عضوة الحزب الجمهورى الفرنسى: السيسى يريد ديمقراطية لمصر كباقى الدول الأوروبية
العلاقات مع مصر ستشهد تطورا حال فوز فيون.. ولن ننفصل عن الاتحاد الأوروبى
حوار- عمرو أحمد:
على قصاصات ورقية صغيرة الحجم، كتبت إعجاب خورى - القيادية فى حملة مرشح الانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا فيون - بحبرها الأزرق الفاتح اللون إجابات الأسئلة، التى أرسلها محرر بوابة "الهلال اليوم" إليها عبر الإيميل، لتؤكد موقف مرشحها من التقارب مع مصر شعبا وحكومة، نافية ما أشيع عن مهاجمة فيون النظام المصرى.
خورى، التى تعمل حاليا عضوة فى الحزب الجمهورى اليمينى، وشغلت فى السابق منصب نائب رئيس بلدية باريس، أكدت أن فيون - مرشح يمين الوسط - يرى أن "الرئيس السيسى يريد ديمقراطية لمصر كباقى الدول الديمقراطية الأوروبية"، وأنه "تمكن من السيطرة على الوضع السىء فى البلاد"، متوقعة أن تشهد العلاقات تطورا حال فوز مرشحها اليمينى.
وتوضح القيادية فى حملة فيون كواليس السباق الانتخابى وموقف الإعلام من مهاجمة مرشحها فى تفاصيل الحوار:
ترددت شائعات بشأن مهاجمة فيون الرئيس عبدالفتاح السيسى والنظام المصرى خلال المناظرة الأخيرة.. كيف تردين على ذلك؟
فرانسوا فيون لم يهاجم السيسى ولا النظام المصرى، لأن علاقة مصر بفرنسا جيدة، والشعب الفرنسى يحب الشعب المصرى.
ماذا قيل عن النظام المصرى إذاً؟
قال فيون إن التطرف الإسلامى يهدد السلام فى العالم، وأعطى أمثلة عبر الحديث عن أفغانستان وباكستان وسوريا والعراق واليمن، وهنا يجب أن نضع أنفسنا فى سياق أوروبى لكى نفهم ما قاله، فنحن فى فرنسا بلد ديمقراطى ينتخب فيه الرئيس، وفكرة المجيء إلى الحكم عبر آليات غير شرعية مرفوضة، والمواطن الفرنسى له الحق فى التظاهر ورفع الشعارات التى يريدها دون معاقبة.
السيسى أراد أن يسيطر على الوضع السىء فى مصر، وما قاله فيون وما يقرأ بين السطور أن الرئيس المصرى يريد ديمقراطية لبلاده كباقى الدول الأوروبية، فيما أكد فيون أن فرنسا ستتعاون مع إيران وروسيا من أجل محاربة الإرهاب، فضلا عن دول منطقة الشرق الأوسط التى ترغب فى ذلك، وهو بذلك وضع دول حوض المتوسط أمام مسئولياتها.
فى حال فوز فيون بالرئاسة الفرنسية.. كيف سيكون شكل العلاقات مع مصر؟
ستكون جيدة، ففرنسا كانت لها دوما علاقات جيدة مع مصر، واعتقد من الأفضل أن يوجه هذا السؤال لفيون.
هل نستطع تقدير فرص فوز فيون فى الانتخابات؟
الاستطلاعات كثيرة وأنا لا أعطى لها قيمة، والانتخابات الرئاسية الفرنسية ستجرى بعد نحو 4 أسابيع، لكن فيون يردد دوما أنه سيكون فى الدورة الثانية، اعتبروه خاسرا فى الانتخابات التمهيدية وربحها بنسبة 70% تقريبا، والشعب الفرنسى لا يريد أن تسرق منه الانتخابات أو أن يسرق صوته، لذا لا تعبر استطلاعات الرأى عن الفائز بل عن صوت الناخب.
