قال رئيس رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوسا، اليوم الخميس، إن إفريقيا شهدت خلال العقدين الماضيين، نهضة اقتصادية ونموا كبيرا معززا بتحسن الحكم والإدارة الاقتصادية وتعميق الديمقراطية، وهو ما أدى إلى زيادة نسبة الطبقات الوسطى في المجتمعات الإفريقية وزيادة إنفاق المستهلكين في جميع دول القارة.
وقال رامافوسا في كلمة له أمام منتدى الاستثمار الإفريقي الذي ينظمه البنك الإفريقي للتنمية بالتعاون مع حكومة جنوب إفريقيا والمنعقد في جوهانسبرج حاليا – إن دول القارة أصبح لديها إمكانيات كبيرة لتعزيز التقدم التكنولوجي لإحداث ثورة صناعية، وذلك مع استمرار زيادة النمو الحضري وزيادة إتاحة الإنترنت ووفرة الموارد وزيادة عدد السكان الشباب في إفريقيا.
وأشار إلى أن دول القارة أصبح لديها أيضا إمكانية لتشكيل عالم جديد في مجال الأعمال والتجارة من شأنه أن يعزز الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، ولتحقيق ذلك تحتاج شعوب القارة إلى اكتساب المهارات والقدرات، وكذلك إلى تحسين الحكم وتعزيز السلم والاستقرار في دول القارة.
ودعا إلى العمل على تنفيذ الطموحات الرئيسية الواردة في خطة عام 2063 للاتحاد الإفريقي، والتي تتمثل في "إفريقيا مزدهرة ومتكاملة تتسم بالنمو الشامل والتنمية المستدامة، وأيضا تطبيق استراتيجية لتعبئة الموارد تعتمد على تحديد وتوسيع الشراكة في الاستثمار من أجل النمو المناسب".
وقال إن الاندماج والتكامل الإفريقي هو عنصر رئيسي لجذب الاستثمار وتحقيق نمو اقتصادي للدول المعنية، مشيرا إلى أن اعتماد إقامة منطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية في مارس من هذا العام هو تطور تاريخي يحمل إمكانية تغيير الاقتصاديات الإفريقية بشكل أساسي، مشيرا إلى أن توسيع التجارة الأفريقية البينية عبر منطقة التجارة الحرة القارية سوف يسهم في مواءمة السياسات وتحرير التجارة وإيجاد أنظمة لتيسير التجارة.
وأكد أن الاندماج والتكامل الاقتصادي سيؤدي إلى تعزيز القدرة التنافسية للصناعة الإفريقية وزيادة إمكانيات الوصول إلى الأسواق الإفريقية ويؤدي إلى تخصيص أفضل للموارد، موضحا أن هذا سيكون أفضل أيضا للمستثمرين حيث سيتاح لهم الدخول إلى سوق تضم أكثر من 1.2 مليار شخص وناتج محلي إجمالي مجمع يبلغ أكثر من 3.4 تريليون دولار.
وتابع أن الاندماح الاقتصادي سواء على مستوى قاري أو إقليمي سيعزز الاتصال والترابط بين الاقتصاديات الإفريقية، وسيجعل ثروات أي دولة واحدة تعتمد بشكل وثيق على ثروات الدولة الأخرى.
واختتم حديثه في هذا الصدد بالتأكيد أن بلاده استرشدت بهذا النهج في الاستثمار والتنمية وأنها استهلت مساعي طموحة لجمع 100 مليار دولار في استثمارات جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة بهدف دفع النمو وتوفير الوظائف على نطاق أكبر.