الخميس 28 نوفمبر 2024

تحقيقات

مجلس حكماء المسلمين في 2018.. مساهمات فكرية تبنى العقول ومبادرات ترسخ السلام.. مؤلفات المجلس تجوب معارض الكتاب عبر العالم.. ودور فعال في نصرة القدس.. وقوافل السلام تحط رحالها في أفريقيا

  • 29-12-2018 | 11:07

طباعة

نجح مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في تحقيق نقلة نوعية في أنشطة المجلس ومبادراته خلال عام 2018، تنوعت ما بين عقد المؤتمرات والندوات والفعاليات الدولية الكبرى، والمشاركة في معارض الكتاب الدولية، واستكمال مبادرة قوافل السلام الدولية، مما يساهم في تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وترسيخ قيم الحوار والتسامح واحترام الآخر، وتجنب عوامل الصراع والانقسام والتشرذم، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وتخفيف حدة التوتر الديني الذي يُحيط بكثير من المجتمعات المسلمة، ومحاربة "الإسلاموفوبيا".


"مساهمة فكرية فعالة"

وانطلاقًا من رسالته التي تستهدف نشر ثقافة التعايش والسلام ومواجهة الفكر المتطرف والتأكيد على قيم المواطنة والحوار والاندماج الإيجابي، شارك مجلس حكماء المسلمين بركن خاص ضمن جناح الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 49 في يناير 2018، حيث شهد المعرض باكورة مشاركات مجلس حكماء المسلمين في معارض الكتاب عبر العالم، وأدى نجاح التجربة والإقبال الكبير على مؤلفات المجلس من قبل زوار المعرض، لتشجيع المجلس على المضي قدما في تلك التجربة، لتجوب مؤلفاته معارض الكتاب في كل أرجاء العالم:


*معرض الدار البيضاء -المغرب: شارك مجلس حكماء المسلمين بجناح مميز في معرض الدار البيضاء بالمغرب، فبراير الماضي، حيث زار جناح المجلس معالي وزير الثقافة المغربى/ محمد الأعرج، واطلع على إصدارات المجلس، مبديا اهتمامه بتلك الإصدارات، وخاصة إصدارات الإمام الأكبر، كما رحب بمشاركة مجلس حكماء المسلمين في المعرض، والتى تأتي انطلاقا من حرص المجلس على تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وكسر حدَّة الاضطرابات والحروب التى سادت مجتمعات كثيرة من الأمَّة الإسلامية وتوحيد الجهود فى لمِّ شملها.


* معرض عمان -الأردن: شارك المجلس في فعاليات الدورة 18 لمعرض عمان الدولي للكتاب، وتفقدت السيدة/ بسمة النسور وزيرة الثقافة الأردنية، جناح المجلس، واستمعت لشرح حول دوره وجهوده في نشر السلام العالمي، ومد جسور الحوار بين الأديان، وأعربت الوزيرة الأردنية عن إعجابها الشديد بمشاركة المجلس وإصداراته المتميزة، موضحة أنها قرأت بالفعل بعض هذه الإصدارات، وأن الأردن والعالم العربي بحاجة إلى فكر المجلس وجهوده في نشر الوسطية والاعتدال.


* معرض موسكو- روسيا: شارك مجلس حكماء المسلمين في معرض موسكو للكتاب في الفترة بين ٤ - ٩ سبتمبر من عام 2018، حيث أجرت وسائل الإعلام الروسية عدة مقابلات إعلامية من داخل الجناح، مبرزة تصميمه الإسلامي، وما يتضمنه من مطبوعات تعكس الفهم الوسطي للإسلام وتعاليمه السمحة، التي تدعو للتعايش وتحث على الاندماج وقبول الآخر.


* معرض جاكرتا -إندونيسيا: عقب انتهاء فعاليات معرض موسكو للكتاب بثلاثة أيام، تواجدت مطبوعات مجلس حكماء المسلمين بقوة في العاصمة الإندونيسية للمشاركة في معرض جاكرتا الدولي للكتاب في الفترة بين ١٢ - ١٦ سبتمبر، وشهد جناح المعرض إقبالا كبيرا من رواده الذين أبدوا إعجابهم بتنوع المطبوعات وثراء محتواها.


