وجد الباحثون أن عيون الشخص يمكن أن تكشف عمّا إذا كان مريضا نفسيا أم لا.
واكتشف الخبراء أن الذين يعانون من اضطراب الشخصية لديهم رد فعل فريد إزاء المشاهد المروعة، حيث لا يتوسع بؤبؤ أعينهم.
وعادة ما يتوسع بؤبؤ العين لدى غير المصابين بمرض عقلي عندما يرون صورًا مزعجة أو مؤلمة، كجزء من استجابة طبيعية.
ودرس الباحثون في جامعة كارديف وجامعات سوانسي تأثير الصور السيئة على المجرمين الذين يعانون من أمراض عقلية، والجناة الذين لا يعانون من أمراض نفسية، ووجدوا فروقا ملحوظة في عيونهم.
وقال الدكتور دان بيرلي، من كلية طب النفس في جامعة كارديف: "تقدم النتائج التي توصلنا إليها دليلا ماديا على وجود عجز عاطفي شائع بين الجناة المرضى النفسيين".
ومنذ فترة طويلة، عُرف بؤبؤ العين بأنه مؤشر لإثارة الأشخاص، إلا أن هذا الرد الفيسيولوجي الطبيعي للتهديد ينعدم لدى المجرمين المصابين باعتلال عقلي.
ويقول الباحثون: إن رد الفعل الغريب هذا أصابهم بالدهشة، وأن ما توصلوا إليه يعد دليلًا على أن الاعتلال العقلي ليس مرتبطا بصعوبة الاستجابة للعاطفة بشكل عام، وإنما هو عدم حساسية محددة لمعلومات التهديد.
وقال البروفيسور نقولا غراي، وهو طبيب نفسي وشرعي من جامعة سوانسي الذي قام بالإشراف السريري على المشروع: "هذه المرة الأولى التي نحصل فيها على دليل على وجود عجز عاطفي يدعم السلوك المخالف للمجرمين المعتلين عقليا".
وأضاف غراي قائلا: "نأمل أن نكون قادرين على تطوير هذه المنهجية للمساعدة في التقييم السريري والتدخل في معالجة الجناة.
وقال البروفيسور روبرت سنودن من جامعة كارديف، إن العديد من المخالفين المعتلين عقليا يبدو أنهم يتمتعون بالجرأة، وهم واثقون ويمكنهم التصرف ببرود كبير.
وأشار "سنودن" إلى أنه من الأسهل أن تتصرف بجرأة إذا لم تكن لديك مشاعر الخوف، وأن تتعامل ببرود إذا لم تكن هناك عاطفة تعترض طريق الفعل.