شهدت وزارة البترول على مدى
الأسبوع الماضي نشاطا مكثفا وعقد اجتماعات مشتركة مع رؤساء الشركات المحلية والأجنبية
لتوقيع عقود جديدة لزيادة نشاط الاستثمار والاستكشاف في مجال الغاز بالإضافة لتحفيز
الشركات الأجنبية على الاستثمار في مجال التعدين.
استثمارات ماليزية في البحر
المتوسط
في البداية عقد المهندس طارق
الملا وزير البترول والثروة المعدنية السيد وان ذو الكفل رئيس شركة بتروناس الماليزية
جلسة مباحثات لزيادة استثماراتها فى مصر خلال الفترة القادمة واستعراض الموقف التنفيذى
لمشروع 9 ب الجاري تنفيذه حالياً لإنتاج الغاز فى البحر المتوسط بالتعاون مع شركة شل.
وأشار الملا أن ما تبنته الدولة المصرية من إصلاحات
اقتصادية فى كافة المجالات أعطى دفعة قوية للاستثمار فى كافة مجالات العمل البترولي
فى ظل الفرص المتاحة أمام الشركات العالمية لزيادة أعمالها واستثماراتها فى مصر لافتاً
إلى أن الاستثمارات البترولية تشهد حالياً زخماً كبيراً وتنوعاً فى الفرص المتاحة حيث
يجرى تنفيذ حزمة كبيرة من المشروعات البترولية فى مختلف أوجه الصناعة.
وأشار الملا إلى أهمية الجهود
الجارية لتطوير نماذج الاتفاقيات البترولية للبحث عن البترول والغاز وإنتاجهما وخاصة
فى المناطق الجديدة بما يمثل رسالة مهمة للشركاء الأجانب والشركات العالمية المهتمة
بالاستثمار فى صناعة البترول، موضحاً أن تطوير تلك النماذج يسهم فى زيادة جذب المستثمرين
وتشجيع الشركات العالمية على العمل بتلك المناطق والدخول للاستثمار فى المناطق التى
تتضمن تحديات استكشافية كبيرة وتتطلب استثمارات كبيرة وتكنولوجيات عالية لمواجهتها.
توصيل الغاز للمنازل بدون
مقدم
عقد الوزير اجتماعاً ضم رئيس
الشركة القابضة للغازات الطبيعية ونائبه للمشروعات ورؤساء شركات توصيل الغاز لمتابعة
نتائج تنفيذ مبادرة الوزارة لتقسيط تكلفة مساهمة المواطنين فى التوصيل بدون مقدم وبواقع
30 جنيهاً شهرياً فى المناطق التى يصلها الغاز لأول مرة حيث ارتفع حجم التعاقدات منذ
تنفيذها فى أغسطس الماضي إلى أكثر من 300 ألف عميل، وطالب الوزير بالتيسير على المواطنين
فى إجراءات التعاقد.
وأكد الملا على أهمية التزام
شركات التوصيل بالبرنامج الزمني والآليات التى تم اتخاذها لسرعة رفع معدلات التوصيل
لمواكبة الخطة الطموح، مشدداً على سرعة التنسيق مع المحافظات والمحليات لتذليل أي عقبات
لإصدار تصاريح عمل تلك الشركات، مشيراً إلى أن برنامج التوصيل يركز على المناطق الشعبية
الأكثر كثافة سكانية فى مختلف محافظات ومدن وقرى مصر وإعطاء الأولوية لمحافظات الصعيد
لإحلال الغاز الطبيعى محل البوتاجاز.
إخماد حريق محدود
ومن جهة أخرى أوضح حمدي عبد
العزيز المتحدث الرسمي لوزارة البترول أنه تم نشوب حريق بترنش فرعي قديم بمحطة الدفع
الوسطى ك 56 ومستودع سولار سعة 4 كيلو م3 وتم التعامل مع الحريق والسيطرة عليه وفقا
لبيان رئيس شركة أنابيب البترول.
القمة الأوربية العربية الثالثة
كما شارك الوزير ممثلاً للسيد الرئيس عبد الفتاح
السيسي في مؤتمر القمة الأوروبية العربية الثالث تحت شعار "آفاق الشراكة"
بالعاصمة اليونانية أثينا الذى بدأ أعماله اليوم ويستمر لمدة يومين والذي يعقد تحت
رعاية رئيس الجمهورية اليونانية وافتتحه السيد ألكسيس تسيبراس رئيس الوزراء اليوناني
وبحضور السيد نيكوس اناستاسيادس رئيس جهورية قبرص وبمشاركة عدد من رؤساء الحكومات والوزراء
العرب والأوروبيين وأمناء اتحاد الغرف العربية والأمين العام الاقتصادي لجامعة الدول
العربية وغرفة التجارة والصناعة اليونانية وممثلين من 30 دولة.
ونقل الملا في بداية كلمته
تحية الرئيس السيسي لرئيس الوزراء والشعب اليوناني وتهنئته على نجاح اليونان في احتضان
عدد كبير من الفعاليات الاقتصادية والثقافية التي تؤكد محوريتها كمركز إقليمي للتواصل
والتقارب من أجل منطقة أكثر استقراراً وتقدماً، مشيراً إلى الدور التاريخي لاضطلاع
مصر واليونان بحكم موقعهما الاستراتيجي وإسهاماتهما الكبيرة في الحضارة الإنسانية كحلقة
وصل ما بين الشعوب والثقافات المطلة على البحر المتوسط لتصبحا جسراً يربط الشرق بالغرب
بصفة عامة والعالم العربي بالاتحاد الأوروبى بصفة خاصة.
