الإثنين 25 نوفمبر 2024

سوق التونسي .. ملاذ الغلابة

  • 24-1-2017 | 09:58

طباعة

كتب – محمد السويدي 

على مدار خمسين عاما وأكثر كانت سوق الجمعة بالسيدة عائشة ومن قبلها في المطرية ملاذا للفقراء والبسطاء يشترون احتياجاتهم المنزلية والشخصية من الإبرة للصاروخ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺴﺘﻌﻤﻞ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺴﺮﻭﻕ .

حيث كانت ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻜﺎﺑﻼﺕ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ؛ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻛﺘﻈﺎﻅ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺿﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﻌﻴﻦ، ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺰﺑﺎﺋﻦ نقلت ﺍﻟﺴﻮﻕ إلى ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻰ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ؛وأصبحت ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ تقام ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ عشر عاما. ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺣﻒ ﻛﻤﺎ تشتهر ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺑﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ، ﻭتمتاز ﺑﺄﺳﻌﺎﺭها ﺍﻟﺰﻫﻴﺪﺓ ، ﻓﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ فيها ﺑﺴﻌﺮ أﺭﺧﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ . قامت" الهلال اليوم " بجولة ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﺍلتي تبيع كل شيء ‏« من ﺍﻹﺑﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺥ‏» ، حيث تقع ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ، ﺗﺘﻮسطه ثلاثة ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻳﻤﺘﺪ ﻃﻮﻟﻬﺎ لحوالي 2000 ﻣﺘﺮ، ﻭﻋﺮﺽ ﻣﻤﺎﺛﻞ يبدأ ﻣﻦ كوبري التونسي ﺣﺘﻰ ﺧﻠﻒ ﻣﺠﺰﺭ ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ ﺍﻵﻟﻰ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻰ، وتوجد بها ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺶ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﺹ ﻭﺍﻷﺧﺸﺎﺏ ﻭﺍﻷﻗﻤﺸﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ، ﺗﻨﺬﺭ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻝ ﻭﻗﻮﻉ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻓﻰ ﺃﻯ ﻭﻗﺖ، ﻓﻰ ﺣﺎﻝ ﻧﺸﻮﺏ ﺣﺮﻳﻖ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻧﻈﺮﺍً ﻟﺘﻼﺻﻖ ﺍﻟﻌﺸﺶ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻻﺷﺘﻌﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .

 التقينا بـ " محمد رمضان " 45 عاما ﺻﺎﺣﺐ ﻓﺮﺵ ﻳﻘﻮﻝ : "ﺇﻥ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺑﺴﻮﻕ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍً، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺗﺤﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ وكل ما يتخيله عقل الزبون ، ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻐﺰﻻﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻭﺩ ﻭﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﺒﻐﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭالسلاحف ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ، ﻭﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﺒﻴﻌﺎﺗﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ " وأيضا يضيف " جمعة جلال " 55 عاما : " ان ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ أصبح من ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺆﺭﻕ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻣﻦ ﻣﻬﺮ ﻭﻋﻔﺶ ﻭﺳﻜﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺘﻜﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺭﻗﺔ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﻣﻊ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ، ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻊ ﺃﻯ ﻣﺼﺮﻯ، ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺷﺨﺺ ﺇﻧﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰ ﺷﻘﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺛﺎﺙ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻭﺳﺠﺎﺩ، ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﻣﻄﺒﺦ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ 6 ﺁﻻﻑ ﺟﻨﻴﻪ .. ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻰ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻰ "، ويتابع : " تعتبر سوق التونسي ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ، والتي ﻳﻘﺒﻞ عليها ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮﺏ ﻭﺣﺪﺏ، ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﺃﻭ ﻣَﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ، ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﻭﺍﻷﺛﺎﺙ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺮﺍﻣﻴﻚ ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﺩ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، فهنا غرفة ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ 5000 ﺟﻨﻴﻪ ﻭﺍﻷﻧﺘﺮﻳﻪ ﺑـ 3000 جنيه علاوة على توافر ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﻭﺍﻷﺛﺎﺙ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮﺍﻣﻴﻚ ﻭﺍلسجاد بأسعار زهيدة جدا ، حيث يصل سعر الثلاجة لـ 400 جنيه ، والتليفزيون لـ 300 جنيه ، والغسالة لـ 500 جنيه ، فنحن نحصل على هذه البضاعة إما عن طريق مزادات الجمعيات الخيرية او عن طريق بائعي الخردة. " و ايضا ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻬﺎﺩﻯ، 27 ﺳﻨﺔ، ﺻﺎﺣﺐ أﺣﺪ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻤﻮﺑﻴﻠﻴﺎ ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻳﺆﻛﺪ، ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻣﻘﺼﺪ ﻟﻸﻫﺎﻟﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻘﺒﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ، ﻗﺎﺋﻼً:"ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺗﺒﺪﺃ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ 1500 ﺟﻨﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ 500 ﺟﻨﻴﻪ " . ﻭﺧﻼﻝ ﺗﺠﻮﻟﻨﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﺽ، ﺃﺷﺎﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻡ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺩﻭﻻﺏ ﻭﺳﺮﻳﺮﻳﻦ، ﺳﻌﺮﻫﺎ 800 ﺟﻨﻴﻪ، ﻭﻛﻨﺒﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻭﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﺴﺮﻳﺮ ﺑـ 800 ﺟﻨﻴﻪ، كذلك يقول " تائب شافع " ﺻﺎﺣﺐ أﺣﺪ ﻣﺤﻼﺕ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺑﻴﻠﻴﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﻮﻕ : " ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻮﻕ يتوافد عليها ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴًﺎ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻷﺛﺎﺙ، حيث يوجد بها ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﺛﺎﺙ بجميع ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﺧﺸﺎﺏ، ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﺃﺛﺎﺙ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻌﻤﻞ، ﻭﻳﺄﺗﻰ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺒﻴﻌﻪ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﺭﺧﺺ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻮﺿﺔ ﺍﻟﻤﻮﺩﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ " .

 ﻭيستطرد تائب قائلا : " ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻻ تعتبر ﻣﻘﺼﺪﺍ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﻘﻂ، وﻟﻜﻦ تأتي ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺘﺸﺘﺮﻯ ﺍﻷﻧﺘﻴﻜﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﻒ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺨﺮﺟﻴﻦ ﻳﺸﺘﺮﻭﻥ ﺍﻷﻧﺘﻴﻜﺎﺕ ﻭﺣﺠﺮات ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ".

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة