كتبت : إيمان العمري
أجيال ولدت بعد رحيله وأصبحت فى مرحلة الشباب، وبالرغم من أنهم لم يعاصروه إلا أنه أسر قلوبهم بصوته الساحر وإحساسه الصادق.. العندليب عبدالحليم حافظ الذى لا تزال اغنياته رغم مرور أربعين عاما على رحيله حاضرة فى قلوب الشباب يحرصون علىالاستماع إليها ومشاهدة أفلامه لما تحمله من صدق فى المشاعر وروعة فى الأداء.
فماذا يقول الأصدقاء عن حليم وأغانيه التى تعبر عن مشاعرهم المختلفة وتشاركهم جميع لحظاتهم، أفراحهم وأحزانهم، ثوراتهم وحروبهم، حبهم وفراقهم ؟
فى البداية تقول سناء أحمد، طالبة : " عبد الحليم مرتبط عندي بالنجاح، فقد سمعت أغنية " الناجح يرفع أيده " مرة قبل أن أرى نتيجة الامتحانات ووقتها كنت من الناجحين، ومنذ ذلك وأنا أستبشر خيرا بتلك الأغنية، كما أننى أحب الاستماع إلى العديد من أغانيه مثل" أهواك، وصدفة " فهى تتماشى دائماً مع حالتى النفسية سواء كنت سعيدة أو حزينة".
"ترتبط أغاني حليم عندي بالفرح".. بهذه العبارة تبدأ كلامها سارة أحمد، طالبة جامعية وتذكر أنها تحب سماع حليم عندما تشعر بالسعادة فأعماله تبعث البهجة مثل"خايف مرة أحب، وسواح" وغيرها من الأغنيات الخفيفة التي تناسب كل الأجيال.
أما ندى محمد فترى أن أعمال حليم تشكل حالة وجدانية تأخذ المستمع بعيدا ليعيش لحظات من السكون يشعر خلالها بالسكينة والهدوء والصفاء يستمتع بصوته الحالم الجميل.
أعز الناس
لا ترتبط أغاني حليم بما نشعر به فقط بل أحيانا تذكرنا بأشخاص نحبهم، وهذا حال الإعلامية جهاد حجازي حيث تقول: أحب أعمال حليم جدا لكن لأغنية أعز الناس مكانة خاصة عندى، فعندما أسمعها ترتسم صورة أختي أمامي، فهي فعلا أعز الناس لدي، وأعتبر هذه الأغنية كما لو كانت قد كتبت لها.
أما نوران أحمد محمود - 26 سنة - موظفة خدمة عملاء وائتمان في أحد البنوك، فترجع حبها لأغانى عبد الحليم إلى عزوبة صوته، وإحساسه العالى بكل ما يغنى، مشيرة إلى أنها تحب"قارئة الفنجان" لأن فيها قصة جميلة.
بينما تفضل منة ماجد، مهندسة ديكور مشاهدة أفلام العندليب أكثر من الاستماع إلى أغانيه، مؤكدة جمال صوت وروعة أغانيه، وترى أن أعماله السينمائية أكثر من رائعة مثل فيلم"معبودة الجماهير، ويوم من عمري".
بلاش عتاب
هذا عن رأي الشباب الذين يستمعون لحليم لكن ماذا عن رأى من يغنون أعماله؟
تقول سمر وهبي -25 سنة - مطربة : "عبد الحليم حالة خاصة جدا، فصوته ساحر، لذا فهو ما يزال يؤثر فينا حتى الآن رغم أننا لم نعاصره، لكن نحب أن نستمع لأعماله، فلا يوجد شاب إلا وارتبط بأغنية الناجح يرفع إيده، وكانت بالنسبة له فأل خير.
وتابعت: أحب أغلب أعماله خاصة ذات الطابع الدرامي والأعمال الوطنية، وقد غنيت له"أول مرة تحب يا قلبي" لأنها عمل خفيف وجميل كما قدمت"لا تلومني" فهى أغنية متميزة، وأتمنى أن أغني "بلاش العتاب".
الصدق
أما عازفة الفلوت والناقدة الفنية د. رانيا يحيي فتقول: تميز عبد الحليم بالصدق في الإحساس والتعبير ما جعل أعماله تعيش وتصل إلى أجيال عديدة، لأن ما خرج من القلب وصل إلى القلب، فحليم عندما كان يستشعر الكلمات سواء كان العمل الذي يقدمه يصف مشاعر حب أو يتحدث عن الوطن، حتى الأغاني الدينية كلها كان يعبرعنها بأحاسيس عميقة وصادقة، بالإضافة إلى جمال صوته وهو ما يختلف عما نسمعه الآن، فقد اختفى الإبداع والجمال من معظم الأعمال المطروحة على الساحة الغنائية.
وتشير د. رانيا إلى أن الملحنين والشعراء الذين عمل معهم كان لديهم قدر كبير من الإبداع، فقد كانت منظومة متكاملة جعلته يعيش بيننا حتى الآن رغم مرور 40 عاما على رحيله، لذا عندما أعزف أغاني عبد الحليم في الحفلات أجد الناس منصتين ومستمتعين بها ما يدل على أن الأغاني عايشة في وجداننا، وأعتقد أن عبد الحليم سيبقى بيننا دائما.