الأحد 2 يونيو 2024

قبل ساعات من الإستقالة الضبع يتحدث لـ الهلال اليوم عن كواليس عمله داخل دار الكتب والوثائق

28-3-2017 | 21:17

قال د.محمود الضبع، رئيس دار الكتب والوثائق السابق،  إن الأسباب التي تقدم بها لاستقالته تخص وحده، مضيفًا ان منذ توليه الدار هناك العديد من التظاهرات والوقفات تخص البدلات الموظفين  وساعات العمل وهى تصرف ووفقًا للقانون. 
وفي حواره مع "الهلال اليوم" قبل ساعات من تقديم استقالته، تحدث الضبع عن انجازاته منذ توليه الدار في يونيو الماضي، عن رؤيته الخاصة في تحويل دار  الكتب والوثائق كصناعة ثقافية يستفيد بها اقتصاد الدولة، إليكم نص الحوار : 

ماهي الإنجازات التي حققتها خلال فترة توليك لرئاسة دار الكتب؟ 

منذ دخولي إلى دار الكتب في 13 يونيو 2016 بدأت أولا في النظر في الهيكل الإداري، الإدارات المركزية والإدارات الفرعية الموجودة.
وبدأنا العمل على محورين، المحور الأول استكمال نواقص الدرجات الوظيفية التي لم تكن موجودة من قبل عن طريق الاعلان عنها بالطرق الرسمية والقانونية المعمول بها. 
المحور الثاني هو إعادة الهيكلة في ضوء المتطلبات الحديثة بالتنسيق مع الجهاز المركز للتنظيم والإدارة وتم عقد عدة اجتماعات وتقديم هيكل مقترح لأن الدار كانت تنقصها بعض الإدارات مثل إدارة المعارض وإدارة التسويق وإدارة التوزيع وإدارة النشر وجاري العمل على ذلك مع التنظيم والإدارة.
 *عملنا على رقمنة التراث الموسيقي حيث تمتلك الدار ما يزيد عن 13 الف اسطوانة جرامافون واسطوانات بلاستيكية متعددة السرعات واستطعنا أن نشتري بعض الأجهزة التي تحول الجرامافون إلى الصيغ المعاصرة مثل السي دي او الشاشات المسطحة وتم المشروع بكلفة لا تساوي شيئا وبدأ إنتاج 70 اسطوانة منها حتى الآن. 
* أيضا العمل على تطوير الموقع الإلكتروني لدار الكتب والوثائق استفداتة من الاتفاقية المبرمة بين وزارة الاتصالات ووزارة الثقافة أيضا استطعنا الحصول على العديد من المكتبات المهداة مثل مكتبة الدكتور عز الدين إسماعيل والحصول على مكتبة الأستاذ سمير عريب ومكتبة الأستاذ محمود أمين العالم كاملة ولدينا قسم كامل باسم المكتبات المهداة. 

من الإنجازات أيضا أننا عملنا على حصر الدوريات المودعة بدار الكتب والوثائق منذ عام 1939 ووجدنا أن بعض الدوريات العربية او التي صدرت باللغة العربية لم تودع من الأساس وبخاصة المجلات التي نشرت في العراق والشام في هذه المرحلة ويجري العمل الآن على استكمال الدوريات الغير موجودة من خلال الحصول على نسخة bdf وعملنا أيضا على استكمال بعض الدوريات التي تلفت بفعل الزمن مثل مجلة "السفور "وهي الآن قيد الإصدار. 
وبالمناسبة أثناء إعادة طباعتنا السفور وجدنا بداخلها رواية مسلسلة ل طه حسين بعنوان "خطبة الشيخ" لم تنشر من قبل ويعد هذا الاكتشاف يعد فتحا وكشفا لأن نص للدكتور طه حسين منشور عام 1916 ومكتوب سنة 1913 سيزاحم الرواية الأولى المؤرخ لها فنيا  وهي رواية "زينب " لمحمد حسين هيكل المنشورة عام 1814
.  

* أيضا إعادة لائحة الإيداع القانوني بما يتناسب مع التطورات بدار الكتب بما يضمن عدم السرقات او افتراء أحدا على أحد فما لا يسمح لأحد أن يقدم شخص كتاب به مشكلات باسم الشخص الآخر. 
فيكون الإيداع ببطاقة المؤلف او بتفويض من دار النشر. 
وأيضا نعمل على مد جذور التواصل مع المكتبات الشبيهة في العالم العربي. 
إضافة إلى تسيير العديد من المشاريع التي لا تسعفني بها الذاكرة.

