الخميس 13 يونيو 2024

مصر تضبط إيقاع المباحثات بقمة «باليرمو» بشأن ليبيا.. ومراقبون: الرئيس السيسي أحبط المخطط «التركي-القطري».. والقمة الإيطالية تهدف لضبط التدخلات الأجنبية.. وتدعم الملفات الاقتصادية والأمنية

تحقيقات13-11-2018 | 22:09

عول مراقبون على الدور المصري البارز في حل الأزمة الليبية، التي تشهد عرقلة كبيرة وضبابية في المشهد يصعب توقعه، مؤكدين أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة باليرمو الإيطالية الخاصة بالدولة المعنية بالشأن الليبي يحبط المخطط التركي القطري لإخراج مصر من المشهد الليبي، فضلا عن أن القمة تسهم في ضبط عملية التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي.

وخرج البيان الختامي لمؤتمر "من أجل ليبيا" المنعقد في مدينة باليرمو الإيطالية، بـ مسودات رئيسية تؤكد ضرورة اعتماد دستور من أجل تحقيق السيادة، احترام لنتائج الانتخابات، ومعاقبة من يحاول عرقلتها، مع ضرورة تحمل المؤسسات الشرعية.

كما تضمنت البنود أيضا ضمان توافر جميع الشروط الفنية والتشريعية والسياسية والأمنية، والدعم من المجتمع الدولي، ضرورة اعتماد دستور من أجل تحقيق السيادة الليبية.

كما أعربت الأطراف الليبية دعمها للحوار برعاية مصر بناء مؤسسات عسكرية وأمنية فاعلة تحت الرقابة المدنية وطالبت الإسراع بالعملية.

وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبي التي عقدت في مدينة باليرمو الإيطالية، وذلك تلبية لدعوة من جوزيبي كونتي رئيس الوزراء الإيطالي.


ضبط التدخلات الخارجية

كامل عبدالله، الباحث في الشأن الليبي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أكد أن مؤتمر الدول المعنية بالشأن الليبي بمشاركة الأطراف الليبية الذي عقد اليوم بمدينة باليرمو الإيطالية، يهدف إلى دعم خطة الأمم المتحدة وجهودها في ليبيا، وضبط التدخلات الخارجية في الشأن الليبي.

وقال الباحث في الشأن الليبي بمركز الأهرام للدراسات السياسية لـ«الهلال اليوم» إن مشاركة الرئيس السيسي في تلك القمة ساهمت في ضبط إيقاع المفوضات، خاصة أن مصر ملمة بالملف الليبي من شتى الاتجاهات.

وأوضح "عبدالله" أن التوصيات التي خرجت عن مؤتمر "من أجل ليبيا" تدعم الاقتصاد الليبي والترتيبات الأمنية في البلاد وتجاوز السلبيات والملاحظات في مؤتمر باريس الماضي.

وأشار إلى أن القمة تمهد الأرض للملتقى الوطني، الذي يعقد  في يناير المقبل من أجل الوصول إلى حلول لحسم الخلاف بين الأطراف المتنازعة  تمهدا لإجراء الانتخابات في البلاد.

وبين أن الرئيس السيسي لعب دورا مهما في تقارب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، إذ تحتضن القاهرة اجتماعات الفرقاء الليبيين خلال الفترات الماضية باعتبار أمنها القومي مهما بالنسبة لمصر.


إحباط المخطط «التركي-القطري» في ليبيا

الدكتور محمد الزبيدي، أستاذ القانون العام، والمحلل السياسي الليبي، قال إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة المعنية بالشأن الليبي بمدينة باليرمو الإيطالية، اليوم، كانت رسائل طمأنينة وتفاؤل للشعب الليبي، مشيرا إلى أن مشاركته تعد خطوة جيدة وإيجابية لقطع الطريق على المخطط القطري التركي التي يهدف إلى إبعاد مصر عن المشهد الليبي نهائيا.

وأوضح الباحث الليبي لـ «الهلال اليوم» أن التوصيات التي خرجت عن القمة تمهد الطريق لتحقيق التوافق بشأن الجيش الوطني الموحد، إذ إن مصر تعمل على توحيد الجهود الأمنية والعسكرية في ليبيا لمواجهة المخاطر الإرهابية هناك.

ولفت "الزبيدي" إلى أن انسحاب الممثل التركي اليوم من المفاوضات يؤكد فشل المخطط التركي القطري بعد المشاركة المصرية في قمة اليوم، لأن الرئيس السيسي دافع وشجع الشعب الليبي على مواجهة الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أن حضور المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي قمة الدول المعنية أشبه بحضور الأيتام على مائدة اللئام.

وأكد أن ليبيا لا تعول كثيرا على الموتمرات الأوروبية؛ لأنها سبب ما وصلت إليه ليبيا الآن لأنه تم تدميرها على يد قوات حلف الناتو الأوروبي، بجانب المشاركة في نشر العصابات والجماعت المتطرفة والإجرامية.


توافق على أرض الواقع

قال عبدالباسط بن هامل، الباحث السياسي الليبي، إن أعمال القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبي التي عقدت في مدينة باليرمو الإيطالية، لن تظهر نتائجها بعد؛ لأن نتائجها تحتاج إلى تنفيذ على أرض الواقع وتوافق حقيقي بين الأطراف الليبية، مشيرا إلى أن الرئيس المصري يولي اهتماما كبيرا بالقضية والأزمة الليبية ويسعى بكل الطرح لتحقيق والوفاء بين الفرقاء رغم صعوبتها.

وأكد الباحث الليبي لـ«الهلال اليوم» أن الرؤية والمشهد الليبي ما زال ضبابيا ولم نرَ أي ردود من الطرف الآخر حتى الآن على الاجتماع الأخير ومدى جديته، لافتا إلى أنه لا يمكن التعويل على المؤتمرات الأوروبية أو الاعتماد عليها في حل الأزمة الليبية.

ولفت "بن هامل" إلى أن حل القضية الليبية لن يكون إلا من داخل ليبيا وعلى أرض الواقع بالتوافق والتقارب ولن يحل من خلال المؤتمرات الخارجية والمباحثات الدولية غير المجدية.