* معرض فرانكفورت -ألمانيا: حظي جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب -المعرض الأهم في العالم في مجال النشر والتأليف-بإقبال كبير من رواد المعرض، وتفقد الجناح الدكتور/ طارق شوقى، وزير التربية والتعليم المصري، والسفير بدر عبد العاطى، سفير مصر فى ألمانيا، وأشادا بما تضمنه من مؤلفات تخاطب الشعب الألمانى بلغته، وتعبر بصدق عن القيم الإسلامية الأصيلة، التى تدعو للسلام والتسامح والحوار، وتفند ما تروجه الجماعات المتشددة من أفكار مغلوطة عن الإسلام وشريعته السمحاء. ولفت السفير المصرى إلى أن خطابات فضيلة الإمام الأكبر فى البرلمان الألمانى وجامعة مونستر والكنيسة الإنجيلية تركت أصداء شديدة الإيجابية فى المجتمع الألمانى، ولازال تأثيرها مستمرا حتى الآن، مشيدًا بوجود شاشة ضخمة داخل الجناح تَعرض باللغة الألمانية مقتطفات لمواقف الإمام الأكبر تجاه قضايا المرأة والمواطنة والحوار والتعايش.


* معرض الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة: يعد هذا المعرض أحد أهم معارض الكتاب على الصعيد الدولي، وقد شارك المجلس بجناح ضم نخبة من الإصدارات الفكرية والدينية المتميزة، وقد حظى الجناح بإقبال كثيف من قِبل زوار المعرض.


واختتم مجلس حكماء المسلمين مشاركاته في معارض الكتاب هذا العام، بجناح متميز في معرض جدة الدولي للكتاب، بالمملكة العربية السعودية، وقد جاءت هذه المساهمات الفكرية الفعالة في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بضرورة الانفتاح على مختلف الثقافات والأديان، وتبادل الآراء والأفكار مع النخب والمؤسسات الدينية والثقافية عبر العالم، والسعي لنشر الفكر الإسلامي الوسطي، وهو ما عكسه حرص المجلس على ترجمة مؤلفاته إلى عدة لغات، لكي لا يقتصر تأثيرها على الناطقين بالعربية فقط، ومن أبرز الإصدارات التي جرى عرضها خلال تلك المعارض: كتاب "الشرق والغرب.. نحو حوار حضاري إنساني" لفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وكتاب "المسلمون في مفترق الطرق" للدكتور محمود حمدي زقزوق، وكتاب "التفسير الواضح" لمحمد محمود حجازي، وكتاب "الحب في القرآن الكريم" للأمير غازي بن محمد بن طلال الهاشمي، وكتاب "نظرية الحرب في الإسلام" للشيخ محمد أبوزهرة، وكتاب "100 سؤال عن الإسلام" للشيخ محمد الغزالي، وكتاب "الإسلام.. عقيدة وشريعة" للإمام محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق.


"نصرة القدس"

بالإضافة لتلك المساهمة الفكرية المتميزة، واصل مجلس حكماء المسلمين شراكته الاستراتيجية مع الأزهر الشريف من خلال عدة فعاليات ومؤتمرات وندوات دولية، تستهدف توضيح تعاليم الإسلام السمحة ومَدِّ مزيد من جسور التواصل والحوار عبر العالم، فضلا عن الدفاع عن هموم الأمة وقضاياها، وهو ما تَجسد في مشاركة المجلس الفعالة في تنظيم "مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، الذي حظي بمشاركة ممثلين من 86 دولة، وأكثر من 800 صحفي وإعلامي من مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية، وقد اختتمت أعمال المؤتمر، الذي شهد مشاركة عربية ودولية رفيعة المستوى، بإصدار "إعلان الأزهر العالمي لنصرة القدس"، والذي شدد على أن "القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة والتي يجب العمل الجاد على إعلانها رسميًّا والاعتراف الدولي بها وقبول عضويتها الفاعلة في كافة المنظمات والهيئات الدولية"، مؤكدا "أن عروبةَ القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير وهي ثابتة تاريخيًّا منذ آلاف السنين، ولن تفلح محاولات الصهيونية العالمية في تزييف هذه الحقيقة أو محوها من التاريخ".


"منتدى شباب صناع السلام"

كما شارك المجلس في تنظيم "منتدى شباب صناع السلام"، الذي استضافته العاصمة البريطانية لندن في أبريل الماضي بالتعاون مع الأزهر الشريف وأسقفية كانتربري، وبمشاركة 25 شابًّا من أوروبا، قامت باختيارهم أسقفيَّة كانتربري بلندن، و25 شابًّا من العالم العربي، قام باختيارهم الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين من عدة دول عربية، مع الحرص على تنوع مشاربهم الدينية والتعليمية والثقافية، بما يعكس ثراء الشرق وتعدد جذوره الفكرية والثقافية. واستهدف المنتدى بناء فريق عالمي من الشباب الواعد الساعي للسلام، ومنحهم فرصة المشاركة في مبادرات وفعاليات يدعمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع أسقفية كانتربري، بحيث يتم تنفيذها من قبل هؤلاء الشباب وأقرانهم حول العالم من أجل بناء عالم أفضل يعيش فيه الجميع بخير وسلام.


