ذهب
مراقبون إلى أن القمة الخليجية الـ39 والتي احتضنتها المملكة العربية السعودية
تجاوزت الأزمات القائمة من أجل استمرار الوحدة بين أبناء الخليج وإحباط مخططات
تمزيق وتهديد أمن الدول الشقيقة، مؤكدين أن القمة حاصرت المخططات والألاعيب
الصهيونية الخبيثة التي تهدف إلى جر تلك الدول إلى مستنقع الفتن والتخريب.
ويشارك في
القمة الخليجية الـ39، والتي احتضنتها الرياض أمس الأحد، عاهل البحرين الملك حمد بن
عيسى، وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح، ونائب رئيس الوزراء العماني، فهد بن محمود
آل سعيد، نائبا عن السلطان قابوس بن سعيد، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس
الإمارات رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.
وغاب عن القمة
أيضا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، الذي أناب عنه وزير الدولة للشئون الخارجية في قطر،
سلطان المريخي.
تحقيق
الوحدة
السفير محمد
العرابي، وزير الخارجية الأسبق، وعضو مجلس النواب، قال إن القمة الخليجية الـ39 تهدف
في المقام الأول إلى الحفاظ على الوحدة الخليجية وتحقيق التوازن الذي لا يخل بتماسك
الخليج كجسد واحد رغم الخلافات القائمة.
وأكد وزير
الخارجية الأسبق لـ«الهلال اليوم» أن قمة الخليج والتي تحتضنها المملكة العربية السعودية
في ظل الحرب الممنهجة ضدها، تهدف إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه من أجل الإبقاء على
جسد مجلس التعاون الخليجي متجاوزة أزمتها مع دولة قطر، مشيرا إلى أن القمة الحالية
لن تتطرق إلى أي خلافات بين دول الخليج ولكنها تركز على المخاطر التي تواجهها من الخارج
وتهدد تماسكها مثل إيران.
ولفت إلى
أن القمة تهدف إلى بحث الأزمة الفلسطينية وهذا ما ركز عليه العاهل السعودي الملك سلمان
متمسكا بموقف العرب تجاه حل قضية الفسطينيين وإقامة دولتهم الموحدة، مؤكدا أن القمة
لن تتطرق إلى أي مبادرات جديدة ولكنها ستتمسك ببقاء المجلس الذي أصيب بالوهن والضعف
خلال السنوات الماضية.
المخاطر
الإرهابية
شدد النائب
محمد سليم، عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، على ضرورة تمسك القمة الخليجية الـ39
بالوحدة القائمة وتجاوز الخلافات الموجودة وتجاهل القلاقل التي تثيرها قطر بين الحين
والآخر، مؤكدا أن وحدة الخليج مهمة للحفاظ على أمنها القومي في ظل التحديات القائمة
التي تعصف بالمنطقة.
وقال عضو
لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب لـ«الهلال اليوم» إن مصر تعهدت بحماية أمن الخليج
في وجه أي مؤامرات أو تحديات قائمة مهما كانت، لافتا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي
أكد في جميع المحافل الدولية ضرورة إقامة جيش عربي قوي لمواجهة التحديات قاطعا على
نفسه عهدا بحماية الأمن العربي والخليجي.
وأشار إلى
أن قمة الخليج تبحث في المقام الأول أوجه التعاون الاقتصادي وتصدير النفط، فضلا عن
التحديات الأمنية القائمة وعلى رأسها الخطر الإيراني الذي يتخلل جسد بعض الدول العربية،
مؤكدا أن الأزمة السورية والأمنية واليمنية تحتاج إلى حل سياسي وتدخل عربي كبير لقطع
الطريق على المتربصين والمغرضين الذي يهدفون غلى نهش جسد الوطن العربي.
الانتهاكات الإيرانية
وأكد النائب
أحمد شعراوي، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن القمة الخليجية الـ39 تبحث
المخاطر الإيرانية التي تهدد المنطقة العربية برمتها، مع وضع آليات لوقف التمدد الإيراني
في الدول المجاورة ومحالة إفساد دول المنطقة وجرها إلى صراعات داخلية، مشيرا إلى أن
إيران تعد جزءا لا يتجزأ من الأزمة السورية واليمنية فضلا عن دعمها لمليشيات في ليبيا.
وقال عضو
لجنة الشئون العربية بمجلس النواب لـ«الهلال اليوم» إن مصر حذرت دول الخليج سابقا من
تحديات الإرهاب والمليشيات المسلحة التي تسببت في انهيار دول كبرى في الشرق الأوسط،
مشددا على ضرورة تفويت الفرصة على المغرضين في تفكيك مجلس التعاون وخلق حالة من التناحر
والخلاف بينهم.
ولفت إلى
أن كلمة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز تطرقت إلى التحديات الإيرانية وخطرها
على دول المنطقة وضرورة التصدي لها فضلا عن سرعة وجود حل سياسي للأزمة السورية واليمنية
في ظل التحديات القائمة، مؤكدا أن القمة رغم انعقادها في ظل تحديات كبرى تواجه الدول
العربية إلا أنها لم تتخل أو تتناسى الأزمة الفلسطينية ووقف التجاوزات الصهيونية هناك.