تجددت التظاهرات داخل دار الكتب في الفترة الأخيرة بسبب تأخر بدلات الموظفين فما السبب وراء ذلك ؟ 

هذه البدلات والمستحقات هي عباره عن أجور متغيرة وليست الراتب، يحصل عليها الموظفين نظير قيامهم بأبحاث او مشروعات بعد انتهاء ساعات العمل. 
و يتم صرف هذا المتغير على مراحل وبموافقة وزارة المالية ووزارة التخطيط وجهاز التنظيم، تم صرف الجزء الأول الذي استطعنا الحصول على موافقات عليه حتى منتصف شهر ديسمبر والموظفون لهم أجور متغيرة بدءا من النص الثاني من ديسمبر وحتى الآن.
و الملف انتهى من التنظيم والإدارة وانتهى من المالية والآن على وشك الانتهاء من وزارة التخطيط وبمجرد حصولنا على الموافقة التي نسعى يوميا في الانتهاء من الملف ودراسته لأنه لابد من عمل ختامي للمرحلة السابقة علينا لأنه لا يتم الصرف إلا بعد الانتهاء من تسوية المرحلة السابقة علينا. 
كل ذلك انتهى وتم وارسلناه إلى الجهات المعنية وفي غضون ايام قلائل سوف تنتهي المشكلة ويوضع المبلغ في حساب الهيئة ومن ثم يتم الصرف. 
اذا ليست هناك جهة تمتنع عن الصرف وانا لا أستطيع الصرف إلا بالحصول على الموافقات الرسمية والا اتعرض للمسائلة القانونية. 
نشر عدد من التقارير في الفترة الاخيرة عن انتشار  فيرس"C" في دار الكتب وذلك بعد توقف الكشف الطبي على الموظفين منذ 2001  ، فما رد حضرتك؟ 

هذه المشكلة قديمة فهي منذ عام 2003 وانا عندما تسلمت العمل في 12 أكتوبر 2013 أخبرني موظفوا مركز الترميم بهذا الأمر فتعاونت معهم وشكلت منهم لجنة لكي نتوصل إلى حلول وعقدت اجتماع مع الموظفون اعضاء النقابة هنا وطرحنا عدت حلول يجري الآن بحثها. 
ويمكن العودة إلى الجهتين اللتين تحدثنا عنهم وهم الترميم والنقابية لسؤلهم عن ذلك لأن الأمر بين أيديهم الآن وأنا متعاون معهم تماما. 
وأيضا قمت بمخاطبة جهات متعددة من أجل البحث عن حل لأن التأمين الطبي العادي للموظف لا يمكن له أن يغطي الكشف الدوري عن الفيروسات مثل فيرس "c" والفيروسات الأخرى فلا بد من فحوصات طبية تكلفتها مرتفعة ولكن الأمر قيد البحث معهم وبأيديهم هم. 

نشرت تقرير تؤكد استخدام مواد مسرطنة داخل مركز الترميم بدار الكتب، فما رد حضرتك؟ 

الابحاث العلمية تؤكد ان الافراط في استخدام كل المواد الكيميائية المستخدمة في حياتنا حتى البرفانات والعطور والمواد المستخدمة في قتل الحشرات قد يؤدي إلى الإصابة بسرطانات وهذا متعارف عليه علميا. 
العاملون في مركز الترميم يستخدمون مواد كيميائية منذ زمن قديم قد تؤدي بهم إلى ذلك وهذا أمر لا يمكن إنكاره ولكن هناك توجهات عالمية وهناك استحداثات في هذا المجال تستخدم المواد المنتجة من نباتات طبية وهي موجودة لديهم يستخدمونها الآن. 
إضافة إلى إجراءات الوقاية المتمثلة في ارتداء المعاطف وارتداء الجونتيات واستخدام الأدوات وليس ملامسة المادة مباشرة وهناك لجان للأمن والسلامة تفتيشية تأتي من خارج المؤسسة ومن خارج وزارة الثقافة للتفتيش الدوري على هذا الأمر ولكن يبدوا أن اصابة البعض بالفيروسات كانت قديمة وليس في الفترة الأخيرة التي يتم فيها استخدام المواد الناتجة عن النباتات الطبية.  
 

