نجحت الدولة خلال الساعات الماضية
في إنقاذ عشرات الأسر من تكرار كارثة مشابهة لحادث انهيار صخرة الدويقة في 2008، فكان
تحرك أجهزة الحكومة أمس سريعا، ساهم في توفير مساكن لأسر منطقة الرزاز بمنشأة
ناصر، بعد حادث سقوط صخرة مساء أمس بهذه المنطقة.
وعلى الفور وجهت الجهات المعنية
بنقل الأسر إلى شقق بديلة في حي الأسمرات، وإخلاء الشوارع أعلى وأسفل الصخرة مما
حمى أرواح المواطنين دون وقوع حالة إصابة واحدة، حيث أكد خبراء أن هذا التحرك أكد
قدرة الحكومة على إدارة الأزمات وإنقاذ أرواح المواطنين بشكل لم نعتاده من قبل.
وهو حماية لأحد أهم حقوق الإنسان
وهو حق الحياة الآمنة، فبمجرد تداول أنباء انهيار صخرة بمنشأة ناصر، بدأت وزارة
التضامن الاجتماعي في متابعة الحادث، ووجهت بتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية للأسر
المتضررة، حيث اطمأنت على الأسر المتضررة ونقلهم إلى منطقة الأسمرات.
وبدأت محافظة القاهرة فور وقوع
الحادث في إخلاء 13 عقارا بمنطقة الرزاز بحى منشأة ناصر احترازيا يضمون نحو 82 أسرة،
وعلى الفور تم نقلهم إلى مشروع الأسمرات، وذلك بعد توجيه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس
الوزراء، والدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي بتوفير
الدعم اللازم للأسر المتضررة.
وقال حسن الغندور، رئيس حي الأسمرات،
إنه جرى الانتهاء من تسكين 73 أسرة من الأسر التي جرى نقلها من منشأة ناصر "منطقة
الخطورة"، مضيفا أنه سيجري تسكين كل من يخلي سكنه بحي منشأة ناصر وتسليمه وحدة
سكنية بحي الأسمرات، متابعًا "الأسر هتيجي بشنطة هدومهما فقط".
وقال المهندس خالد صديق، المدير التنفيذي
لصندوق تطوير العشوائيات في المناطق الخطرة، إنَّ المنطقة التي تعرضت لسقوط صخرة، أمس،
بمنشأة ناصر تسمى "محجر فوزي عليوة"، مضيفا أن سرعة تنفيذ مشروعات
"الأسمرات 1" و"الأسمرات 2"، أنقذ الدولة من كارثة شبيهة لكارثة
2008، وأنه جرى نقل السكان، وعددهم 82 أسرة، لأن التقرير الجيولوجي قال إنَّها من الممكن
أن تسقط في منطقة مجاورة.
وأوضح صندوق تطوير العشوائيات في بيان له، أن الصخرة سقطت بمنطقة
محجر فوزي عليوة، وهيّ من إحدى المناطق التي سبق أن تم إخلائها وتسكينها بالأسمرات
ضمن جهود الدولة لنقل المناطق الخطرة، مضيفا أنه تم أخذ قرارات حاسمة بسرعة إخلاء
3 بيوت على الحافة العليا، بالإضافة إلى 12 بيتًا بالحافة السفلى بإجمالي ٨٠ أسرة،
ويجري حالياً تسكين الأسر بمشروع الأسمرات.
أنقذت أرواح المواطنين
وعن هذا التحرك، قال الدكتور صلاح هاشم،
أستاذ التخطيط والتنمية، إن تعامل الدولة مع حادث سقوط صخرة في منشأة ناصر وقرار
نقل وتسكين الأهالي إلى حي الأسمرات يمثل تحركات إيجابيا وسريعا من الحكومة لم
نعتاد عليه من قبل لإنقاذ أرواح المواطنين، مضيفا أنه في العهود السابقة كان يجري
الانتظار أسبوعين وثلاثة حتى توفير مناطق إيواء للأهالي.
وأوضح هاشم، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن الاستجابة الحكومية جاءت سريعة وتم نقلهم إلى مساكن
بديلة في حي الأسمرات، بشكل فوري في إدارة سريعة للأزمة، مضيفا أن الحكومة الآن هي
تطبيق فعلي للحكومات الرحيمة التي استخدمت الإسعافات الأولية وأكدت أنها قادرة على
التعامل مع الطوارئ.
وأضاف أن منشأة ناصر هي أحد
المناطق لأنها منطقة عشوائية وحوادث سقوط الصخر هو أمر يحتاج إلى سيناريوهات
للتعامل لتجنب وقوع كوارث، مؤكدا أن مناطق مخرات السيول وأسفل الجبال هي مناطق غير
آمنة تحتاج إلى جهاز توقع أزمات وآليات للتعامل مع الكوارث.
إدارة الأزمات
وقال اللواء أحمد العوضي، وكيل لجنة
الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن الحكومة أثبتت قدرتها على إدارة الأزمات بعد
حادث سقوط صخرة الدويقة بمنشأة ناصر، مشيرا إلى أنها أصبح هناك استجابة فورية وتدخل
سريع من قبل الدولة في كافة الأزمات الراهنة.
وأوضح العوضي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن بناء الإنسان المصري هو أحد مقومات التنمية، وهي الأولوية التي يعمل
عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فترة رئاسته الثانية، مضيفا أن تكليفاته جاءت
لتوفير حياة كريمة عبر خدمات في الصحة والتعليم عبر كل مبادراته.
وأشار إلى أن الدولة تعمل جاهدة خلال
حكم الرئيس السيسي إلى تعزيز حقوق الإنسان عبر خطوات أبرزها تطوير العشوائيات وحماية
حقوق المواطنين من قاطنيها، ونقلهم إلى مساكن بديلة تتوفر فيها كل الإمكانيات اللازمة
للحياة الكريمة.
وأضاف أن تعامل الدولة مع حادث أمس
يؤكد اهتمامها بأبناء الوطن وخاصة الفئات المتوسطة والفقيرة، حيث تم نقلهم إلى مساكن
حي الأسمرات، مشيرا إلى أن الدولة تعمل على تطوير كل العشوائيات والقضاء على العشوائيات
غير الآمنة، وذلك سيجري الانتهاء منه خلال العام الجاري.
إنقاذ المشردين من البرد
ولم يكن هذا التحرك في حادث
الدويقة هو الوحيد لحماية أرواح المواطنين، حيث تعمل الدولة على توفير حياة كريمة
للمواطنين وإنقاذ أرواح المشردين وتوفير مأوى آمن لهم أثناء موجات البرد بدلا من
بقائهم في الشارع، في مبادرة "احنا معاك" التي تعاون معها برنامج التدخل
السريع وأطفال بلا مأوى، لإنقاذ المشردين من الشارع وخاصة كبار السن والأطفال.
حيث تجوب فرق الإنقاذ جميع محافظات
الجمهورية المختلفة بحثًا عن هؤلاء المشردين، لتوفير الرعاية اللازمة والمساعدة لكل
من فقد المأوى، وبلغ إجمالي الحالات التي تم التعامل معها منذ بدء العمل مطلع
الشهر الجاري وحتى السبت الماضي 1687 حالة مشرد وطفل بلا مأوى.
ويتلقى الفريق البلاغات عن حالات المواطنين
والأطفال بلا مأوى على رقم الخط الساخن "16439" و"16528"، كذلك
على رقم "01095368111" أو من خلال ما يتم رصده عبر وسائل الإعلام ومواقع
التواصل الاجتماعي.