توصل المهندس جمعه طوغان، المهندس الزراعى بإدارة التوجيه المائى بالجيزة، إلى حل لأزمة نقص المياه، قائلا: "إن مصر تواجه مشكلة كبيرة فى توفير المياه للتوسع فى زراعة الصحراء حيث الفقد والتعدى الدائم بالبناء على الأراضى الزراعية الخصبة بالوادى والدلتا وللزيادة السكانية الكبيرة وارتفاع وزيادة حجم الفجوة الغذائية بين الإنتاج المحلى والطلب المتنامى على الغذاء والمياه مما يوجب علينا ابتكار طرق جديدة تسمح بخفض استهلاك المياه".
وأضاف : "الحل يكمن فى الرى الرشحي، والذى يعد أنسب نظم الرى جميعا فى الأراضى الصحراوية والمناطق المرتفعة الحرارة الجافة كمناطق توشكى وشرق العوينات، وينفرد هذا النظام بمميزات متعددة، وهى انه يصلح لجميع الزراعات من أشجار الفاكهة والمحاصيل الحقلية والخضر وزيادة إنتاجها، ويوفر كميات المياه المستخدمة بالمقارنة بباقى نظم الرى الأخرى والتى تصل إلى 50% عن نظام الرى بالتنقيط وهو أحدث النظم المتبعة حاليا.
كما يوفر كمية الطاقة المستخدمة من كهرباء أو ديزل، وسهولة إجراء التسميد مع الرى وتوفير كمية الأسمدة واستخدام أنواع غير تقليدية مع تحقيق أقصى استفادة، وتهوية التربة بحقن نسبة من الهواء مع مياه الري، ويحقق انتظام وسرعة نمو النباتات وانتظاما فى حجم الثمار نتيجة للتوزيع الأمثل للمياه داخل النباتات ، بالإضافة إلى طول العمر الافتراضى لشبكات الرى لأن خراطيمها مصنوعة من مادة خاملة تماما ولوجودها تحت سطح التربة خلافا لنظم الرى الأخري، وانعدام نمو الحشائش على السطح لجفاف التربة وعدم وصول الرطوبة الى بذور الحشائش، وانعدام الإصابة المرضية والحشرية على النباتات والثمار لعدم وجود حشائش نامية فى الأرض، وتساوى توزيع كمية المياه على الحقل نتيجة لتنظيم عملية الضغط داخل الأنابيب بحيث يكون تصريف المياه متجانسا من بداية الخط إلى نهايته، وسهولة وسرعة إنشاء الشبكة وصيانتها.
وأشار "طوغان"، إلى أنه تم عمل تجربة علمية لتطبيق النظام الجديد حيث يؤكد الدكتور حسن ربيع عميد كلية الزراعة بالزقازيق ، أنه تمت إقامة مزرعة بحثية إنتاجية على مساحة 55 فدانا بمنطقة إنشاص، وكان هناك فرقا شاسعا فى النسب بين النظامين فى مجال الإنتاجية وكمية المياه وتكلفة الشبكة والرى تصل إلى نحو 50%.
وأوضح أن هذا يمثل زيادة فى إنتاج الفدان تتجاوز الضعف، وبالنسبة لكمية المياه التى تستهلك فى زراعة الفدان بالرى بالتنقيط تبلغ 2800 متر مكعب، وفى الرى بالرشح 1447 متر مكعب مما يعتبر انخفاضا يقارب النصف.