أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، عمق علاقات الصداقة
بين تونس وروسيا ما يشكل رافدا للارتقاء بالتعاون المشترك وتطوير العلاقات الاقتصادية
في مختلف المجالات.
وأوضح الرئيس التونسي - خلال استقباله اليوم السبت، بقصر
قرطاج، وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف - أن بلاده تعتبر تحقيق الاستقرار في ليبيا
عاملا حيويا لضمان أمن واستقرار منطقة شمال إفريقيا والبحر المتوسط، مشيرا إلى أن تونس
تهدف من خلال المبادرة الرئاسية إلى حث الأشقاء الليبيين على مواصلة الحوار من أجل
التوصل إلى تسوية سياسية شاملة ودائمة تضمن تحقيق الاستقرار والتفرغ لإعمار ليبيا.
وأشار إلى حرص بلاده أيضا على الحفاظ وحدة سوريا وعلى خروجها
من أزمتها في أقرب وقت من خلال تسوية سياسية شاملة تضمن للشعب السوري الشقيق أمنه واستقراره،
موضحا أن عودة هذا البلد الشقيق إلى جامعة الدول العربية تقتضي قرارا توافقيا من المجموعة
العربيّة.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الروسي عن تقدير موسكو للتجربة
الديمقراطية الرائدة لتونس، مشيرا إلى دورها المحوري في ضمان أمن واستقرار المنطقة،
مؤكدا دعم روسيا لجهود تونس في مجال مكافحة الإرهاب، وداعيا إلى مزيد من التنسيق الثنائي
والدولي لإرساء جبهة دولية لمكافحة هذه الظاهرة العابرة للحدود والتي تهدد الأمن والسلم
في العالم.
وأشار لافروف إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مؤكدا
تطلع بلاده لمزيد من التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات التجارة والسياحة والتعليم،
موضحا أن روسيا ستعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة التوازن للميزان التجاري
وحثّ المستثمرين الروس على الاستفادة مما توفره تونس كوجهة استثمارية واعدة في المنطقة.
وأكد الوزير الروسي ضرورة تضافر جهود المجموعة الدولية لحث
كافة الفرقاء الليبيين على إيجاد تسوية تضمن وحدة ليبيا واستقرارها على أن يكون ذلك
تحت مظلة الأمم المتحدة ومع مراعاة دور ومواقف دول الجوار.. داعيا إلى ضرورة المحافظة
على وحدة سوريا الوطنية والترابية، معتبرا أن مكانها الطبيعي هو المجموعة العربية.