الأربعاء 26 يونيو 2024

الموجى الصغير يؤكد: الجمهور لم يضرب عبدالحليم بالطماطم..!

29-3-2017 | 14:20

حوار يكتبه: محمد رمضان

عدسة: إبراهيم بشير

 

«الصوت والإحساس».. توأمة فنية جمعت بين العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ والموسيقار محمد الموجى الذى لحن له ٩٠ أغنية ما بين رومانسية ودينية ووطنية.. سبعة وعشرون عاماً من التحدي.. عمر صداقتهما.. يقف فيها الموجى الصغير على أعتاب الماضى الجميل يجتر معنا ذكرياته مع «عمو حليم» كما اعتاد أن يناديه .. يرصد لنا من خلالها سنوات الشقاء والكفاح فى حياة الثنائى الغنائى والموسيقى «العندليب والموجي»..!

نافياً شائعة ضرب الجمهور لحليم فى بداياته «بالبيض والطماطم»..!

مستعرضاً جدعنة تحية كاريوكا معهما وتسليفها لهما خمسة جنيهات من أجل العودة إلى القاهرة بعد طرد متعهد الحفلات بالإسكندرية لهما..!

كانت دموع الحبيبين تغسل بواعث الخصام بينهما عند أول لقاء.. فلم يختلفا إلا ثلاث مرات طوال مشوارهما الفني.. كان العندليب حين يتصالح فيها مع الموجى يطلب من زوجته «أم أمين» أين تعد له وجبته الشهية «صنية التروللى». بل أنه كان يجلس معهما يقطف «الملوخية» وجبته المفضلة داخل بيت الموجي..!

فى هذا الحوار يكشف لنا الموجى الصغير عن زيارة الحاخام اليهودى لحليم فى المستشفى بباريس .. وقصة اختطاف العندليب لوالده وحبسه فى فندق «مينا هاوس» لمدة شهرين.. ولماذا حرص الموجى على الاحتفاظ بعود حليم رغم عرض أحد الأثرياء العرب شراءه بأربعمائة وخمسين ألف دولار؟!

أسرار وحكايات يرويها الموجى الصغير خلال السطور القادمة ليوضح لنا الصورة من قريب للوجه الآخر لأسطورة الغناء عبدالحليم حافظ فى ذكراه الأربعين..! وإليكم نص الحوار..!

• ما هى ملامح قصة كفاح ومعاناة الثنائى العندليب والموجى فى البدايات؟! وهل بالفعل تم ضربهما فى الإسكندرية بالبيض والطماطم فى أول لقاء لهما مع الجمهور كما أشيع؟!

- امتدت صداقة والدى والعندليب أو عمو حليم كما اعتدت أن أناديه لأكثر من سبعة وعشرين عاماً.. تبلورت فيها قصة كفاح طويلة بدأت باتفاقهما مع المعلم صديق متعهد حفلات بالإسكندرية على العمل لديه فى مسرح الشاطبى لتقديم فقرة غنائية يقدمان من خلالها أغانى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بصوت عبدالحليم وعزف الموجى على العود خلفه فى مقابل حصول كل منهما على أجر يومى جنيه واحد..!

وفى إحدى الليالى طلب بعض الجمهور من العندليب غناء أغانيه الخاصة مثل: «صافينى مرة وظالم ويا مواعدنى بكرة».. فإذا بالموجى يطلب من حليم غناء أغانيه فغنى حليم «صافينى مرة».. لكن الجمهور لم يتفاعل مع غنائه ولم تنجح الأغنية عند غنائه لها للمرة الأولي.. على الجانب الآخر اشتاط المعلم صديق داخل الكواليس غيظاً.. وأمسك طرف جلبابه بفمه متوعداً لهما وبعد انتهاء عبدالحليم من الغناء أمسك الموجى يده وجريا إلا أن المعلم صديق جرى وراءهما على المسرح فى مشهد أشبه بمشهد عمر الشريف وعادل هيكل فى فيلم «إشاعة حب» وقام بطردهما.. ولم يلق عليهما الجمهور البيض والطماطم مثلما أشيع لأنهما كانا غير معروفين وكانت فقرتهما تعد سد خانة فى حين كان يعمل فى هذا المسرح فى ذاك الوقت إسماعيل ياسين وكارم محمود وعبدالعزيز محمود وتحية كاريوكا نجوم هذه الفترة الزمنية فكيف يدخل الجمهور إلى هؤلاء النجوم بالبيض والطماطم هذا ما أكده لى والدى محمد الموجي.. إلا أن المعلم صديق طردهما من المسرح فى حين هددته تحية كاريوكا قائلة له: «لو العيال دى مشيت أنا همشى معاهم»..!

