كشف وزير الخارجية، سامح شكري، عن أهم الملفات التي تضعها مصر على رأس أولوياتها، خلال اجتماعات القمة العربية الـ28، التي تنطلق فعالياتها في العاصمة الأردنية، عَمَّان بعد غدٍ، الأربعاء.
وأكد شكري في كلمته، اليوم الإثنين، خلال مشاركته في الاجتماع التحضيري، للقمة، التزام مصر بمسؤولياتها التاريخية، تجاه قضايا المنطقة، وفي القلب منها القضية الفلسطينية، وسبل الوصول إلى حل شامل، يحقق مبدأ الدولتين، لافتا إلى ضرورة إيجاد صيغة سياسية لمواجهة التحديات التي تحيط بالأمة، وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع المنطقة.
وأوجز شكري القضايا التي ستحظى بالدعم المصري، خلال القمة، في 7 ملفات مهمة هي:
دور الجامعة العربية
من أبرز المحاور التي وردت في كلمة سامح شكري، أمام الاجتماع التحضيري للقمة، بحث تفعيل دور جامعة الدول العربية، في حل الأزمات الراهنة.
وقال: «تلك المؤسسة العريقة، التي كانت شاهدة على الجهود العربية؛ لتحقيق أهدافنا المشتركة على مدار أكثر من سبعة عقود، بنجاحاتها، وكبواتها، هي اليوم في حاجة للدعم الكامل من كل الدول العربية».
وأكد ضرورة تطوير مؤسسات العمل العربي المشترك، بعد أن بات ذلك واجبا قوميا، وضرورة ملحة، مشددا على دعم مصر الكامل للجهود الجادة، والمخلصة، التي يقودها الأمين العام؛ لتطوير آليات العمل العربي المشترك.
حل القضية الفلسطينية
وتحظى القضية الفلسطينية، باهتمام بالغ من الدبلوماسية المصرية، وهو ما أكده شكري في كلمته أمام الاجتماع بالقول: «نجتمع اليوم، والقضية الفلسطينية لازالت تراوح مكانها، ولازلنا بعيدين عن تحقيق السلام الشامل، والعادل، على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية، على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية»، مضيفا: «البديل لاستمرار هذا الجمود، هو الفوضى، والمزيد من السنوات الضائعة في عمر المنطقة، التي قد تتحول، بفعل اليأس، وغياب الأمل، في سلام شامل، وعادل، يعيد الحقوق لأصحابها؛ إلى حاضنة للتطرف والإرهاب».
وأكد أن مصر ملتزمة تماما، بتحمل مسؤولياتها التاريخية، في قيادة مسار السلام، والتسوية الشاملة بالمنطقة؛ في إطار متابعتها للمبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في شهر مايو من العام الماضي؛ لإحياء المفاوضات.
مواجهة محاولات التفكيك
أشار شكري خلال كلمته إلى أن السنوات الأخيرة، شهدت أشرس هجمة تعرضت لها الدول الوطنية، بالمنطقة العربية، منذ استقلالها، مضيفا: «نحن نواجه في سوريا، وليبيا، واليمن، والعراق، مخاطر حقيقية؛ تهدد بتفكيك مؤسسة الدولة الوطنية، في كل منها، وتقويضها، لصالح فراغ لا تملؤه سوى قوى التطرف، والإرهاب».
وشدد شكري على أن معركة استعادة الدولة الوطنية، ومقاومة المحاولات الرامية لتفكيكها، وتحويلها إلى مواطن نفوذ لقوى إقليمية، ودولية، تصفي خلافاتها، وصراعاتها على الأرض العربية، وبالدم العربي، أو تحويلها إلى حاضنات لتنظيمات إرهابية، وتكفيرية، تهدد مستقبل الوجود العربي.
الأزمة السورية
تعد الأزمة السورية، واحدة من القضايا التي لها نصيب كبير من اهتمام وزير الخارجية، الذي أكد أن وقف نزيف الدم في سوريا، أولوية قصوى بالنسبة إلى مصر، ويتطلب وقفة حازمة أمام جميع القوى، التي تتلاعب بمأساة الشعب السوري؛ لإيجاد موطئ نفوذ، وتحقيق مصالح ضيقة.
وشدد شكري على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي موحد، يؤكد لالتزام الصارم، والذي لا يقبل المساومة، بوحدة الأراضي السورية، والرفض القاطع لأي محاولة لتقسيم أراضيها، أو تحويلها لمناطق نفوذ لقوى إقليمية، ودولية.
الأزمة الليبية
تعد الأزمة الليبية، من أهم ما يواجه الأمن القومي المصري، والعربي، من مخاطر؛ لذا أولتها مصر اهتماما خاصا، وأكد شكري التزام القاهرة الكامل، بمواجهة المحاولات الرامية لتقويض الدولة الوطنية هناك، وإسقاط الحل السياسي، ودعم الإرهاب.
ولفت إلى أن مشكلة الأزمة الليبية، تعود إلى غياب آليات للتواصل بين الفرقاء هناك، والتوافق حول عدد محدود من القضايا العالقة، التي تعوق التنفيذ الكامل لاتفاق التسوية.
وأكد أن مصر تؤمن بأن ليبيا، يمكن أن تقدم نموذجا لقدرة المنظومة العربية على استعادة زمام المبادرة وتقديم حل عربي للمشكلات العربية.
الأزمة اليمنية
وأكد شكري دعم القاهرة لليمن، وضرورة التزام الجميع، بدعم العملية السياسية، وعودة الحكومة الشرعية إلى صنعاء.
استعادة الشرعية بالعراق
وكان للعراق نصيب من اهتمام شكري، الذي أشار في كلمته، إلى الحرب التي يخوضها الجيش العراقي، وقوى الأمن، تعد ضد تنظيم داعش الإرهابي؛ لتحرير مدينة الموصل، تعد معركة حاسمة على طريق استعادة الشرعية، وبسط نفوذ الدولة الوطنية على أراضيها، كمقدمة للانتقال إلى مرحلة البناء، وقطع الطريق على التدخلات الخارجية أو محاولات استنفار النعرات الطائفية والمذهبية البغيضة.