وقد عقد مجلس حكماء المسلمين اجتماعا، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر عقب اختتام فعاليات "منتدى شباب صناع السلام"، حيث أشاد المجلس بالنتائج الإيجابية التي حققها المنتدى، وبما شهده من حوار واحتكاك مباشر بين شباب الشرق والغرب، مقررا المضي قدما في مثل هذه المبادرات، كما قرر المجلس مواصلة لقاءات الحوار مع مجلس الكنائس العالمي وجمعية سانت إيجيدو، واعتماد مجموعة من المشاركات الدولية في أفريقيا وآسيا، إضافة لبرنامج للتحرك في أفريقيا، والاستمرار في خطوات  تسجيل مجلس حكماء المسلمين كهيئة دولية معتمدة عالميًا، ليتمكن من القيام ببعض الأدوار التي تحقق الأهداف التي أُسِّس من أجلها.


"الندوة الدولية "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل"

كذلك سجل المجلس مساهمة بارزة في الندوة الدولية "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل"، والتي عقدت بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات، في الفترة (22-24) من أكتوبر 2018، بتنظيم مشترك من مجلس حكماء المسلمين والأزهر الشريف، وبمشاركة عددٍ من المفكِّرين والشخصيات العامة من أوروبا وآسيا، ونخبة من القيادات الدينية والسياسية والفكرية ورؤساء جمهوريات وحكومات سابقين من مختلف دول العالم. وبحثت الندوة، على مدار ثلاثة أيام، أهم القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، ومن أبرزها: "تطور العلاقة بين الإسلام والغرب" و"التوتر بين المسلمين وباقي الأوروبيين.. المواطنة هي الحل"، و"القومية والشعبية ومكانة الدين"، و"الديموغرافيا والأيديولوجيا والهجرة والمستقبل".


"قافلة سلام إلى كينيا"

وواصل مجلس حكماء المسلمين في 2018 إطلاق قوافل السلام، الذي أقره فضيلة الإمام الأكبر في عام 2015، حيث توجهت هذا العام قافلة إلى دولة كينيا، لتشكل القافلة الخامسة التي يرسلها المجلس لدولة إفريقية، حيث سبقتها قوافل لكل من: جنوب إفريقيا، وتشاد، وإفريقيا الوسطى، ونيجيريا. واستهدفت القافلة - التي باشرت أنشطتها بالعاصمة الكينية نيروبي ومدينتي مومباسا وماليندي الساحليتين-، نشر قيم التسامح وترسيخ ثقافة التعايش والسلام، وتحصين الشباب من الوقوع في براثن جماعات التطرف، وترسيخ الخطاب الديني الوسطي، وتحقيق التواصل مع المسلمين وغير المسلمين في كافة ربوع العالم.


"الرُميثي أمينا عاما للمجلس"

وفي أكتوبر الماضي، أصدر فضيلة الإمام الأكبر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، قراراً بتعيين د.سلطان فيصل الرميثي، أمينًا عامًّا جديدا للمجلس، خلفا للدكتور علي راشد النعيمي، الأمين العام السابق، الذي وجه له رئيس المجلس الشكر على ما بذله من جهد في تطوير عمل المجلس. ويتمتع الرميثي بمسيرة مهنية وفكرية، فهو أستاذ جامعي، وروائي، ومترجم أدبي، عمل في وظائف قيادية قرابة عشرين عاماً، كما حصل على الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة الإمارات العربية المتحدة. 


"رحيل سوار الذهب"

نعى مجلس حكماء المسلمين، في أكتوبر الماضي إلى الأمة الإسلامية والعالم، المشير عبد الرحمن سوار الذهب، رئيس السودان الأسبق، عضو مجلس حكماء المسلمين، الذى رحل عن عالمنا، عن عمر ناهز 83 عامًا، مشيدا بمواقفه التاريخية والوطنية، وانحيازه الدائم للإنسانية، وجهوده فى عمل الخير، وسعيه لنشر السلام، والتصدي للقتل وإسالة الدماء، وهو ما سيظل علامة مضيئة فى تاريخ الأمة الإسلامية والعالم.

    الاكثر قراءة