وبالفعل تركت تحية كاريوكا عملها مع المعلم صديق الذى أصر على طرد حليم والموجى من المسرح واصطحبت معها ثريا حلمى وتركوا له المسرح.. إلا أن عبدالحليم حافظ بكى أثناء سيره معهم على الكورنيش فقالت له تحية كاريوكا ولا يهمك يا حليم.. ووعدته بأنها سوف تصطحبه معها داخل أحد الكازينوهات فى الإسكندرية لكى ترقص على أغنية «صافينى مرة» حيث كانت تعمل به وبعد انتهائهم من هذه الفقرة سألتهما تحية كاريوكا عن موعد سفرهما إلى القاهرة فأجاباها بأنهما سيعودان إليها غداً فأعطت كلاً منهما خمسة جنيهات على سبيل السلف.. وبعد عودتهما إلى القاهرة ظلا يحييان حفلات أعياد الميلاد والأفراح لمدة سنة وبعد ذلك دخلا لجنة الاستماع بالإذاعة مرة أخرى.

• رغم أن علاقة الموجى بالعندليب كانت أشبه بعلاقة الصورة بالبرواز إلا أن هناك ثلاثة خلافات عكرت صفو هذه العلاقة فيما بينهما فما حقيقة ذلك؟!

- علاقة عائلتى العندليب والموجى كانت طيبة جداً حيث تربطهما علاقة حب قوية وبالفعل لم تتعرض علاقة العندليب والموجى إلا لثلاثة خلافات طوال حياتهما وكانا عندما يتصالحان تغمر الدموع عينيهما لدرجة أن الموجى فى مذكراته الخاصة وصف ذلك بأن الدموع كانت تغسل كل شئ بينه وبين عبدالحليم فهما حبيبان لا يفترقان وما كان يحدث بينهما من خلافات كانت بمثابة خلافات أخوية لم تصل إلى حد العداء.. وكان سبب أول خلاف بينهما عندما طلب الموجى رفع أجور الملحنين فى فيلم «يوم من عمري» حيث طلب الموجى زيادة أجره من ثلاثمائة جنيه إلى خمسمائة جنيه نظير تلحينه أغنية «بأمر الحب» إلا أن حليم اعترض على ذلك رغم موافقة المنتج صبحى فرحات زوج زبيدة ثروت والمخرج عاطف سالم إلا أن رفض حليم جاء بسبب عدم اتهام المنتج لهم بأنهم ماديون.. أو خشية حدوث غيرة ما بين الملحنين المشاركين فى تلحين بقية أغانى الفيلم إلا أن إصرار حليم على رفض طلب الموجى وموافقة المنتج والمخرج عليه تسبب فى تصعيد الموقف بينهما فزعل الموجى معلناً انسحابه من العمل وما أغضب الموجى أكثر أنه عرض على حليم تلحينه لمطلع أغنية «بأمر الحب» فقام العندليب بالاستعانة بالملحن منير مراد لكى يلحنها خلفا له وطلب منه أن يلحنها بنفس أسلوب الكوبليه دون أن يخبره بأن هذا اللحن خاص بالموجي.. فزعل الموجى لرفض حليم زيادة أجره ولأنه أعطى فكرة تلحين الأغنية لمنير مراد وبناء عليه قرر الموجى أنه لن يلحن لحليم لمدة ثلاث سنوات فى حين أن حليم بدأ يتجه إلى غناء الشعبيات بعد نجاح محمد رشدى فبدأ الاستعانة ببليغ حمدى لكى يكسب قاعدة جماهيرية جديدة ويغيظ فى الوقت نفسه الموجى الذى قدم هو الآخر مساحته الغنائية عدة أصوات منها كمال حسنى ومحرم فؤاد وماهر العطار وهانى شاكر.. فكانت هذه المنافسة أشبه بينهما وكانت فى صالح الجمهور الذى استمتع بأغانى عبدالحليم وبالأصوات التى قدمها الموجى داخل الساحة والوسط الغنائي.

