الأربعاء 26 يونيو 2024

حصريًا بـ"الهلال اليوم".. أفلام ومشاريع فنيّة لم ترَ النور لـ"حليم" (4 ـ 4)

31-3-2017 | 22:55

فى رصدنا للمشروعات الفنية التى بدأ فيها حليم ولم يتم إنجازها، ونصل للجزء الرابع والأخير الذى يتخلله مفاجآت عن الفيلم الخامس، وأغانِ كتبها الشعراء ولحنها ملحنون وحفظها حليم مع اللحن ولكن للأسف أيضاً لم تغنيها.

وتمضى الأيام
ونأتى للفيلم الخامس الذى لم يرَ النور، وهو من ضمن مشروعات حليم التى كان ينوى القيام ببطولتها، فقد عرض عليه لوسيان لومبير وهو إيطالى كان يعيش فى مصر وله العديد من الأعمال السينمائية، قصة فيلم "وتمضى الأيام"، ووافق حليم على القصة، واتفق هو ولوسيان أن يسند الإخراج ليوسف شاهين.
وعند تقديم السيناريو لشاهين بدأ فى معالجته، وأضاف شخصيتين فى الفيلم، وهما شاعر ومطرب كفيف، وكانا الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، وأثارت تلك الإضافة غضب حليم وقال جملته الشهيرة: "شاهين اتجنن.. جايب لى اتنين شيوعيين يعلمونى الوطنية!"، وكان حليم قد رشح للبطولة أمامه سعاد حسنى، وكانا فى أعقاب نهاية القصة العاطفية بينهما ووقتها تم خطبتها للمخرج على بدرخان، لذلك كان حليم يسابق الزمن للبدء فى تصوير الفيلم قبل زواج سعاد حسنى من بدرخان حتى لا يؤثر زواجها على دورها فى الفيلم والتزامها بموعد التصوير، ومن الطريف أن حليم كان يؤكد على فريق العمل سرعة البدء قائلًا: إن لم نبدأ قبل زفاف سعاد فسوف تأتينا نصف ممثلة ونصف زوجة.. تزوجت سعاد ورحل حليم ولم يخرج هذا المشروع أيضًا للنور.
ألقينا فيما سبق، الضوء على خمسة مشاريع أفلام لم ترَ النور لعبد الحليم حافظ، وبقى أن نرصد الأغانى التى كان من المقرر أن يغنيها ولم يحدث، وبعد البحث والتدقيق وجدنا أنها سبعة أغانِ أمدنا بالمزيد منها محب العندليب الأستاذ توفيق العقابى من العراق، واحدة من تأليف الشاعر الغنائى مرسى جميل عزيز وهى "من غير ليه"، التى كان من المقرر أن يغنيها حليم فى عيد الربيع لولا رحيله، وغناها الموسيقار محمد عبد الوهاب، وأغنيتان طرف الملحن الموجى الصغير، واحدة منهما من كلمات الشاعر مجدى نجيب بعنوان "مروّح المغربية"، والأخرى من كلمات الشاعر محمد حلاوة وهى "المدينة فى هدوء"، والألحان لوالده الموسيقار محمد الموجى.
وأكد الموجى الصغير أن حليم استمع إلى لحن الأغنيتين، ولكنه أرجأ ظهورهما لحين وجود الوقت المناسب.. ورحل حليم وقد علم هانى شاكر بأمر الأغنيتين فطلب من الموسيقار الموجى أن يغنى إحداهما وهى "المدينة فى هدوء"، وبالفعل أعطاه الموجى الأغنية بلحنها، وأنه ينتظر الوقت المناسب لخروجها للنور، وهناك أيضًا أغنية كتبها الشاعر عبد الوهاب محمد عن فتاة أجنبية أحبت عربيًا.. يقول مطلعها: "من بلاد بعيدة عنا جه غريب.. شاف بلدنا وحب منا وكان حبيب.. اتخاطبنا بالعيون وبدون كلام.. باللغة المفهومة لغة الابتسام".
وعند خروج إشاعة بموت حليم، ذهب إليه الكاتب كمال الملاخ، ليطمئن عليه، وأكد له حليم أنه ينوى غناء أغنية جديدة عن العراق تقول كلماتها: "أهلًا يا عراقى يا صاحب البيت.. عديت على بحر الدم وجيت.. طلعت بأيدك شمس هَنَاك.. وهتفت يا ثائر واحنا معاك.. للحرية للقومية عاشت بغداد عربية"، والأغنية من ألحان الموسيقار كمال الطويل.
وحسب ما أفاد حليم للملاخ بأنه سهر خمسة أيام مع الطويل لحفظ اللحن، وتسبب ذلك فى إرهاقه وعاد إليه النزيف، وأكد حليم أنه سيغنيها فى رحلته إلى سوريا ولبنان.
وهناك أغنية أخرى من كلمات الشاعر صلاح جاهين، وحسب تصريحه للإعلامية سلوى حجازى، فقد كان من المقرر أن يغنيها حليم فى أحد أعياد الثورة، ويقول مطلعها: "الكل عشاق صبابة فى حب أوطاننا يابا.. فى حبهم وفـ هواهم أنشد وأقول ع الربابة.. مغنتش يا خللى بقالى زمان.. ولكن ربابتى بتنفجر ألحان".
وهناك أغنية أخيرة من كلمات الشاعر أحمد فتحى وألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، كانت قد أعدت بالفعل واسمها "مشغول بغيرى يا حبيبى"، ويقول مطلعها: "همسوا إنك مشغول بغيرى يا حبيبى.. فتألمت وغالبت سهادى ونحيبى.. وتبسمت وفى صدرى نفاثات لهيب"، ومن المرجح أن تكون تلك الأغنية ضمن أغانى فيلم "دعنى لولدى"، حيث تنطبق على أحداث الفيلم، وتضيع كل تلك الجهود هباءً سواء قصص أفلام وجهود مخرجين أو كلمات أغانى وإبداع ملحنين، فلم يظهر أى من تلك المشاريع للنور وأصبح ما أنجز منها حبيسًا فى أدراج ومخزن الورثة.