المستشار عدلي منصور شكرني على صورة الغلاف لأنها هي الصورة الوحيدة التي التقطت له وهو مبتسم
"تمرد" لم تدعمها الأحزاب السياسية المعارضة .. وليس لها علاقة بالمؤسسة العسكرية
الاعتصام المسلح في رابعة والنهضة واجه دعوات الخروج الآمن بإطلاق النيران وقتل عدد من رجال الأمن
في أول حوار له عقب صدور كتابه «335 يوما من حكم المستشار»، اختص الكاتب الصحفي الكبير عبد القادر شهيب رئيس مجلس إدارة «دار الهلال» الأسبق، بوابة "الهلال اليوم" ليقد عبر ذلك الحوار الهام شرحا مبسطا لفترة تولي
الرئيس عدلي منصور مقاليد حكم البلاد خلال الفترة الانتقالية والتي رصدها في
كتابه، واصفا إياها بالفترة العصيبة والصعبة رغم قصر مدتها.
وأكد مؤلف الكتاب لـ«الهلال اليوم»
أن مصر تعرضت لمؤامرة كبرى خلال تلك الفترة فضلا عن محاولات فرض العزلة الإقليمية
والدولية عليها، متطرقا إلى العنف المسلح الذي قادته جماعة الإخوان الإرهابية،
كاشفا عن مصادره الذي وثق ودقق بها المعلومات داخل كتابه المطروح الآن في الأسواق.
ويعد هذا الكتاب هو الأول الذي
يتناول فترة حكم المستشار عدلي منصور، الذي تولى رئاسة البلاد وإدارة شؤونها بعد
الإطاحة بحكم الإخوان الفاشي المستبد بقرار شعبي في الثالث من يوليو عام 2013.
وأشار الكاتب إلى أنه يعتزم تأليف
كتاب يوثق فترة حكم الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، مؤكدا أنه لن
يشرع في كتابته إلا بعد تركه الحكم حتى تكون الحقائق واضحه ومكتملة لديه.
هذا وغيره من الأسرار والكواليس عن
فترة حكم الرئيس عدلي منصور ودور حركة تمرد والأحزاب السياسية ولجنة الخمسين التي
وضعت دستور 2014 ومفاوضات إشراك الإخوان في حكومة الدكتور حازم الببلاوي كشفها في
الحوار التالي:-
ما هي أصعب فترة في حكم
المستشار عدلي منصور كما رصدتها في كتابك؟
تعتبر الشهور الثلاثة الأولى هي الأصعب خلال فترة تولى الرئيس السابق عدلي منصور، حيث كانت هناك محاولات
مستميتة للضغط على الدولة المصرية لاثنائها عن عملية تصحيح المسار، وأذكر منها على
سبيل المثال تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، بحث الاتحاد الأوروبي فرض
عقوبات مختلفة على مصر، واعتبار بعض الدول الغربية أن ما حدث في 30 يونيو انقلاباً
عسكرياً على عكس الحقيقة، فضلاً عن تجميد المساعدات العسكرية في مصر في سبتمبر
2013.
هل كان هناك تحدٍ آخر واجه الرئيس
السابق؟
نعم، كان التحدي الأكبر
والأصعب، على أرض الواقع هو اعتصاما رابعة العدوية والنهضة
المسلحين، فقد كانت هناك محاولة شبه مؤكدة لتحويل رابعة إلى مقر حكومة موازية
للحكومة الشرعية برئاسة حازم الببلاوي آنذاك بدعم من بعض الدول الأوروبية
والولايات المتحدة الأمريكية.
ماذا عن الأزمات الاقتصادية التي
رصدتها في كتابك «335 يوم في حكم المستشار»؟
كانت هناك أزمات اقتصادية طاحنة وكان هناك شبه انهيار تام للاقتصاد بسبب الأحداث المتصارعة ومحاولات الإخوان المستميتة لشل
حركة البلاد.
آخذك إلى نقطة أخرى في كتابك..تحدثت
عن التجاوزات في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة خلال تلك الفترة، ما المصادر التي
وثقت بها معلوماتك؟
اعتمدت في كتابي على مصدرين
رئيسيين، الأول غير مباشر وتمثل في الإخوان وأعمالهم وتصرفاتهم الواضحة التي
رصدتها عدة وسائل إعلامية، حيث إنهم حاولوا اقتحام مقر الحرس الجمهوري بصلاح سالم،
في محاولة للإفراج عن الرئيس المعزول شعبياً محمد مرسي، الذي نُقِل إلى مكانٍ آخر
بالساحل الشمالي.
ماذا عن مصدرك الثاني لرصد تجاوزات
الإخوان؟
المصدر الثاني الذي اعتمدت عليه في
توثيق تجاوزات الإخوان هو تقرير لجنة تقصى الحقائق برئاسة محمد فايق الرئيس الحالي
للمجلس القومي لحقوق الإنسان، والتي حاولت الاستماع وتوثيق شهادات الإخوان أنفسهم
لكنهم أبوا ورفضوا، هذا بجانب اطلاعي على نتائج تقرير لجنة تقصى الحقائق التي شكلها
الرئيس السابق عدلي منصور برئاسة المستشار فؤاد رياض أحد أعضاء المحكمة الجنائية
الدولية، والتي وثَقت ورصدت الانتهاكات خلال تلك الفترة.
كيف رصدت خيوط المؤامرة على مصر
خلال فترة المستشار عدلي منصور؟
خيوط المؤامرة كانت تتمثل في جماعة
الإخوان الإرهابية ودعم بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية لعودة
الإخوان إلى الحكم رافضين أي محاولات لتقريب وجهات النظر والخروج من الأزمة
القائمة.