أما الخلاف الثانى فقد تسبب فى إصابة الموجى يفقدانه النطق لمدة ثلاثة أيام بسبب غناء حليم لأغنية «كامل الأوصاف» حيث كان الموجى قد اتفق مع العندليب على غنائه لها بشكل «الموشح» لأن الموجى كان حريصاً على أن يمد صديق عمره حليم بالقوالب الغنائية المختلفة لكى يكون متجدداً باستمرار إلا أن حليم لم يلتزم بذلك وغنى الأغنية بشكل عادى ولم يغنها مثل الموال مما أغضب الموجى وترتب على ذلك فقدانه النطق قائلاً: بأنه رأى ابنه « لحنه» يموت أمام عينيه..! وتم الصلح بينهما بعد ذلك وقدما أغنية «أحضان الحبايب» بعد أن شعر عبدالحليم بأنه قد استنزف اللون الغنائى الذى قدمه مع بليغ من خلال أغنية «جانا الهوي» وفى الوقت نفسه كان الموجى قد اكتشف «هانى شاكر» مما استوقف عبدالحليم فتصالحا.

أما الخلاف الثالث فكان بسبب شائعة مغرضة كان بطلها حاخام يهودى اصطحبه بليغ حمدى إلى عبدالحليم داخل المستشفى التى يعالج بها فى باريس .. حيث ادعى هذا العراف بأن زوجة أحد أصدقائه وتدعى «أم أمين» قد عملت «عمل» لعبدالحليم بأنه يظل مريضاً طوال حياته وأنه لا يتعامل مع ملحنين غير الموجى وأنه يضع تحت مخدته مصحفا وأن ستائر بيته زرقاء.. وأنها تحسده على ما وصل إليه.. وكان معهم فى باريس أنيس منصور ولكنه لم يحضر هذا اللقاء ما بين الحاخام والعندليب وبليغ.. فوجد بحسه الصحفى سبقاً فنشره فى حلقات فى مجلة «آخر ساعة».. فانتشرت هذه الشائعة على مستوى العالم العربي.. علما بأن أم أمين من المستحيل أن تفعل ما ادعاه عليها الحاخام بأنها تؤذى عبدالحليم الذى كانت تعتبره بمثابة ابنها وتعرضت أسرتنا إلى هجوم شرس من كل العالم العربى وانهالت علينا الشتائم من خلال المكالمات التليفونية.. لدرجة أن هذه الشتائم أصبحت تطارد والدتى فى كل مكان تذهب إليه خاصة أنها لم تكن معروفة فعندما كانت تذهب إلى الكوافير كانت تسمع السيدات هناك يدعون عليها دون أن يعلموا أنها هى المذكورة.. وعند عودتها إلى المنزل طلبت منى الذهاب معها إلى عبدالحليم فجمعت له كل الجرائد والمجلات وفوجئنا بأن عبدالحليم تظاهر بأنه لا يعلم شيئاً عن هذا الموضوع وأنه فوجئ بما تقوله أم أمين له.. حفاظاً منه على العشرة ومساحة الود بيننا وبينه وحتى لا يغضبها أكثر من ذلك وقال لها بأن أنيس منصور وبليغ حمدى هما اللذان فعلاً ذلك حيث زارا هذا الحاخام وطلبا منه قراءة الطالع لى ولكن أنيس لم يحضر هذه المقابلة داخل المستشفى وأنه على استعداد بأنه يشهد بذلك فى حالة رفعها دعوى قضائية داخل المحكمة فقالت له أم أمين «إنت ابنى ما تهونش على أدخلك محكمة» لأن علاقة حليم بنا لم تكن علاقة مطرب بملحن ولكنها كانت علاقة صداقة يغلب عليها الطابع الإنسانى فحليم كان يهوى تقطيف الملوخية مع والدى ووالدتى فى بداياته وكان يأكل معنا التروللى على الطبلية داخل منزلنا.. وقالت له أم أمين كلمة ضعها حلقة فى أذنك ياحليم «خاف من العين اللى دخلت عليك وأنت مشهور مش من العين اللى عملتك»..!

