أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الاربعاء، تفعيل (المادة 50) من معاهدة لشبونة لإطلاق مفاوضات انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي رسميًا.
وأكدت ماي في خطاب أمام نواب مجلس العموم أن السفير البريطاني في بروكسل تيم بارو سلَّم اليوم رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك خطابًا رسميًا من الحكومة البريطانية يعلن بدء الخطوات الإجرائية لتفعيل الانسحاب بعد تسعة أشهر من تنظيم الاستفتاء.
واعتبرت أن "اليوم يمثل لحظة تاريخية مهمة في تاريخ المملكة المتحدة وهي تستعد للانسحاب من المعاهدات الأوروبية والاتجاه نحو تحقيق طموحاتها بمفردها"، معتبرة أن تفعيل (المادة 50) يمثل "تنفيذًا فعليًا لخيارات الشعب البريطاني".
وأكدت ماي أن "بريطانيا تتجه لتحقيق مستقبل أفضل وفق رؤية واضحة تهدف لجعلها أقوى وأكثر جاذبية للكفاءات والاستثمارات الخارجية بما يضمن مستقبل الأجيال القادمة".
وذكرت أن الانسحاب يعني استعادة كل الصلاحيات والقوانين والأحكام القضائية من مؤسسات الاتحاد الأوروبي،موضحة أن حكومتها ستسعى جاهدة لإبرام اتفاقيات للتجارة الحرة مع حلفائها وأصدقائها خارج أوروبا.
وأكدت ماي أن انسحاب المملكة المتحدة "لن يكون بأي شكل من الأشكال هروبا من مسؤولياتها تجاه أمن شركائها الأوروبيين ودفاعهم المشترك لا سيما في ظل حالة عدم الاستقرار العالمي والتهديدات الإرهابية المستمرة".
وقالت إن المفاوضات المقبلة ستبحث تحقيق أفضل اتفاق شامل بين لندن والاتحاد الأوروبي ويعكس تعاونًا أكبر في جميع المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والعلمية، معتبرة أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس خروجا من أوروبا".
ودعت ماي المسؤولين الأوروبيين إلى العمل على تحقيق أفضل اتفاق ممكن يحفظ مصالح الطرفين.. مضيفة أنها ترغب في ضمان حقوق الأوروبيين المقيمين في بريطانيا والبريطانيين في دول الاتحاد في أقرب فرصة ممكنة ومع أولى جلسات المفاوضات.
وكان وزير الخزانة البريطاني فيليب هاموند أكد في وقت سابق اليوم الأربعاء أنه يتعين على بلاده تقديم بعض التنازلات خلال المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي من أجل تحقيق أفضل اتفاق يضمن مصالح ومستقبل الطرفين.