أشاد السفير محمد صبيح أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني، بالجهود الكبيرة التي تقوم بها مصر لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وأكد السفير صبيح - في تصريح للصحفيين بالقاهرة اليوم الجمعة - أن حركة "فتح" حريصة على الوحدة الوطنية الفلسطينية وتعمل من أجلها.
وأشار صبيح إلى أن الجامعة العربية عقدت اجتماعا لوزراء الخارجية العرب في 18 يونيو 2007 ، نتج عنه ضرورة إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتكليف الشقيقة مصر بمتابعة هذا الملف والتي تعمل جاهدة لطي صفحة الانقسام الذي أضر كثيرا بالقضية الفلسطينية عربيًا ودوليًا.
وقال صبيح إن إسرائيل لا تقبل بحل الدولتين نهائيا بل وتعمل على تكريس الاستيطان المستمر وهي تريد الضفة الغربية خالية من السكان تماما، ولهذا لابد أن يتوحد الشعب الفلسطيني وأن تكون كلمة وقيادة واحدة لمواجهة هذا الخطر الحقيقي أمام العالم، مضيفا "إننا لا نريد في أمتنا العربية خلل تنفذ منه إسرائيل".
ونبه صبيح إلى أنه يوجد عشرات القرارات الصادرة عن الكنيسيت الإسرائيلي وجميعها عنصرية من الدرجة الاولى وفي مقدمتها قانون "يهودية الدولة" الذي يسمح لأي يهودي في العالم أن يأخذ الجنسية الإسرائيلية، ولكن بالمقابل ممنوع أي لاجئ فلسطيني أن يعود الى وطنه، بالإضافة إلى القرارات والقوانين الخاصة بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ومخصصات أسر الشهداء، والولاء للنشيد الوطني الإسرائيلي.
وأكد صبيح أن أكثر من يحارب "صفقة القرن" هي حركة فتح وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" وليس كما يشاع بأن هناك أعضاءً من القيادة الفلسطينية يريدون تمرير هذه الصفقة، والتشكيك في دور القيادة الفلسطينية.
وقال صبيح إن ما تقوم به حكومة إسرائيل والإدارة الأمريكية هو محاولة لتدمير المشروع الفلسطيني وتدمير مبدأ حل الدولتين وعدم إقامة دولة فلسطينية، منبها إلى أن إسرائيل لديها برنامج واضح للنيل من مقدرات الأمة العربية.
وأضاف أن ذكرى انطلاقة حركة التحرير الفلسطينية "فتح" الـ54، تأتي في ظروف صعبة تمر على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن البعد العربي في الحركة أساسي ولم تتدخل في أي شؤون عربية داخلية وهذا محرم على الحركة "ولكن نقف مع كل عربي ونتألم مع كل عربي ونساعد في كل مكان كل من يتعرض له أي عربي من أي عدوان".
وأكد أن القيادة الفلسطينية انتفضت دبلوماسيا عندما وضعت الولايات المتحدة الأمريكية حركة حماس على قوائم الإرهاب وتم رفض ذلك تماما لأن حماس تعتبر من الجسم الوطني الفلسطيني وبحكمة الدبلوماسية الفلسطينية تم افشال هذا القرار.
وأكد أن الجانب الفلسطيني لن يتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية طالما تسير على مخطط اليمين الاسرائيلي، مشددا على أنه "لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة".
وقال "صبيح" : "إننا ملتزمون بمبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002 في بيروت ونالت تأييدا كبيرا حيث تنص على إنسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194 وعندئذ تقيم الدول العربية مجتمعة "وثيقة سلام وتبادل سفراء" مع اسرائيل .
وأشار إلى أن هناك جالية عربية كبيرة في البرازيل وهناك تجارة عربية واسعة معها ولابد أن يكون هناك دور كبير فيما يتعلق بموقف الرئيس البرازيلي المنتخب جايير بولسونارو بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدا على ضرورة العمل الجاد للتراجع عن تلك الخطوة والالتزام بقرارات القمم العربية السابقة في هذا الشأن.
وأكد أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة والمركزية للأمة العربية من منطلق استراتيجي "فنحن نحتاج إلى قوة دبلوماسية سياسية واقتصادية عربية لنتمكن من مواجهة ما هو قادم".