لأن كل اللى أنت فيه أنا والموجى السبب فيه»!

وتصالح بعد ذلك الموجى وحليم أثناء وجودهما بالمغرب.. حيث كان يقيم كل منهما فى فندق مجاور للآخر .. وزار عازف الكمان أحمد الحفناوى والدى داخل الفندق واستمع منه للحنين هما «رسالة من تحت الماء» و«يامالكا قلبى» .. وأعجب بهما وأثنى عليهما.. ثم ذهب إلى مجدى العمروسى الذى كان يقيم مع العندليب وأخبره بأن الموجى لديه لحنان هيكسروا الدنيا «ولو مغناهمش حليم هيفوته نص عمره» .. ففكر العمروسى فى عمل خدعة لكى يوافق عبدالحليم على الذهاب إلى الموجى فى الفندق المجاور لهما.. فأبلغ العندليب بأن الموجى مريض فإذا به يقلق على الموجى ويطلب من العمروسى الذهاب إليه على الفور لإحضار طبيب له.. وبالفعل ذهبا إلى الموجى ولكن العمروسى سبقه بخطوتين وقال «للموجى ألف سلامة عليك يامحمد وغمزه» .. فالموجى فهم وتعانق مع عبدالحليم ونسى خصامه مع حليم الذى قال له سلامتك ياحبيبى .. ثم أبلغه بأنه سمع أنه لحن أغنية جديدة فأجابه بأنها «رسالة من تحت الماء» فطلب حليم أن يستمع إليها ثم سأله لو كان عنده أى أغنية أخرى قد فرغ من تلحينها فأسمعه لحن «يامالكا قلبى»ثم سأله عبدالحليم من سيغنى هاتين الأغنيتين فأجابه الموجى قائلا «أنا» .. فرد حليم عليه ورحمة أمى «ماانت قايل حاجة أنا اللى هغنى الاثنين»!

واتفقا على العودة إلى القاهرة لكى يبدأوا البروفات!

• كيف تشكلت علاقتك بالعندليب الأسمر؟! وهل هو بالفعل من أطلق عليك اسم الموجى الصغير؟!

- عبدالحليم شهد ولادتى لأننى من مواليد سنة ١٩٥١ .. وكان يجلس معى منذ طفولتى فكنت أعتبره أحد أقاربنا كعم أو خال .. وبدأت أعى نجوميته بعد أن بلغت عشر سنوات حيث قام ببطولة فيلم «حكاية حب» واشتد هذا الشعور معى إلى أن كبرت لدرجة أننى كنت أناديه «بعمو حليم» ولم تجعلنى شهرته أشعر برهبة أثناء تعاملى معه لأننى كنت أعتبره فيما بعد بمثابة أب أو أخ كبير لى ..! ومن أكثر أغانيه التى أحبها كانت أغنية «نار حبيبى نار» وعندما التحقت بكلية التربية الموسيقية بالزمالك كنت أناقشه فى بعض أغانيه مثل «جبار» وقارئة الفنجان لدرجة أننى عدلت كلمة فيها حيث كتب نزار قبانى «فمها مرسوم كالعنقود.. ضحكتها موسيقى وورود» فقلت لوالدى استبدل كلمة موسيقى بكلمة «أنغام»وعرضها على عبدالحليم قائلا له «الواد موجى غير لك كلمة فى القصيدة فقال له بدل ماهتقول ضحكتها موسيقى وورود هتقول «أنغام وورود» ! .

