احتفلت اليوم أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ومكتب
اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية ومقره القاهرة، بإطلاق النسخة العربية من
تقرير اليونسكو للعلوم حتى عام ٢٠٣٠.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إصدار تقرير اليونسكو
للعلوم باللغة العربية، حيث قامت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالتعاون مع منظمة
اليونسكو بإعداد الترجمة العربية للتقرير والذي يعد التقرير الخامس من نوعه والذي تصدره
منظمة اليونسكو بصورة دورية منذ عام ٢٠١٠.
ويقدم التقرير والذي يقع فيما يزيد عن سبعمائة صفحة، صورة
شاملة ومتكاملة لواقع منظومة العلوم حول العالم، ويشمل ذلك القدرة على الابتكار ومؤشراته،
القابلية للحركة والتنقل، والقضايا المتعلقة بالبيانات الضخمة، ويشير التقرير إلى أهم
المؤثرات على سياسة العلم والتكنولوجيا والابتكار وعلى حوكمة العلوم.
ويوضح التقرير الاتجاهات العالمية في الإنفاق على البحث والتطوير
وكذلك الاتجاهات العالمية المتعلقة بالموارد البشرية، بالاضافة إلى بعض القضايا الشائكة
مثل الإشكالات الشائعة في كثير من الدول، كتلك التي تحاول إيجاد توازن بين الالتزام
المحلي والدولي في مجال البحوث، أو بين العلوم الأساسية والتطبيقية، وخلق المعرفة الجديدة
والمعرفة القابلة للتسويق أو العلم من أجل الصالح العام مقابل العلم من أجل أغراض تجارية
وغيرها من الإشكاليات، ويستعرض التقرير بالتفصيل لمؤشرات العلوم والتكنولوجيا حول دول
العالم بما في ذلك دول المنطقة العربية.
ومن جانبه أشار الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي
والتكنولوجيا أنه لإيمان الأكاديمية العميق بأهمية هذا الأمر، أخذت على عاتقها ترجمة
تقرير اليونسكو للعلوم حتى 2030، حيث قام فريق من المترجمين المتخصصين بالعلاقات العلمية
بالأكاديمية بعملية ترجمة التقرير بالإضافة إلى المراجعة اللغوية والإخراجية، وقام
فريق آخر من المتخصصين بالشبكة القومية للمعلومات بتنفيذ التصميم الاخراجي للتقرير،
ولم تؤل الأكاديمية جهداً في متابعة عملية الطباعة حتى تخرج النسخة العربية في أبهى
صورة.
كما أشار إلى أهمية
مثل هذه التقارير والتي تتناول مؤشرات العلوم والتكنولوجيا والابتكار ودورها في رسم
السياسات المستقبلية، موضحا الدور الذي يلعبه المرصد المصري للعلوم والتكنولوجيا والابتكار
بالأكاديمية في متابعة ورصد هذه المؤشرات، حيث قامت الأكاديمية بترجمة التقرير للعربية
وذلك سعياً منها لتدعيم دورها الريادي في نشر ثقافة العلوم والتكنولوجيا على المستويين
المحلى والدولي ودعم اللغة العربية في المحافل العلمية المحلية والدولية، ويأتي ذلك
في إطار بروتوكول التعاون الموقع بين الجانبين.
وقال الدكتور غيث فريز، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم
للدول العربية، بأن هذا التقرير يعد متفرداً في توفير مثل تلك الرؤية الواضحة للمشهد
العلمي العالمي، حيث يعد إصدار تقرير اليونسكو للعلوم، حتى 2030 باللغة العربية ضمن
أحد أهم الإنجازات التي قامت بها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في جمهورية مصر
العربية.
وتقدم فريز، بالشكر لمصر على هذا الجهد الكبير والكفاءة العالية
متمثله في أكاديمية البحث العلمي، ومترجميها على إعداد النسخة العربية
لتقرير اليونسكو للعلوم نحو 2030 وإتمامه بصورة مشرفة، بالاضافة إلى الدور الكبير لبرنامج الأمير
سلطان بن عبد العزيز لدعم اللغة العربية في اليونسكو لدعم المراجعة اللغوية النهائية
للتقرير العربي.
وأكد على أن هذا الجهد البارز سوف يساهم في مدارسة الموقف
العربي وإجراء عملية عصف ذهني مع خبراء المنطقة في محاولة لبناء رؤية إقليمية للوصول
إلى خطة عمل عملية تتسم بالمرونة المطلوبة لتقديمها كمقترح للدول والحكومات في المنطقة،
وكذلك لتدارك الوضع المعرفي من خلال بناء المنظومات المطلوبة لبناء مجتمعات المعرفة
التي نصبو إليها، وللخروج بقطاع العلوم والابتكار في مصر والمنطقة العربية نحو فضاء
أرحب يشتمل على كل العوامل الأساسية والمطلوبة لتلعب المعرفة دورها الأساسي المأمول
في تحقيق التنمية الإنسانية المستدامة واقتصاد المعرفة.