أصغر مدرب حراس في
تاريخ مصر، لفت أنظار الجميع داخل القلعة البيضاء من المشاركة الأولى، وكان يلعب 3
مباريات في اليوم الواحد مع جميع فرق الناشئين والشباب، قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول وهو في سن الـ16 عاما فقط مع هشام عزمي
وسمير محمد علي، قبل أن يختم مسيرته الكروية داخل المقاولون العرب وهو يبلغ من
العمر 23 عاما فقط.
درب منتخب مصر الأول
عام 1979 مع فؤاد صدقي والمنتخب الأوليمبي مع هاني مصطفي عام 1982، وعمل مع مايكل سميث
وهيدرجوت وسكوب وهاني رمزي والراحل د.محمد علي وزكي عثمان و(علي و صلاح) أبو جريشة والمهدي فاريا وحسن شحاتة ورود كرول وسبايكو
وفتحي نصير.
عمل في منتخبات مصر الأولى والأولمبية والشباب والناشئين
ومنتخبات الأردن وأندية الزمالك والإمارات ووادي دجلة وحقق بطولات أفريقية ووصل لأولمبياد
لندن وموسكو وكأس العالم بإيطاليا .
فكري صالح المشرف
العام على حراس المرمى بنادي وادي دجلة وأحد أشهر مدربي الحراس في الوطن العربي
يفتح قلبه لـ«بوابة الهلال اليوم» في حوار خاص.
_ شهرتك
التدريبية فاقت شهرتك كلاعب ما السبب وراء ذلك؟
لأني بدأت التدريب
مع نادي المقاولون وعمري 23 سنة وكان أحد الحراس عمره 32 سنة وكانت حالة
غريبة في الكرة المصرية، والأغرب أنني في العام التالي كنت مدربا لحراس مرمي منتخب مصر عام 1979 مع الراحل فؤاد صدقي واللواء عبد المنعم
الحاج وحراس المرمي إكرامي الكبير وثابت البطل وعلي النجار.
وفي المقابل كان
عمري في الملاعب قصيرا جدا لذلك شهرتي التدريبية فاقت شهرتي كلاعب.
_ هل تدريبك لعدة نجوم في ذلك
الوقت هي سبب تألقك كمدرب؟
لا أستطيع أن أنكر
ذلك ففي بدايتي استفدت كثيرا مع العمل مع نجوم عرين المنتخب والأهلي والزمالك، الأمر
الذي أعطاني دفعة معنوية كبيرة بجانب الخبرات والأمور الفنية والنفسية.
وهناك عدد لا يستهان
به من الحراس الذين شرفت بتدريبهم، من أهمهم
إكرامي الكبير وعصام الحضري وعادل المأمور، وثابت البطل وأحمد شوبير ومصطفي
كمال ونادر السيد وعبد الواحد السيد وأحمد الشناوي ومحمد أبو جبل، وعشرات غيرهم.
_ هل بإمكانك تحديد من الحارس
الأفضل طول مسيرتك التدريبية؟
الجميع كان يمتلك
المقومات التي تؤهلهم لحماية عرين المنتخب،
ولكني أعتز كثيرا بعائلة إكرامي حيث قمت بتدريبه هو ونجليه الراحل أحمد، وشريف فهذه
العائلة تتميز بالاحترام والعمل بإتقان وجميعهم
كانوا من أفضل الحراس الذين تعاملت معهم طوال حياتي.
ومن المؤكد عصام
الحضري فهو ظاهرة في الحب والعطاء والإصرار والتحدي، فالعمل معه كان بمثابة الإنجاز.
_ ما العوامل التي أدت إلى استمرار أسطورة «الحضري» في
الملاعب حتى الآن؟
الروح والعزيمة والإصرار،
عصام الحضري حقق 18 "كلين شيت" مع الأهلي، ومع وادي دجلة 18 "كلين شيت" أيضا، رغم أنه
كان يلعب في الأهلي مع نجوم لديهم إمكانيات عالية غير موجوده في دجلة، وكان
يستجيب للتعليمات وينفذها، ووضعت برنامجا غذائيا قاسيا لعصام الحضري، وكان يتناول في الفطار
تفاحة والغداء "سندوتش" وفي العشاء تفاحة مع بعض الفيتامينات ليستطيع خوض
التدريبات، ونقص وزنه 8 كيلو في 20 يوما، وبعد ثبات وزنه كنت أتحايل عليه ليأكل وكان
يرفض.
_
بما تصف الحضري؟
ظاهرة تستحق الدراسة
لأن لديه إصرارا وتحديا دائما لنفسه ولغيره ومن يريد أن يعرف سر ظاهرة الحضري يشاهده
في التدريب.
