الألماني في شتى المجالات وصلت إلى التعاون التشريعي والاقتصادي والسياسي والأمني، مشيرا إلى أن الرئيس جعل مصر في مركزا مرموقا وقويا بعد ثورة الثلاثين من يونيو وتمكن من تصحيح جميع الشوائب في الملفات الخارجية المشتركة وأخبط مخططات قوى الشر.

وأشار إلى أن مصر احتلت مركزا متقدما في اكتشاف الغاز والبترول خلال السنوات الأخيرة، مما يجعل الجانب الألماني يفكر جيدا في الاستثمار في مجال الطاقة في مصر، فضلا عن أن تطلع مصر إلى تحولها لمركز إقليمي للطاقة يساهم في تدفق الاستثمارات الغربية إليها وعلى رأسهم ألمانيا.

وأوضح أن ألمانيا كانت من أصعب الملفات وأشرسها خلال الفترة التي عقبت ثورة المصريين في الثلاثين من يونيو ووجود بعض المنظمات المدعومة من جماعة الإخوان الإرهابية، مشددا على أهمية توطيد العلاقات بين البلدين والتي تسهم في تحقيق نهضة حقيقية للمصريين.

تعزيز الاستثمارات بين البلدين

فيما شدد النائب البرلماني بدير عبدالعزيز عضو لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، على أهمية الزيارات المتكررة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ألمانيا، مؤكدا أن ألمانيا تعتبر من أكبر الدول التي تطلع إلى الاستثمار في مصر، فضلا عن التعاون الكبير بين شركة سيميز الألمانية ومصر في مجالات التكنولوجيا والصناعة.

وقال عضو لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان لـ«الهلال اليوم» إن الرئيس السيسي لا يتوقف على ملف واحد في العلاقات الألمانية بل استطاع أن يسخر الملفات الاقتصادية للتأثير في الملف السياسي وإنهاء الأزمات العالقة بين البلدين، مؤكدا أن هذه الزيارة السادسة للرئيس السيسي إلى ألمانيا بما يؤكد أن العلاقات بين الجانبين باتت مهمة للغاية.

وأوضح "عبدالعزيز" أن مصر حققت تقدما ملموسا وواسعا في ملف العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى الملفات، وأحرزت نجاحات كبير في التعاون الاقتصادي، وخاصة ألمانية أصبح لها استثمارات واضحة في المنطقة الصناعية في قناة السويس، فضلا عن التعاون في الملفات الأمنية والسياسية والقضايا الإقليمية.

إزالة الجمود بين القاهرة وبرلين

وأكد النائب صلاح عيسى، عضو لجنة الطاقة بمجلس النواب، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ألمانيا والتي بدأت أمس، تحمل عدد من الملفات الهامة سياسيا واقتصاديا وإقامة شراكة قوية خلال السنوات القادمة.

وقال عضو لجنة الطاقة بمجلس النواب لـ«الهلال اليوم» إن الرئيس السيسي حريص على تنوع التعاون مع المجتمع الغربي، ولم يقتصر على قطب واحد بل جدد العلاقات مع الجانب الروسي بشكل كبير، فضلا عن إزالة جميع الملفات العالقة مع الولايات المتحدة منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بجانب الدعم الأوروبي الكبير لمصر منذ ثورة الثلاثين من يونيو.

ولفت "عيسى" إلى أن الرئيس السيسي لعب دورا محوريا وبارزا في إعادة العلاقات المصرية الألمانية التي شهدت بعض التوترات منذ ثورة الثلاثين من يونيو نتيجة حملات الشائعات التي تبنتها جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا، وأثرت بشكل كبير في المجتمع الألماني إلا أن الدبلوماسية المصرية نجحت في إزالة الثليج بين القاهرة وبرلين.