كيف رايتم تعامل الإعلام مع أزمة الدار والعاملين ؟ 
كنت اتمنى على الإعلام ان يهتم بدعم المشروعات التي تم ابتكارها في الدار وهي مشروعات قيمة بالفعل وتستحق للاعلام ان يدعمها مثل رقمنة التراث الموسيقي وإعادة إصدار الدوريات التي كانت انتهت او تهالكت او ليس لها وجود والتنوير إعلاميا في الوطن العربي والعالم لندعم موقف مصر في الإنتاج الثقافي. 
ولكن ما يحدث من السعي وراء أشياء ليست حقيقة ونشر وثائق غير صحيحة وقد خضعت للفوتوشوب كما حدث مع بعض الصحف لذلك كان لا بد من التأكد من صحة الأخبار قبل نشرها او عملا بالرأي الصحفي على أقل تقدير وهو عرض الرأي والرأي الآخر 

انتشرت الأخبار في الفترة الاخيرة عن سرقة 300 وثيقة من دار الكتب ومن بينهم وثيقة الإمام الشافعي فما صحة هذا الكلام؟ 

لا يوجد شيء ضائع بدار الكتب والوثائق وما يشاع عنه ان 300 مخطوطة ضائعة فهي ليست ضائعة ولكن الدار تمتلك مجموعة من الالبومات الملكية وألبومات تعود إلى نهاية القرن ال19 هذه الالبومات كانت موزعة بعضها في قسم المخطوطات وبعضها في المخازن، قمنا بعمل جمع لهذه المخطوطات مع تخصيص قسم له وبلغ عدد الالبومات 570 البوم كان منها 300 البوم مدرجة بأرقام حفظ داخل المخطوطات فلما خرجت من المخطوطات ودخلت في قسم منفصل ظهر لمن لا يعرف ان هذه الأرقام أصبحت خالية ويجري الآن تنظيف هذه الالبومات وترميمها وتصويرها تصوير عالي الجودة استعدادا لإنتاجها إنتاج ثقافي. 

هل تم الجرد بمطابقة قوائم  قديمة بالموجود بالفعل او ما تم هو حصر للوثائق؟ 
تم الجرد على مطابقة القوائم السابقة حيث ان كل إدارة بها قائمة بالمحفوظات الموجودة لديها، فمثلا في قسم الدوريات سوف نجد لديهم قوائم بالمحفوظات منذ إنشاء هذا القسم 

لماذا لم تكلف لجنة من أساتذة الجامعات المتخصصين لجرد الوثائق والمخطوطات واصدار بيان رسمي سواء بالنفي او الاثبات؟
 
تشكيل اللجان يخضع لضوابط قانونية فلابد أن يكون عضو من المخازن وعضو مالي وعضو قانوني فعلى المشككين ان يعودوا للقوانين المنظمة لذلك. 

أشرت قبل ذلك الى تقديم استقالتك في الأول من ابريل ،فهل كانت الاستقالة مسببة وما هي الأسباب؟

أنها أسباب تخصني وحدي ولا أريد التحدث عنها. 

كيف يمكن الاستفادة من دار الكتب باعتبارها مصدر من مصادر الدخل؟ 
دار الكتب بما تمتلك من أوعية متعددة تحدثنا عنها في السابق سواء فيما يتعلق ب 60 الف مخطوطة او 600 مصحف نادر او خزينة من العملات الذهبية والفضية والنحاسية التي تعود إلى قرون مختلفة وبما تمتلك أيضا من دوريات ليس لها وجود الآن في أي مكان في العالم مثل جريدة السفور وجريدة البيان ودورية المقتطف وغيرهم وبما تمتلك أيضا من كتب قديمة يمكن إعادة طباعتها كل ذلك يمكن أن يتحول إلى ما سمى بالصناعات الثقافية وانا اعمل بالفعل على هذا الأمر وانجزنا منه الكثير وبدأ بالفعل ينتج وسوف نستكمل المثيرة وبه تتحول دار الكتب إلى جهة منتجة للمعرفة محققة للصناعات الثقافية ومفهوم الصناعات الثقافية يتضمن في داخله بعدين رئيسين البعد المعرفي والبعد المادي المتعلق بالربحية وكثيرا من الدول الآن نجحت في ان تحقق قوة إقتصادية بسبب اعتمادها على الصناعات الثقافية مثل اليابان وكوريا وماليزيا واندونيسيا الآن وغيرها من شعوب شرق آسيا. 
نحن نمتلك في دار الكتب والوثائق آلاف العناصر التي يمكن أن نحولها إلى صناعات ثقافية وهذا هو مشروعنا الأكبر