وأوضح الملا أن التحديات التي
تواجه المنطقة السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية تحتم على تضافر جهودهما والتي تأتى
على رأسها قضايا الإرهاب والتطرف والتعامل مع أزمات الهجرة الغير شرعية، مؤكداً على
أن القضاء والتغلب على هذه الأزمات لن يتأتي إلا من خلال التعاون المشترك لتحقيق الاستقرار
الإقليمي والأخذ في الاعتبار التعاون الاقتصادي وتضييق الفجوة بين الدول النامية والدول
المتقدمة وضرورة دعم الشمال المتقدم للجنوب النامي لأهميته في القضاء على الأزمات وتجنبها.
استثمارات إسبانية جديدة في
البترول والغاز
استقبل المهندس طارق الملا
وزير البترول والثروة المعدنية السيد أرتورو أفيليو السفير الأسباني لدى مصر في نهاية
فترة عمله بالقاهرة، حيث أشاد الوزير خلال اللقاء بالتعاون المشترك بين البلدين والتقارب
الذى يشهده البلدان بين القيادة السياسية والمسئولين التنفيذيين بالقاهرة ومدريد وهو
ما يعزز تنمية وزيادة الاستثمارات والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأكد الملا على أن مصر ماضية
في العمل على زيادة التعاون مع الاتحاد الأوروبى ودعم العلاقات المشتركة من خلال عدد
من المشروعات الاقتصادية الهامة التي يتم العمل عليها حالياً ومن أهمها المشروع القومى
لتحويل مصر لمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول والذى يحظى باهتمام متزايد لما
يمثله من نقطة تحول بالمنطقة ستعود بالنفع على كافة الدول المجاورة وأوروبا.
ومن جانبه أشاد السفير الأسباني
بالتطور الإيجابي الذى شهده مناخ الاستثمار في مصر خلال الفترة الأخيرة والذي يمثل
عامل جذب للشركات الأسبانية والعالمية لتوسيع نطاق أعمالها خاصة في مجال البترول والغاز
والذي تمثل نتائج الأعمال التي تحققت خلال العامين الأخيرين حافزاً لزيادة حجم أنشطتها
وزيادة استثماراتها.
زيادة طاقة التكرير 60%
كما شهد الوزير التوقيع على
الاتفاق النهائى لعقد قرض تمويل مشروع توسعات معمل ميدور لزيادة طاقته التكريرية بنسبة
60% بين شركة ميدور مع رؤساء تحالف بنوك كريدي أجريكول وبنك بي إن بي باريبا الفرنسيين
وبنك CDP الإيطالي والبنك الأهلي المصري
وبنك أبو ظبي الوطني المستشاران الماليين للمشروع الذى تبلغ قيمته 2ر1 مليار دولار
من إجمالي تكلفة مشروع التوسعات البالغ استثماراته 3ر2 مليار دولار.
حضر مراسم توقيع الاتفاق السفير
الإيطالي بالقاهرة جيامباولو كانتينى ورئيس هيئة تنمية الصادرات الايطالية (SACE) الضامنة للقرض ورؤساء تحالف
البنوك المقرضة ورئيسا البنك الأهلي المصري وأبو ظبي الوطني بالإضافة إلى رئيس شركة
تكنيب الايطالية المقاول العام للمشروع ورئيسا شركتي إنبي وبتروجت.
وصرح الوزير عقب توقيع مراسم
الاتفاق أن توسعات معمل تكرير ميدور يأتي فى إطار استراتيجية وزارة البترول لتطوير
وزيادة طاقات معامل التكرير والعمل على زيادة الكميات المنتجة من المنتجات البترولية.
خطة لتنمية واستغلال الثروات
المعدنية
وقام الوزير بافتتاح ورشة
عمل برنامج تطوير وتحديث قطاع التعدين بالتعاون مع استشاري عالمي متخصص لبحث ومناقشة
ما تم إنجازه فى وضع خارطة طريق لتطوير قطاع التعدين في إطار خطة الوزارة لتنمية واستغلال
الثروات المعدنية وزيادة جاذبية النشاط التعديني للاستثمارات المحلية والأجنبية.
وأكد أن الهدف من خارطة الطريق
الجاري إعدادها هو ضمان تحقيق أقصى استفادة للدولة من ثرواتها التعدينية و تحقيق مردود
متميز من الاستثمار فى النشاط التعديني بما يشجع المستثمرين المحليين والأجانب على
الاستثمار في هذا المجال وجذب أكبر عدد من الشركات المؤهلة للعمل في البحث عن الثروات
التعدينية وتصنيعها لزيادة القيمة المضافة منها لصالح الاقتصاد المصرى موضحا أن خارطة
الطريق تغطى كافة مراحل العمل التعديني وستركز على أهم الخامات التعدينية التي تتمتع
بالقدرة على تحقيق أعلى قيمة مضافة من خلال استخدامها في الصناعات التحويلية وكذلك
تحديد احتياجات الصناعات بالدولة من هذه الخامات فضلاً عن تحديد الإصلاحات المطلوبة
لرفع كفاءة الأداء بقطاع التعدين، مؤكداً أنه يجرى الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة
في مجال التعدين، مشيراً إلى أهمية تطوير أساليب التسويق والترويج لفرص الاستثمار التعديني
في مصر.