فرد عليه عبدالحليم قائلاً : «الواد الموجى عنده حق فعلا» ..!

فى ذلك الوقت كنت قد اكتشفت «على الحجار» واستضافنا سمير صبرى فى برنامجه «النادى الدولى» وشاهد هذه الحلقة عبدالحليم .. وفى إحدى المرات التى كنت أتردد فيها على منزله حيث كنت أخرج من كليتى بالزمالك فأذهب إليه.. وفى أثناء استراحته من البروفة نادانى وأشاد بى وبعلى الحجار .. و»سألنى أنت ناوى تسمى نفسك إيه» .. فقلت له الموجى محمد الموجى .. !

فقال لى «ماينفعش لأن اسم أبوك كبير هيكلك»..!

وسوف يحدث لبس لدى الجمهور لأنه سيعتقد بأن محمد الموجى هو صاحب هذه الأعمال .. فضلا عن اسمك بهذا الشكل سيكون طويلاً.. فقال لى إنه من كثرة حبه لى فإنه سيمنحنى اسمه لكى يصبح اسمى «الموجى عبدالحليم» فقلت له المشكلة ستكون أكبر . لأنه بهذا الشكل سيجمع اسمى ما بين العملاقين عبدالحليم والموجى .. فضحك قائلا «طب إيه رأيك» هناك الأخطل الصغير ونجاة الصغيرة .. فأطلق علىّ اسم «الموجى الصغير» حتى لا يربط الجمهور بينى وبين اسم محمد الموجى وأن اسم الموجى الصغير سوف يميزنى ما بين أبناء جيلى .. فحافظ عليه ولا تغيره وفى الحوار نفسه طلب منى أن أحضر له شريطاً عليه بعض ألحانى لكى يسمعه .. قائلا «عايز أشوفك بتعمل إيه .. بتهبب إيه»..! لكى أنصحك وأقول لك رأيى .. فقلت له «يعنى هتغنى لى» .. فأجابنى بأنه «لو عجبتنى حاجة سأغنيها !

وعندما سافر فى رحلة العلاج إلى لندن كنا على اتصال دائم به يومياً أنا وبابا وأخواتى وعندما يأتى علىّ الدور فى محادثته تليفونياً وجدته مصراً على الاستماع إلى ألحانى فقلت له ألحانى بالنسبة لك «نكش فراخ» .. وعندما زاره أخى أمين فى المستشفى بلندن تحدث معه عبدالحليم فى موضوع الشريط فوجدت أمين يطلب منى أن أرسل إليه شريطاً لكى يسمعه عبدالحليم وبالفعل أرسلت إليه الشريط وكان به لحنان ووعدنى بعد عودته إلى القاهرة بأنه سوف تجمعنى به جلسة فنية وأشاد بألحانى ولكنه رأى أن مشكلتى فى الكلمات لكنه أعجب بأفكارى الموسيقية وبنائى اللحنى .. ولكن القدر لم يمهلنى فرصة لقائه مرة أخرى حيث إنه عاد إلى الوطن بعد أن فارق الحياة .. رغم أنه كان يستعد لغناء أغنية «من غير ليه» لكن القدر لم يمنحه الفرصة لذلك .

• ماهى قصة احتفاظ والدك بعود عبدالحليم؟! وما صحة ما تردد بأن أحد الأثرياء العرب عرض على الموسيقار محمد الموجى شراءه ؟!