كيف تفسرين الهجوم الإعلامى على فيون وعائلته؟
فى شهر نوفمبر، كان طريق فيون نحو الرئاسة "أوتوستراد عريض"، لذلك أصبحت الأنظار متجهة نحوه وبدأت تحاربه، أما المرشح الوسطى للرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون فهو الابن المدلل للرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، وبواسطته يريد الاشتراكيون الاستمرار فى حكم فرنسا.
الإعلام مسيس، ونحن نعلم أن أكثر من 90% من الإعلاميين الفرنسيين من التيار اليسارى، ويريديون تثبيت الحدث كما يريديون وليس كما يكون، لكن فى النهاية القرار للشعب.
هل ترين أن هذا الهجوم سيحل بفائدة على مرشحكم كما حدث مع الرئيس الأمريكى ترامب وقت الانتخابات؟
من الطبيعى أن يؤثر هذا الهجوم فى باديء الأمر على الناخبين، خاصة عندما يحاول الإعلام وضع مرشحنا فى الدرجة الثالثة على قائمة الانتخابات، ولكن الإعلام - الذى يكلف الدولة 400 ألف يورو سنويا - يغض النظر عن فضائح صديق أولاند، بينما يصنع سجالات كثيرة حول فيون، وهذا الأمر جعل الشعب الفرنسى غير واثق حاليا بما قيل وسيقال، فهناك انحياز علنى للأسف ضدنا.
تحدثتى من قبل عن وجود تشابه بين الرئيس الأمريكى ترامب ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.. هل تشرحين لنا هذه الأوجه؟
الاثنين يريدان إغلاق حدودهما، الأول عبر بناء جدار على الحدود مع المكسيك، والثانية عبر الخروج من الاتحاد الأوروبى وإعادة الحدود مع كل الدول الأوروبية، وكلاهما يقف ضد الهجرة، وكلاهما لن يستطيع تنفيذ ما يقدمه فى برنامجه، فنحن نرى أن الكونجرس الأمريكى لا يتبع ترامب فى قراره، وهوما حدث فى إلغاء النظام الصحى المعروف بـ"Obama Care"، كذلك ليس لدى لوبان سوى نائبين على 577 مقعدا فى المجلس النيابى.
وما الخطط التى سيتبناها فيون فى مواجهة الإرهاب؟
على الدول العربية التى تحوى منظمات إرهابية أن تراقب هذه المنظمات وتراقب مواطنيها، وتتحمل مسئوليتها فى محاربة الإرهاب، وأن يتم تبادل المعلومات بين جميع الأطراف، وعلينا مثلا أن نجرد الإرهابى الفرنسى العائد من سوريا أو متواجد فيها من هويته، وكذلك إيجاد مخابرات داخلية لها علاقة مباشرة مع وزارتى الداخلية والخارجية لمراقبة الإرهابيين.
إذا عدنا إلى الانتخابات مجددا.. ما الذى يدفع المواطن الفرنسى لاختيار فيون؟
مرشحنا سيحدث ثورة تنافسية فى القطاع الاقتصادى، عبر إرجاع ساعات عمل المواطنين إلى 39 ساعة بدل 35، والسماح للشركات بالتفاوض مع عمالها من أجل اختيار عدد ساعات العمل، كذلك القضاء على البطالة عبر خفض تكلفة العمل وخفض ضرائب الشركات، وزيادة المعاشات عبر خفض تكلفة العمل المدفوعة، وزيادة عدد قوات الشرطة إلى 80 ألف، مع تجديد تجهيزاتهم من السلاح والمعدات، وتطوير مهارات الطلاب فى المدارس، إلخ.
تحدثتم عن محاربة الإرهاب.. ماذا عن قطر وتركيا؟
كل بلد يساعد على السلام والأمن وعدم التعاون مع الإرهاب ستكون له علاقة صداقة وتعاون مشترك مع فرنسا.
أخيرا.. هل تخططون للانفصال عن الاتحاد الأوروبى؟
لا.. لن ننفصل.