قال الدكتور سعيد أبو علي، الأميـن العــام المساعد رئيس قطاع فلسطين
والأراضي العربية المحتلة، إننا نجتمع اليوم في الذكرى الثلاثين
لإعلان استقلال دولة فلسطين بالجزائر، ومضي الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد الزعيم
الفلسطيني ياسر عرفات، هاتين المناسبتين التاريخيتين والمحطتين الأساسيتين في كفاح
الشعب الفلسطيني، لنستحضر بإجلال، سيرة الزعيم الراحل الذي يواصل شعبه بقيادة رفيق
دربه الرئيس أبو مازن السير على خطاه لإنهاء الاحتلال وبناء دولته المستقلة.
وأضاف
أبو علي في كلمته بالجلسة الطارئة لمجلس جامعة الدول العربية علي مستوى المندوبين
الدائمين بناء على طلب من دولة فلسطين أن العدوان الإسرائيلي المتجدد، والمستمر
على قطاع غزة المحاصر الذي لم تلتئم جراحه بعد الحروب الإسرائيلية التدميرية
الثلاث التي تعرض لها في السنوات الأخيرة جراء استمرار الحصار الجائر.
ولفت أبو علي أنه مرة أخرى تصعّد حكومة الاحتلال من عدوانها
على قطاع غزة باستخدام القوة العسكرية المفرطة مستهينة بأرواح الأبرياء وملحقة
الدمار الهائل بالمؤسسات والمنازل والبنى التحتية، مشيره إلى أنها تتحدى بشكل صارخ
القوانين والمواثيق والشرعية الدولية ومستهترة بإرادة المجتمع الدولي بذرائع واهية.
وأوضح أبو علي أنه رغم كل الجهود والمؤشرات التي تتعارض وذرائع
التصعيد وذلك في إطار حربها المستمرة على الشعب الفلسطيني وجوداً وحقوقاً بتصاعد
واتساع نطاق الاستيطان والتهويد ومصادرة الأراضي والتشريد والقتل والاعتقال
والتطهير العرقي حيث تتمادى سلطات الاحتلال في عدوانها وجرائمها وتمضي في تنفيذ
مخططاتها الهادفة لتصفية القضية والقضاء على أي فرصة لتحقيق السلام بتنفيذ حل
الدولتين المعبر عن إرادة المجتمع الدولي بأسره.
وحمل أبو علي المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن مسؤولية قانونية
وأخلاقية للتحرك الفاعل والفوري لوقف هذا العدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية للشعب
الفلسطيني والعمل على تنفيذ قراراته ذات الصلة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإنقاذ
حل الدولتين طبقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مشيرا إلى أن المجلس
الدولي يواصل للأسف الشديد بتأثير أحد أعضائه الدائمين عجزه عن تحمل مسؤولياته كما
حدث بالأمس بشأن العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث واصلت الإدارة
الأمريكية انحيازها لحكومة الاحتلال وتغطيتها على جرائمها والدفاع عنها، وذلك ما لا
تتردد الإدارة الأمريكية في الافصاح عنه علانية ورسمياً بإصرارها على التصدي لكل
المحاولات المحقة الرامية لإدانة العدوان والاحتلال وممارساته من خرق لقرارات
الشرعية الدولية وانتهاك للقانون الدولي.
وعبر أبو علي عن شكرة لمواقف الدول التي أعلنت إدانتها للعدوان
الإسرائيلي، ونخص بالذكر تلك الدول العضوة بمجلس الأمن بما فيها مبادرة دولة الكويت
العضو العربي بمجلس الأمن وبوليفيا لعقد المجلس، مؤكدا على اختصاص هذا المجلس في
تحمل مسؤولياته لإدانة العدوان الإسرائيلي وكل ما تركبه سلطات الاحتلال من جرائم
وانتهاكات، ورفضنا لكل محاولات إفشاله ومنعه عن النهوض بمسؤولياته عن إدانة العدوان
وتحميل سلطات الاحتلال كامل المسؤولية وعن تبعاته وتداعياته وكذلك عن دعمنا الكامل
لدولة فلسطين في ملاحقة ومساءلة سلطات الاحتلال على جرائمها أمام العدالة الدولية.