_ هل نعاني من أزمة حراس بعد اعتزال الحضري دوليا؟
لا أعتقد ذلك، فحن نمتلك عددا كبيرا من الحراس المتميزين ينقص البعض منهم الخبرة الدولية وحساسية المباريات فقط، ولكن في المجمل حراسة مرمى مصر بخير منذ تطبيق قانون
عدم استقبال حراس أجانب.
_ ما رأيك
في اختيارات جهاز المنتخب للاعبين؟
أعيب عليهم في تجاهل عدد كبيرة من النجوم أصحاب الخبرة الذين يؤدون مع فرقهم بشكل رائع، ولابد من وجود
مزيج بين الخبرة والشباب في المنتخبات لأنها تختلف عن الأندية، ومن يستبعد الخبرة عليه
أن يتحمل العواقب.
_من الأحق بحراسة مرمي منتخب مصر الآن ؟
هناك عدد كبير يؤدي بشكل رائع، ولكن محمد الشناوي من القوام الأساسي وهو الحارس
الأول، ويدخل معه محمود جنش الذي يقدم
أفضل عروضه مع الزمالك ويستحق حراسة عرين
المنتخب أيضا، ومحمد عواد حارس موهوب وينتظره مستقبل باهر.
_ هل كان هناك
حراس مرمى لابد من منحهم الفرصة في قائمة المنتخب؟
في الآونة الأخيرة ظهر بعض الحراس بشكل لافت في الدوري، وكان يجب منحهم الفرصة
مثل محمد عبد المنصف مع وادي دجلة، حتى ولو لم يشارك فكان لا بد من استغلاله لتوفير عامل
الخبرة على الأقل وهو يمتلك هذه الصفة، وعامر عامر كان لابد من منحه الفرصة أيضا فهو
من أفضل الحراس ويقدم مردودا رائعا وكان لابد من منحه الفرصة حتى لو تم استدعائه بأحد
المعسكرات، فالعدل أساس الملك وحراسة المرمى لاتدار بالقطعة.
هل تعرض محمد عواد للظلم في كأس العالم؟
محمد عواد ظلم عندما تم الدفع به في المباراة الودية الثانية أمام اليونان قبل
كأس العالم، وكان لابد من منحه فرصة المشاركة في لقاء البرتغال، مع الأساسين نتيجة الأداء
الذي أشاد به الجميع من خلال موسم ونصف كان هو الحارس الأفضل في الدوري المصري.
_ ما سبب تراجع
مستوى محمد الشناوي؟
محمد الشناوي أصابه الغرور بعض الشئ خلال الآونة الأخيرة، وحاول أن يصحح الأخطاء ليستعيد ثقة الجماهير، ولكن ثقته
الزيادة داخل المستطيل الأخضر كلفته الكثير.
_ ما الذي
يحتاجه الشناوي لاستعادة ثقة الجماهير؟
لابد من التعامل النفسي الجيد مع الحراس في مختلف الأوقات، ولكن الشناوي كان
يحتاجه كثيرا بعد أدائه الجيد في اللقاء الأول أمام أوراجوي في كأس العالم، بعدما
حصل على أفضل لاعب في المباراة.
وكما يقال" بين الغرور والثقة شعرة"، ولذلك فقد الشناوي اتزانه في الجولة
الثانية أمام روسيا وكان من الأسباب الرئيسية للهزيمة، نتيجة تقييمه الخاطئ لبعض الكرات
التي هزت شباكنا.
_بماذا تنصح
شريف إكرامي حتى يعود للمنافسة مرة أخرى؟
شريف يحتاج إلى
معاملة نفسية خاصة فهو أحد كباتن الفريق حاليا، ولم يطرأ أي جديد على شخصيته، ولكن
الظروف هي من تغيرت، ويجب عليه مواصلة العمل بجد حتى ينال فرصة المشاركة أو يبحث عنها
في أي ناد آخر إن لم تتح له الفرصة مع الأهلي،إذا كان يرغب في التواجد مع المنتخب.
_هل تلقيت عرضا للعمل مع كارتيرون في الأهلي؟
تلقيت عرضا للعمل
مع كارتيرون ولكن بصورة غير مباشرة، ورفضت لأني كنت أعلم أنه ليس من السهل أن يعمل أحد من خارج الأهلي، عكس
الزمالك، ولم تكن هذه المرة الأولي التي يتم فيها ترشيحي للأهلي، فسبق وأن تلقيت عرضين من الأهلي عن طريق عدلي القيعي
عام 1982 ، وأتذكر جيدا عندما انتظرني في المطار وأنا عائد رفقة بعثة الزمالك من نيجيريا خلال المشاركة
ببطولة دوري أبطال أفريقيا ولكنى رفضت لأن عصر الاحتراف لم يكن متاحاً كما هو الحال
فى الوقت الحالي، والثانية في عام 1986 حيث جاءني أحمد شوبير وعرض علي 1300 جنيه لتدريب
الأهلي مكلفاً من مجلس الإدارة، ورفضت لثاني مرة بالرغم من أنني كنت أتقاضى فى الزمالك
350 جنيها فقط في الشهر.