- بعد وفاة عبدالحليم طلب والدى من الحاجة علية شبانة أن يحتفظ بهذا العود لديه لأنه بمثابة شاهد عيان على نجاحاته مع العندليب خلال العشر السنوات الأخيرة من حياة العندليب حيث كان يلحن عليه الموجى كل أغانى الفترة الممتدة منذ عام ٦٦ إلى ١٩٧٦ فى منزل عبدالحليم وقدما عليه ألحان العديد من الأغانى مثل «أحضان الحبايب وحبيبها لست وحدك، كامل الأوصاف، رسالة من تحت الماء ، قارئة الفنجان» وغيرها من أغان فأعطت الحاجة عليه شبانة والدى عود عبدالحليم قائلة له «مافيش حد أغلى منك يأخذ هذا العود» .

فهو ليس عوداً عادياً ولكنه يعد بمثابة سجل لذكرياتها مع كل أغنية واحتفظ والدى به فى مكتبه الخاص.. وقد عرض عليه أحد الأثرياء العرب شراءه بمبلغ أربعمائة وخمسين ألف دولار إلا أن الموجى رفض ذلك قائلا له «إنت عايزنى أبيع لك عبدالحليم ؟! إزاى؟! .. !

مما جعل هذا الذى يتساءل معقولة فيه صداقة ووفاء بهذا الشكل؟!

قام الموجى بعد ذلك بكتابة اسمه على العود لكى يجمع هذا العود ما بين عبدالحليم واسم الموجى !

• هل معايشة الموجى لكلمات أغانى عبدالحليم مثل «رسالة من تحت الماء» وقارئة الفنجان لمدة ثلاث سنوات كانت سبب نجاحهما؟!

ـ بالفعل لعبت معايشة الموجى لكلمات أغانى العندليب دوراً كبيرا فى إيجاده نغمات تعبر عن عمق هذه الكلمات فاستغرق تلحينه لرسالة تحت الماء وقارئة الفنجان فترة طويلة قرابة نحو ثلاث سنوات ولكنه كان يقدم أغانى أخرى بجانب تلحينه لها فهو لم يتفرغ لتلحينها فقط حيث كان يقرأ الكلمات وعندما يجد النغمة المناسبة لكل منها فإنه يقوم بتدوينها وقد بدأ «برسالة من تحت الماء» وعندما انتهى منها شرع فى تلحين «قارئة الفنجان»حيث حبسه حليم فى فندق «مينا هاوس»لمدة شهرين لكى ينتهى من تلحينها وتكفل العندليب بنفقات إقامته فى الفندق ونفقات أسرتنا فى المنزل.

وكان الموجى دائماً يبحث عن الجمل اللحنية الجديدة التى تعبر عن إحساس عبدالحليم وعمق المعنى .

وقد لحن مثلا أغنية «جبار» فى «يوم وليلة».. وأقل أغنية استغرق فى لحنها ربع ساعة كانت «أحضان الحبايب» داخل منزل عبدالحليم بعد انتهاء الأبنودى من كتابتها هناك .. وقد لحن أغنية «حبك نار»فى ثمانية أشهر .. وعندما شرع حليم فى تقديم الأدعية الدينية داخل الإذاعة المصرية كان الموجى يلحنها له داخل الاستديو ويقوم حليم بتسجيلها وكان من المفروض أن العندليب يغنى ٣٠ دعاء خلال شهر رمضان إلا أن ظروفه الصحية لم تمكنه إلا من تسجيل أحد عشر دعاء دينياً وقام الموجى باستكمال بقية الأدعية بصوته..! فى حين أن العلاقة توترت بين حليم وبليغ حمدى لأن الأطباء نصحوا حليم بغناء أغنية واحدة فقط علماً بأن عبدالوهاب كان لحن له أغنية «نبتدى منين الحكاية» وكان الموجى قد فرغ من تلحين «قارئة الفنجان»إلا أن عبدالوهاب والموجى نصحا عبدالحليم باختيار الأغنية التى يحب أن يغنيها فى حين أن بليغ حمدى كان يصر على غناء عبدالحليم لأغنية «هو اللى اختار» التى غناها فيما بعد هانى شاكر لرفض عبدالحليم غناءها نظرا لظروفه الصحية وهذا تسبب فى زعل عبدالحليم من بليغ