خبير اقتصادي: مذكرات التفاهم المصرية النمساوية تدعم الاقتصاد الرقمي وجذب الاستثمارات

«اللاوندي»: مباحثات «السيسي وكورتز» إيجابية.. وتعكس إرادة سياسية لتعميق العلاقات المشتركة

«الشريف»: زيارة السيسي للنمسا تحمل بُعدا سياسيا مهما كونها الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي

وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسى ومستشار النمسا سيباستيان كورتز توقيع عددا من مذكرات التفاهم بين مصر والنمسا، في مجالات الاستثمار والرقمنة التكنولوجيا والابتكار والسكة الحديد والبنية التحتية والبحث العلمي والتكنولوجيا، وكذلك اتفاقية بين المشروعات القومية المصرية والجانب النمساوى لإنشاء خط إنتاج فى مصر وتوريد المعدات.

وعقب المباحثات بين الجانبين، أكد الرئيس السيسي أنه بحث مع مستشار النمسا سباستيان كورتس، التعاون فى التعليم والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والمشروعات الصناعية المقرر إنشائها بين البلدين، فيما أكد كورتز أنه تم اليوم توقيع 10 مذكرات تفاهم بين البلدين فى مجالات متعددة وأن هناك أكثر من 600 شركة نمساوية تعمل فى مصر.

وأضاف أن مصر من أهم شركاء النمسا فى الشرق الأوسط، وأن هناك الكثير من الإمكانات المتقدمة التى يمكن أن نتعاون بشأنها مع مصر، لافتًا إلى أن هناك اهتمامات مشتركة بين البلدين، مشيدا بالدور المصري وتعاون الرئيس السيسي في مجال مكافحة الهجرة الغير شرعية، ونجاح مصر فى تدمير خطوط مهربي البشر.

 

تدعم الاقتصاد الرقمي

الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، قال إن مذكرات التفاهم الموقعة اليوم بين مصر والنمسا خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فيينا شملت مجالات عدة أهمها الاستثمار وتنمية البنية التحتية والاقتصاد الرقمي، مضيفا أن الرئيس يبذل مجهودا كبيرا في زياراته الخارجية ويهتم بتوقيع الاتفاقيات المشتركة ومذكرات التفاهم مع كافة الدول.

وأوضح الإدريسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه من أهم مذكرات التفاهم الموقعة اليوم كانت بين وزارتي الاستثمار المصرية والمالية النمساوية وكذلك وزارة الاتصالات النمساوية والاستثمار المصرية لتطوير الأداء خلال الفترة المقبلة لدعم وجود الاقتصاد الرقمي وهو أمر هام للتعاون مع دولة كالنمسا في هذا المجال.

وأكد أن المذكرات تدعم التحول للاقتصاد الرقمي في مصر وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والترويج للفرص المتاحة وميكنة الخدمات الحكومية وخاصة المتعلقة بالاستثمار وتطوير أداء مكاتب خدمات المستثمرين، مضيفا أن تطوير البنية التحتية وقطاع السكك الحديدية كان مجالا أيضا لمذكرات التفاهم.

وأشار إلى أن هذا الملف هو أحد الملفات التي يهتم بها الرئيس والدولة لتوفير وسائل نقل متطورة، تخدم الأفراد ونقل البضائع أيضا الذي يفيد المستثمرين، مضيفا أن الاتفاقيات تضمنت وجود خط إنتاج فى مصر وتوريد المعدات وهذا مهم أيضا للتعاون بين البلدين ودعم الاقتصاد المصري.

وأضاف الخبير الاقتصادي أنه من المهم متابعة آليات تنفيذ تلك الاتفاقيات ووضع جدول زمني للتنفيذ والتقييم والتغلب على المعوقات إن وجدت لتطبيقها على أرض الواقع بما يحقق استفادة المواطن والدولة منها.

 

 

مباحثات إيجابية

وقال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن مباحثات الرئيس السيسي والمستشار النمساوي سيباستيان كورتز اليوم اتسمت بالإيجابية الشديدة ونتج عنها توقيع 10 مذكرات تفاهم في مجالات مختلفة كالتعليم والتكنولوجيا والتقنية، مضيفا أن المستشار النمساوي أشاد بدور مصر في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

وأوضح اللاوندي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس السيسي استعرض خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم عقب مباحثاته مع المستشار النمساوي، جهود مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية وأنها استقبلت 5 ملايين لاجئ ولم تفكر في عمل معسكرات لهم إنما عاملتهم كمصريين وسمحت لهم بالعمل والمعيشة بشكل طبيعي كأي مواطن مصري.

وأكد أن مذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين مهمة وتعكس الرغبة والإرادة السياسية في تصعيد العلاقات وتعميقها بين البلدين، مضيفا أن النمسا على استعداد لمد يدها لدعم مصر في مجال التعليم باعتبار أن مصر تولي هذا الملف اهتماما خاصا في الوقت الراهن ويمكنها أن تدعم مصر بآليات تساعد في تطوير التعليم.

وأضاف أن الزيارة التي يجريها الرئيس إلى فيينا هي الأولى له والأولى لرئيس مصري منذ 11 عاما إلا أن العلاقات بين البلدين لم تتوقف ودبلوماسية الهاتف مستمرة بينهما وكان آخرها الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس السيسي من المستشار النمساوي قبل أيام، واللقاءات التي عقدت بينهما سواء في القاهرة أو الولايات المتحدة على هامش مشاركة الرئيس بالمحافل الدولية، ولذلك شهدت الزيارة حفاوة أشاد بها السيسي اليوم.

 

البعد السياسي

قال الدكتور مدحت الشريف، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى النمسا تحمل بعدا سياسيا هاما وخاصة في ظل تأثير النمسا بالاتحاد الأوروبي كرئيس حالي للاتحاد، والقرارات التي تصدر عنه ومناقشات الاتحاد والبرلمان الأوروبي للقضايا الخاصة بمصر كالحريات وملف مقتل الباحث الإيطالي ريجيني.

وأوضح الشريف، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الزيارة تستهدف توضيح المفاهيم بشكل أكبر إلى جانب تعزيز التعاون الاقتصادي البناء بين مصر والاتحاد الأوروبي الذي يعتبر الشريك الأول لمصر في التبادل التجاري، مضيفا أن الاتفاقيات الموقعة اليوم بين مصر والنمسا تشمل مجالات متعددة كالتكنولوجيا والرقمنة نظرا لتقدم فيينا تكنولوجيا وصناعيا.

وأضاف أن التعاون بين مصر والنمسا في قطاع السكك الحديدية والرقمنة والاستثمار هام لتقدمها صناعيا وتكنولوجيا بما سيعمل على نقل الخبرات لمصر وتسويق المشاريع القائمة في مصر كتنمية محور قناة السويس، مضيفا أن مصر تجري تحركا دوليا واسع النطاق لتوضيح ما يجري بها من إجراءات اقتصادية وسياسية.

وأكد أهمية الملف السياسي ونقل ما يجري في مصر للعالم الخارجي وخاصة لشركائها لتوضيح ما يجري على أرض الواقع وإفساد أية مخططات تهدف لمحاولة تشويه صورة مصر في الخارج، مضيفا أن الملف السياسي على سلم أولويات القيادة السياسية ليظهر للعالم كله مدى تقدم مصر سياسيا واقتصاديا.