الإثنين 13 مايو 2024

جولة بومبيو الشرق أوسطية.. رسائل طمأنة لحلفاء واشنطن وحشد ضد إيران

8-1-2019 | 13:48

يبدأ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اليوم الثلاثاء، جولة شرق أوسطية موسعة تستغرق أسبوعا، وتشمل الأردن ومصر إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي الست، وتعد ثاني جولة موسعة للوزير الأمريكي في المنطقة منذ توليه مهام منصبه خلفا لوزيرالخارجية السابق ريكس تيلرسون حيث كان بومبيو قد قام بجولته الأولى في نهاية شهر أبريل وبداية مايو الماضيين.

وتشمل جولة بومبيو، التي يستهلها بزيارة الأردن أيضا، كلا من مصر والبحرين وقطر والإمارات العربية والسعودية وسلطنة عمان ويختتمها بزيارة الكويت حيث يبحث مع قادة ومسئولي هذه الدول العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية ومحاربة الإرهاب.. وذلك حسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الأمريكية. 

وتأتي جولة وزير الخارجية الأمريكي في ظل ما وصفه بعض المراقبين بحالة التخبط والارتباك داخل الإدارة الامريكية تجاه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ، لاسيما بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب المفاجئء عن سحب القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.

وتسبب هذا القرار في حالة من الجدل داخل الأوساط السياسية والعسكرية الأمريكية كما آثار الكثير من التساؤلات على الساحة الإقليمية وخصوصا لدى حلفاء واشنطن بشأن موققها من قضايا وملفات المنطقة وعلى رأسها الملف السوري.

ومن هنا لا يمكن النظر إلى جولة بومبيو في المنطقة بمعزل عن قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا وما خلفه من مخاوف تجاه الدور الأمريكي في المنطقة ، إذ يرى كثير من المحللين والمختصين في الشأن الأمريكي أن الهدف من إيفاد ترامب لوزير خارجيته إلى الشرق الأوسط في هذه الجولة الموسعة، هي محاولة طمأنة حلفاء بالتزام الولايات المتحدة بالدفاع عن مصالح هولاء الحلفاء وعدم ترك الساحة الإقليمية لإيران وروسيا.

ولعل التراجع الأمريكي غير المعلن عن الانسحاب، من خلال الحديث عن سحب متدرج ومنظم للقوات الأمريكية المنتشرة في منطقة الحدود السورية التركية والبالغ قوامها نحو ألفي جندي كان محاولة من جانب واشنطن لاحتواء التداعيات السلبية التي خلفها قرار ترامب، سواء داخل الولايات المتحدة أو لدى حلفائها وأصدقائها في أوربا المنطقة خصوصا في ظل الشكوك بشأن ما إذا كان قد تم القضاء على خطر تنظيم داعش تماما كما قال الرئيس الأمريكي.

وعشية وصوله إلى المنطقة.. جدد وزير الخارجية الأمريكي التزام بلاده بالتصدي لتنظيم داعش ومواجهة أنشطة إيران في منطقة الشرق الأوسط، قائلا: إن جولته في المنطقة تهدف "لإرسال رسالة واضحة إلى أصدقائنا وشركائنا مفادها أن الولايات المتحدة ملتزمة بالمنطقة، ملتزمة بهزيمة داعش، وملتزمة بمواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار". 

ونفى بومبيو حدوث أي تغيير في الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة سواء ما يخص الحرب على داعش أو مواجهة إيران.. قائلا: "إن سحب الولايات المتحدة لقواتها من سوريا ليس سوى تغيير تكتيكي في محاربتها لتنظيم داعش ونفوذ إيران الإقليمي".. مشددا على أن الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة لم تتغير قيد أنملة وأن هذا ما سيؤكده بنفسه لحلفاء واشنطن وشركائها في الشرق الأوسط خلال الجولة.

وحملت تصريحات الوزير الأمريكي رسالة قوية لحلفاء واشنطن بأن التصدي لإيران وطموحاتها في المنطقة سيكون أحد أبرز الملفات على جدول أعمال مباحثاته خلال الجولة، حيث يسعى الوزير الأمريكي كما قال، لإعادة إحياء جهود واشنطن لتشكيل تحالف يضم الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة في ضد إيران التي اعتبر أنها تشكل الخطر الأكبر على استقرار المنطقة.

وخلال زيارته للقاهرة ، التي تعد المحطة الثانية ضمن جولته الإقليمية ، سيلقي وزير الخارجية الأمريكي خطابا مهما ينتظر أن يستعرض خلاله مواقف واستراتيجية واشنطن تجاه قضايا وملفات الشرق الأوسط.

ووفقا للخارجية الأمريكية فإن بومبيو سيؤكد في هذا الخطاب التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن مصالح حلفائها وأنها لن تترك المنطقة في مسعى لتبديد هواجس الحلفاء ، وسيشدد على التزام الولايات المتحدة بالسلام والازدهار والاستقرار والامن في الشرق الأوسط.

وتهدف جولة بومبيو ، التي تشمل كل العواصم الخلجيية الست ، إلى إنعاش جهود المصالحة الخليجية من خلال التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي والعمل على تجاوز الأزمة الخليجية بهدف التفرغ لمواجهة الدور الإيراني.

ومن المنتظر أن تركز المباحثات على الملفين السوري والإيراني بجانب تطورات الأوضاع في اليمن وسبل التوصل لتسوية نهائية تضمن عودة السلام والاستقرار إلى البلاد وذلك في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها خلال المؤتمر الذي عقد في السويد مؤخرا وجمع بين طرفي الأزمة اليمنية برعاية الامم المتحدة.

وحسب المصادر الأمريكية فإن بومبيو سيؤكد خلال مباحثاته مع الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية أهمية تعزيز وضمان وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة بين المتمردين الحوثيين وقوات الحكومة اليمنية الشرعية ؛ بما يتيح السماح بدخول المساعدات الانسانية للمدنيين اليمنيين والعمل على وقف الحرب في مختلف مناطق اليمن.