الإثنين 25 نوفمبر 2024

«نيويورك تايمز»: الولايات المتحدة تصعّد هجماتها ضد طالبان لدفعها إلى السلام

  • 9-2-2019 | 20:48

طباعة

ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن الولايات المتحدة صعدت من هجماتها الجوية وقوات عملياتها الخاصة في أفغانستان لأعلى مستوى لها منذ عام 2014؛ فيما وصفه مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بسلسلة من الهجمات المنسقة على قادة طالبان ومقاتليها.

وقالت الصحيفة إن هذا التصعيد، الذي بدأ خلال الخريف الماضي، يهدف إلى إكساب المفاوضين الأمريكيين ثقلا في محادثات السلام مع طالبان بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيبدأ في سحب قوات بلاده من أفغانستان وينهي الحرب التي استمرت زهاء 18 عاما، حسبما أفادت صحيفة (نيويورك تايمز) اليوم السبت.

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الحملة أثرت بالفعل على مسلحي طالبان الذين اشتكوا خلال المفاوضات من سيل الغارات الجوية، وفقا لمسؤولَين أفغانيَين كبيرين تحدّثا مع زلماي خليل زاد مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن السلام في أفغانستان، والذي يقود المحادثات.

وهو ما أعلنه خليل زاد في كلمة ألقاها أمس الجمعة في واشنطن حيث كشف أن مسؤوليين أفغانيين قالا: "إن طالبان تعلمت من أخطائها في الماضي ولا ترغب في أن تكون "دولة منبوذة"، كما أخبراه بأنها لا ترى حلا عسكريا للنزاع.

وأضافت الصحيفة أن تلك الاستراتيجية العسكرية - التي وضعها أوستن ميلر القائد الحالي لبعثة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان - هي وإن كانت مماثلة لمحاولات سابقة لاستنزاف الجماعة المسلحة، إلا أنها مرتبطة هذه المرة بطموح أكثر تحديدا؛ إذْ تتزامن مع تفاوض الولايات المتحدة بشكل مباشر مع طالبان.

وكانت الولايات المتحدة قد أسقطت العام الماضي أكثر من 7 آلاف قذيفة على مواقع المتطرفين في أفغانستان، مقارنة بـ 2365 قذيفة أسقطتها في عام 2014، حسبما تظهر البيانات العسكرية الأمريكية، ومنذ سبتمبر الماضي، شنت الولايات المتحدة وحدها حوالي 2100 قصف جوي ومدفعي في أفغانستان.

وبشكل عام، تنفذ القوات المشتركة العشرات من الغارات كل شهر، وآخرها ما أفادت به تقارير أمس الجمعة بشأن هجمات على طالبان شنتها القوات الأمريكية والأفغانية في مناطق قندهار وهلمند وننجرهار منها عملية قتلت اثنين من قادة طالبان وأخرى قتلت قائد استخبارات في الحركة.

وبحسب مسؤولَين في وزارة الدفاع الأمريكية، اشترطا عدم الكشف عن هويتهما، فإن هذا الارتفاع في الهجمات الفتاكة لم يكن بلا ثمن على القوات الأمريكية والأفغانية؛ ففي يناير الماضي، قتل اثنان من قوات الكوماندوز الأمريكية، وأصيب نحو 20 آخرين منذ تولي الجنرال ميلر القيادة في سبتمبر وهو عدد أكبر مما سُجّل خلال الفترة نفسها قبل عام.

وبينما يدفع البيت الأبيض باتجاه إنهاء الحرب، ركز الجنرال ميلر هدف قوات الكوماندوز القليلة نسبيا في أفغانستان على تصفية طالبان وقادتها، وهي استراتيجية اتبعها طوال مسيرته المهنية في صفوف قوات الكوماندوز، بما في ذلك منصبه الأخير رئيسا لقيادة العمليات الخاصة المشتركة، حيث يحشد طائرات الاستطلاع والمدفعية والدعم الجوي وقوات الكوماندوز الأمريكية والأفغانية ضد أوكار طالبان المنتشرة في أنحاء البلاد.

وتقول "نيويورك تايمز" إن ارتفاع وتيرة الهجمات خلال أشهر الشتاء أسهم في إبقاء طالبان منخرطة في محادثات السلام، مع إتاحة الوقت للجيش الأفغاني المحاصر ليعيد تنظيم صفوفه.

ويبدأ موسم القتال في أفغانستان في الربيع ويمتد إلى الصيف، ويقول مسؤول كبير في البنتاجون إن مهاجمة طالبان طوال الشتاء قد تجبر الحركة على أن تُمضي الربيع والصيف في إعادة تنظيم صفوف قواتها بدلا من مهاجمة المدن والبلدات الأفغانية.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة