دبلوماسية سابقة: أولوية مصر بالاتحاد
الأفريقي تحقيق الأمن والاستقرار بدول القارة
«الشويمي»: مصر ستركز على قضايا
الاستثمار والإرهاب خلال رئاستها الاتحاد الأفريقي 2019
أكد
دبلوماسيون أن مصر بدأت استعداداتها لرئاسة الاتحاد الأفريقي منذ الإعلان عن ذلك
في يوليو الماضي وستركز خلال فترة رئاستها على قضايا تحقيق الاستقرار والأمن بدول
القارة استمرارا لجهودها لدعم السلم كما حدث في جنوب السودان وليبيا، موضحين أنها
ستهتم أيضا بقضايا الإرهاب وتعزيز الاستثمار وخاصة الاستثمار العربي في القارة،
فضلا عن قضايا الشباب من خلال استضافة الملتقى العربي الأفريقي بأسوان 2019.
كان
الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات
العمرانية، قد عقد اجتماعًا أمس، لاستعراض خطة التحرك المصرية أثناء رئاستها
للاتحاد الإفريقي في 2019، بحضور وزراء الخارجية، والاستثمار والتعاون الدولي،
والثقافة، والمالية، والطيران المدني، والتجارة والصناعة، ومسئولي عدد من الجهات
المعنية.
وأكد
مدبولي ضرورة استغلال هذا الحدث الهام لتعزيز التقارب مع الدول الإفريقية من خلال
زيادة القوافل الطبية للدول الإفريقية ومضاعفة الدورات والبرامج التدريبية، وكذا
المنح الدراسية التي تمنح للطلبة الأفارقة للدراسة في الجامعات المصرية، فضلاً عن
إعداد سلسلة فعاليات ثقافية إفريقية عبر أجندة شهرية تؤصل وترسخ الهوية الإفريقية لمصر
من خلال استضافة مهرجانات للسينما الإفريقية وإضفاء الطابع الإفريقي على الفعاليات
الثقافية التي تنظمها مصر خلال العام القادم.
كما
وجه رئيس الوزراء بتشكيل مجموعة عمل مصغرة للإعداد لاستضافة مصر لملتقى الشباب
العربي الإفريقي بمدينة أسوان خلال عام 2019، بالإضافة إلى التنسيق مع رجال
الأعمال المصريين المهتمين بالاستثمار في إفريقيا لحثهم علي زيادة أنشطتهم
الاستثمارية في القارة ودعم جهود الدولة فيما يخص الفعاليات والأنشطة التي سيتم
تنظيمها العام القادم.
قضايا الإرهاب والاستثمار
السفير إبراهيم الشويمي، مساعد
وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، قال إن مصر تستعد لفترة رئاستها للاتحاد
الأفريقي بخطة عمل مكثفة بدأ مجلس الوزراء في إعدادها وناقشها عدد من الوزراء في
اجتماع لهم أمس، مضيفا أن مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد بدءا من يناير 2019 ستعمل
على الدفع بأفكار تخدم صالح الدول الأفريقية.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن أجندة مصر ستركز على سبل زيادة التجارة البينية بين الدول
الأفريقية وكيفية دفع التقدم الاقتصادي وتعظيم القيمة المضافة، موضحا أنها ستركز
على قضايا الإرهاب والتوافق على سياسات تقضي على البيئة الحاضنة للتنظيمات
الإرهابية وكذلك الخطط الأمنية لمنع عبور الأفراد المقاتلين من دولة لأخرى.
وأكد الشويمي أن التحرك المصري
أيضا سيهتم بقضايا منع تصدير السلاح للتنظيمات المسلحة وتدعيم نظم الحوكمة
والديمقراطية والاستفادة من التوصيات التي خرج بها منتدى شباب العالم في نسخته
الثانية لخدمة الدول الأفريقية والشباب بالقارة، مشيرا إلى أن مصر بدأت تكوين
مجموعات عمل لبحث القضايا في شتى المجال وإعداد خطتها.
وأضاف أن أحد أبرز الملفات سيكون
عقد الملتقى العربي الأفريقي في أسوان 2019 والذي جاء بتوصية هامة أعلنها الرئيس عبد
الفتاح السيسي في ختام المنتدى قبل أيام، مضيفا أن فكرة التعاون العربي الأفريقي
كانت مطروحة وشهدت محاولات لتنفيذها منذ عام 1977 وحتى قبل ثلاث سنوات في الكويت
على مستوى الدول والقادة لكن لم تفعل بالشكل المطلوب.
وأشار إلى أن مصر ستتابع الفكرة
وتدعو الدول وشبابها لمناقشة القضايا والتحديات التي تواجههم ووضح تصورات لحلها،
مضيفا أن التعاون العربي الأفريقي مطلوب أمنيا واستثماريا من الطرفين.
أولويات مصر
ومن جانبها، قالت السفيرة سعاد
شلبي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن مصر بدأت استعدادها لرئاسة
الاتحاد الأفريقي منذ الإعلان عن ذلك في يوليو الماضي خلال القمة الأفريقية في أديس
أبابا، مضيفة أن مجلس الوزراء بدأ في الاستعداد لهذا الحدث باجتماعه أمس وتحديد
الخطوط العريضة للخطة المصرية.
وأوضحت شلبي، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي في توصياته في ختام
منتدى شباب العالم ركز بشكل كبير على الشباب الأفريقي بإعلان أسوان عاصمة للشباب
الأفريقي 2019 وعقد ملتقى للشباب العربي الأفريقي لمناقشة قضاياهم فضلا عن تبني إعلان
شرم الشيخ الذي صدر عن نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية كنموذج مصغر لإحياء
العلاقات العربية في القارة.
وأكدت أن مصر ستركز على طرح
مشروعات لتحقيق الأمن والاستقرار في عدد من الدول الأفريقية كأولوية لها خلال
رئاستها الاتحاد الأفريقي وبعدها تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ونقل
الخبرات المصرية في مجالات المشروعات الصغيرة والتدريب والتنمية.
وأضافت أن مصر ستعلن أيضا كل خططها
الخاصة بالتدريب في المجالات الدبلوماسية والعسكرية والزراعية والصناعية والأمنية
وتعزيز المنح الدراسية للطلاب الأفارقة، مؤكدة أن التسهيلات التي تقدمها مصر
للجانب الأفريقي لا يوجد دولة أخرى تمنحها.
وأوضحت أن أحد توجهات مصر هو تشجيع
الاستثمارات العربية في أفريقيا ودعم المشروعات الصغيرة ومد خطوط السكك الحديدية
والطرق البرية لخدمة حركة البضائع والأفراد، مضيفة أن الدولة المصرية تبذل جهودا
حثيثة وتقدم مساعدات للدول في حالات الأزمات والكوارث الطبيعية وكذلك تدعم تحقيق
الاستقرار والأمن في الدول كما حدث في جنوب السودان بتوقيع الاتفاق بين المعارضة
والسلطة والذي حضره الدكتور مصطفى مدبولي وجهودها في ليبيا.