هل كانت هناك مفاوضات تمت مع جماعة
الإخوان بصورة مباشرة أو غير مباشرة؟
بحسب الذين تواصلت معهم لتوثيق
معلوماتي خلال تلك الفترة - وكانوا مقربين من الرئيس عدلي منصور ودوائر الحكم- نعم كانت هناك مفاوضات غير مباشرة، خاضها بعض العناصر السلفية التي كانت تسمى نفسها
بالمعتدلة، كما تم دعوة الدكتور سعد الدين الكتاتني رئيس برلمان الإخوان لحضور
الاجتماع التاريخي في 3 يوليو، إلا أنه رفض بدعوة أنه اجتماع انقلابي.
وكانت هناك أيضاً مفاوضات لمشاركة
الإخوان في حكومة الدكتور حازم الببلاوي بثلاثة حقائب وزارية، إلا أنهم طلبوا 7
حقائب ومنهم من وافق على 5 حقائب، والدكتور محمد علي بشر هو الوحيد الذي وافق على
مقترح الثلاث حقائب، لكن ثلاثي الشر بمكتب الإرشاد ( خيرت الشاطر، محمود عزت، محمد
بديع) دأبوا على تخريب البلاد وجرها إلى مستنقع العنف.
ماذا عن عملية فض الاعتصام كما
رصدتها ودونتها في كتابك؟
قوات الأمن خلال عملية فض اعتصامي
رابعة والنهضة وفرت وجهزت مخارج آمنة للمعتصمين ووجهتهم لها من خلال مكبرات الصوت،
وأمنت خروجهم، إلا أن الاعتصام المسلح واجه تلك الدعوات بإطلاق النيران وقتل عدد من رجال
الأمن، ورغم كل ذلك وجه انتقاد شديد للشرطة المصرية.
تطرقت إلى حركة تمرد في كتابك
ودورها خلال تلك الفترة.. ماذا عنها؟
تمرد فكرة شبابية علقت في عقول
المصريين، تلك الحركة الوليدة عانت من العزلة السياسية وعدم الدعم الحزبي لها، فلم
تدعمها الأحزاب السياسية المعارضة مثل جبهة الإنقاذ ولكن مع الاستجابة الشعبية
الكبيرة لها وارتفاع أسهمها في الشارع المصري أصبحت حقيقة واقعية ما دفع الأحزاب
السياسية لدعم تلك الحركة بعد ذلك.
وأحب أن أؤكد من خلال معلوماتي أن
الحركة ليس لها علاقة بالمؤسسة العسكرية، وأن أول اجتماع مباشر لها مع المؤسسة
العسكرية كان في 3 يونيو، عندما تمت دعوتهم لحضور الاجتماع.
كيف رأيت الأحزاب السياسية خلال
تلك الفترة؟
الأحزاب كانت هي القوة التي كانت
تخوض المعارضة ضد حكم جماعة الإخوان وراعت الضغوط الأوروبية ووساطة كاثرين آشتون
الممثل الأعلى للشئون السياسية والأمنية في الاتحاد الأوربي، ولعبت الأحزاب دوراً
هاماً في مواجهة الفاشية الدينية والتطرف.
سريعاً.. ما المصادر البشرية
التي وثَقت بها تلك الفترة التي وصفتها بالعصيبة؟
تواصلت مع عناصر وأفراد شاركوا الرئيس عدلي منصور في
الحكم وكشفوا لي عن العديد من الكواليس وشخصية المستشار في إدارة شؤون
البلاد، وعلى سبيل المثال عندما تحدثت عن الحصار الخارجي لمصر تواصلت مع وزير الخارجية آنذك
السيد نبيل فهمي، وعندما تحدثت عن حركة تمرد تحدثت مع مؤسسيها وعدد كبير من قادتها،
كذالك لجنة الدستور ووزراء من حكومة الببلاوي والمهندس إبراهيم محلب.
هل تواصلت مع المستشار عدلي منصور
قبل رصدك لفترة حكمه؟
لا، وتعمدت ذالك حتى أكون منصفاً
ومحايداً وبعيداً عن أي تأثيرات، لكن كل من تحدثوا معي عنه قدموا صورة واضحة
المعالم وشديدة الاحترام .
هل تحدثت مع الدكتور حازم الببلاوي
رئيس الحكومة آنذاك؟
لم يحدث، لأنه على حد علمي كان خرج
البلاد ولكن تواصلت مع بعض وزرائه.
ماذا عن المهندس إبراهيم محلب الذي
عاصر الفترة الأخيرة من ولاية المستشار؟
نعم التقيت المهندس إبراهيم محلب،
وكان رئيساً للحكومة وتحدثت معه عن بعض الأمور وتطرقنا لتلك الفترة من رئاسته
للحكومة.
هل التقيت أعضاء لجنة الخمسين؟
نعم التقيت بعض أعضائها كما التقيت
برئيس اللجنة وقتها السيد عمرو موسى وتناولنا موضوعات عدة، وقد تناولت في كتابي ما يخص
تلك المرحلة المهمة.
ماذا قال لك المستشار عدلي منصور
عندما سلمته النسخة الأولى من كتابك؟
منذ الوهلة الأولى وجدته مطلعا
مثقفًا متابعًا لكتاباتي السابقة وناقشني في بعضها، وعبر لي عن سروره بصدور الكتاب
كما شكرني على صورة الغلاف؛ لأنها هي الصورة الوحيدة التي التقطت له وهو مبتسم.
ما هو الجديد لديك خلال الفترة
المقبلة؟
إن طال بي العمر أنتوي رصد فترة
الرئيس الحالي للبلاد عبد الفتاح السيسي ولكن لن أشرع في كتابتها إلا بعد
أن يترك مقاليد الحكم، حتى تكون الرؤية واضحة ومكتملة بعيدًا عن الريبة أو الشك.