لقد خسرت اجتماعات القمة العربية "قمة البحر الميت"روح الفكاهة، تمثلت بكل بساطة فى الأخ القائد العقيد القذافى، كان وبكل صراحة، "فاكهة" القمم العربية، يؤيد من يؤيد ويعارض من يعارض أو حتى يتحفظ.

علينا أن نعترف بأن للرجل حضوراً ينافس كبار الفنانين الكوميديين فى شتى بلدان المنطقة، فهو موهوب بكل المقاييس، فللرجل جاذبيته البارعة فى رسم الابتسامة على الوجوه، مهما كان الأمر عظيماً، والخطر محدقاً، والكرب هائلاً، وله فى تاريخه مع القمم العربية ألف حكاية وحكاية.

 

*ملك الملوك:

تعد من أكثر اللقطات التى دائمًا ما تحسب على القذافى، هو تكراره لصفاته الكثيرة فى كل القمم العربية "عميد الحكام العرب، وملك ملوك أفريقيا، وإمام المسلمين.

*"إسراطين" لحل أزمة فلسطين

فى مارس عام 2001، عقدت القمة الـ23 فى عمان، حيث فاجأ القذافى خلالها الجميع بطرح فكرة “إسراطين” لحل النزاع التاريخى الإسرائيلى ـ الفلسطينى من خلال دولة ثنائية القومية للعرب واليهود معًا، وهو الأمر الذى أثار جدلاً واسعًا فى الصحف العربية فى حينه.

وخلال كلمتة فى القمة، وصف القذافى الفلسطينيين بأنهم أغبياء، ما جعل الرئيس الفلسطينى محمود عباس يغرق فى الضحك، وسط دهشة الزعماء العرب.

 

* سلطان النوم

أما الأكثر طرافة بتقديرنا هو ما جرى قبيل قمة عمان، فبعد أن حطّت طائرة القذافى على أرض المطار، بقى العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى فى انتظاره عند سلم الطائرة لأكثر من ساعة ، وبعد أن بدأ التململ على الملك ومن يقف معه من الحراس وكبار الشخصيات، طلب من أحد مرافقيه أن يسأل الوفد الليبى عن السبب فى عدم ظهور القذافى.

وفى نهاية المطاف اتضح أن الأخ القائد كان مستسلما لسلطان النوم، والطريف أن أحدا من أعضاء الوفد لم يجرؤ على إيقاظه، وتهنئته بسلامة الوصول.

أثارت القمة العربية بمدينة سرت فى ليبيا عام 2010، وقت انعقادها جدلاً كبيرًا بين الأوساط السياسية والإعلامية.

**صدام حسين

حيث أكدت القيادة الليبية عزمها على تمجيد الرئيس العراقى المخلوع صدام حسين، بإقامة نصب تذكارى له بمدينة طرابلس، ما أثار استنكار الحكومة العراقية، ورفضها المشاركة فى القمة، إلا إذا تراجعت ليبيا عن مشروعها.

*ويسخر من أمير قطر

شهدت تلك القمة أيضًا سخرية القذافى من الوزن الزائد لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، حيث قال فى كلمة له فى افتتاح القمة: "إن الشيخ حمد أقدر على ملء الفراغ منه"، ساخرًا من "حجم" الشيخ حمد، فيما تلافى الثانى الموقف بمحاولته سؤال من حوله عن خلل فى الصوت لم يتح له سماع الكلام كاملاً.

*أزمة علم لبنان

وخلال القمة نفسها، أثار العلم اللبنانى أزمة، عندما فاجأ مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة العربية السفير خالد زيادة، الجميع وهو يخرج علمًا جديدًا لبلاده من داخل جيب بدلته، وأصر على تغيير العلم الذى وضعته مراسم الجامعة، وسط دهشة الجميع، وكان المندوب اللبنانى أحضر علمًا يختلف فى لون إطاره عن باقى الأعلام العربية الأخرى الموجودة أمام الملوك والرؤساء العرب.

*كتاب الجلسة بالـ"مقلوب"

كما تمكن مصور ذكى أثناء قمة دمشق، من التقاط صورة لوزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى ،خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة، وهو يقرأ مطبوعة ملونة بالمقلوب أمام الكاميرا، ليعلق أحد الصحفيين اللبنانيين بأن زيبارى يملك قدرات خاصة جدًا من بينها القراءة بـ"المقلوب".

*مرسى نائماً

فى عام 2013 رأس الرئيس المعزول محمد مرسى الوفد المصرى المشارك بالقمة العربية وقتها، إلا أن الأمر لم يخل من الكوميديا، ففى إحدى اللقطات الطريفة التى التقطتها عدسات مصورى الصحف هو نوم مرسى والوفد كاملاً.