_هل كارتيرون يميل للاعتماد على النجوم أم الشباب؟
كارتيرون دائما كان
يقول لابد من توافر مزيج مناسب للفريق بين الشباب وعناصر الخبرة، وهو مدرب جرئ وأعطي
العديد من اللاعبين الشباب في وادي دجلة الفرصة بعد تألقهم في التدريبات، وهذه الصفة
كانت في كابتن الجوهري، وهو لا يخشي مشاركة اللاعبين الصغار في المباريات، وهو أفضل مدرب
يقود الأهلي، ويجيد تجديد الدوافع للاعبين في المباريات الصعبة أو السهلة، والأهم أنه
يجيد التعامل نفسيا وذهنيا مع الجميع، وكان يبهرنا في المحاضرات الفنية.
_هل
باستطاعة مصطفي كمال تطوير مستوي حراس الأهلي؟
بحكم تعاملي معه
لفترة طويلة، يستطيع أن يصنع الفارق مع الأهلي
خلال الفترة المقبلة، وإن كانت تنقصه بعض الخبرات فسوف يمتلكها مع الوقت، فهو شخص
"محبوب" داخل القلعة الحمراء، وهذا يساعده على العمل في الأهلي، فالعامل
النفسي قبل أي فنيات.
_ما
سبب تراجع وادي دجلة في آخر موسمين ؟
وادي دجلة يعمل باحترافية
ويسير ضمن خطة محكمة، تحت رئاسة ماجد سامي، رئيس النادي الذي يفكر دائما خارج الصندوق، فعندما طلب أن ينافس تعاقد
مع كارتيرون منذ عامين وكان يحصل على 95 ألف دولار شهريا، وبعدها تغيرت الأمور تم
فسخ العقد بالتراضي بسبب الأزمة الاقتصادية للنادي، ثم وضع مؤخرا خطة جديدة بأن يتواجد في منتصف الدوري ويعتمد على الناشئين
لتسويقهم واستثمارهم، ولابد أن تحدث بعض الإخفاقات،
ولكن مع الوقت سيتم الانسجام وستتحسن النتائج قريبا مع الوقت.
_حصلت
على جائزة من الإمارات في برنامجك لتطوير حراسة المرمى.. هل فكرت بتجربة ذلك في مصر؟
عرضت على اتحاد الكرة
وعلى وزير الشباب والرياضة الأسبق طاهر أبوزيد،
مشروعا لتطوير حراسة مرمي مصر، عن طريق تعييني مديرا فنيا لحراس المرمي في الاتحاد،
لمتابعه أداء الحراس في التدريبات في جميع الأندية، أسوة بما يحدث في السعودية واليمن
والعديد من المنتخبات، ولم ينظر أحد للمشروع، رغم ترشحي لأكون مدرب حراس المرمي الأول
في قطر، وأخبرتهم أنني لا أبحث عن راتب أو وظيفة كوني أعمل في دجلة.
وفي النهاية اقتنعت
بمقولة الراحل العظيم محمود الجوهري:" مشروعك مش هيتم في مصر.. مفيش حد عايز يشتغل".
_ما تعليقك على تفاقم أزمة
«صلاح» والمنتخب؟
قلة خبرة، عدم توفر
الأشخاص المناسبين في مختلف التخصصات، لأن الأزمة ليست أزمة محمد صلاح فقط، بل هي
أزمة منظومة بأكملها تدار "بعشوائية" وهذا أقل تعبير.
محمد صلاح ثروة قومية،
وفخر لمصر وللعرب وأفريقيا، وكان لابد من احتوائه والتعامل مع باحترافية أكثر من ذلك.
_ ما رأيك في تراجع مستوى الحكام؟
التحكيم في مصر مظلوم
للغاية، فلدينا ظاهرة غريبة تحدث بشكل متكررة وهي الاعتراض غير المشروع وغير اللائق
من اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، وهذا نتيجة عدم تطبيق القانون على جميع التجاوزات، والأخطاء التحكمية
جزء من اللعبة، ولا يجب أن نحاسبهم أولا بأول كما يحدث من تقييم وانتقادات عبر وسائل
الإعلام، هم لا يتقاضون أجورهم إلا في نهاية الموسم فكيف يعقل هذا، وكيف تدار الأمور
بنزاهة وشفافية في ظل تكرار هذه الأمور.
هل
تقنية الفيديو هي الحل؟
ستتسبب في حدوث مشكلات
كبيرة، فقبل تطبيق تقنية الفيديو، لابد من النظر بشكل عام إلى كيفية النهوض بالكرة
المصرية من خلال خطة شاملة، محكمة بالقوانين والإدارة الصحيحة دون وضع شماعات للأخطاء.