بمشاركة عربية وأوروبية ضخمة، تنطلق اليوم فعاليات القمة العربية الأوروبية الأولى في شرم الشيخ مدينة السلام، فيما أكد دبلوماسيون أن تلك القمة تاريخية وحدث مهم في العلاقات العربية الأوروبية، وستناقش عدة ملفات رئيسية على رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والأزمات الإقليمية والتعاون الاقتصادي.

ويفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، فعاليات "القمة العربية الأوروبية" الأولى في مدينة شرم الشيخ، تحت شعار "استثمارنا في استقرارنا"، بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية، والتي ستستمر على مدار يومين.

 

4 ملفات رئيسية

السفير سيد أبو زيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن القمة العربية الأوروبية اليوم في شرم الشيخ تنعقد في وقت هام للغاية وتجمع على مائدتها مجموعتين من الدول كل منهما له أهميته سواء الدول العربية أو الأوروبية اللتين تشكلان قوة اقتصادية وسياسية، مضيفا أن تلك القمة الأولى من نوعها تعكس مكانة مصر على المستوى الدولي.

 

وأوضح أبو زيد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه القمة ترد على المشككين في وضع مصر السياسي والاقتصادي والإستراتيجي، مضيفا أنها تحمل مجموعة من الملفات الهامة أولها قضية الإرهاب ومكافحته وخاصة أنه رغم علم العواصم الأوروبية بمخاطر الإرهاب ليس على المنطقة فقط إنما على العالم أجمع لا يزال بعضها يسمح باستقبال قيادات إرهابية وإيوائهم.

 

وأضاف أن الدول الأوروبية تشعر بخطورة الوضع وترفض عودة المقاتلين في التنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيرها الحاملين للجنسيات الأوروبية إلى بلادهم، وهناك حاجة ماسة للتعاون على أرض الواقع في هذا الشأن، مضيفا أن الملف الثاني هو الأزمات العربية الراهنة كالأزمة السورية والليبية واليمنية.

 

وأشار إلى أن مصر لها رؤية بضرورة إتباع الحلول السلمية في التعامل مع تلك الأزمات لأن الحروب الأهلية والتدخل العسكري لا يؤدي إلى حل، مضيفا أن القضية الثالثة هي الهجرة غير الشرعية وضرورة تعاون كل الأطراف لمواجهتها، فضلا عن الدور المصري في هذه الأزمة ونجاحها في وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى السواحل الأوروبية منذ 2016.

 

وأكد أن الملف الرابع هو التعاون الاقتصادي وهناك العديد من البنود والخطوات المنتظر التطرق والاتفاق عليها، مضيفا أن القمة قد تبحث أيضا الموقف من إيران والأزمات التي تثيرها ووقف تدخلها في شئون المنطقة، إلى جانب عدد كبير من القضايا الأخرى التي ستجد طريقها للنقاش أمام المجتمعين في شرم الشيخ اليوم وغدا.

 

قمة تاريخية

فيما قال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ اليوم قمة تاريخية تجمع الجانبين بحضور 50 دولة وحدث استثنائي في العلاقات الأوروبية العربية، مضيفا إن القمة تعكس قيمة مصر ومكانتها المتميزة وقدرتها على إدارة حوار عربي أوروبي بمشاركة قادة 50 دولة.

 

وأوضح الشويمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمة تعقد تحت عنوان الاستثمار في الاستقرار، ما يؤكد أهمية مناقشة القضايا التي تحقق الاستقرار لدى الجانبين وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتنمية في العلم العربي وبحث حل القضايا الراهنة في الشرق الأوسط.

 

وأكد أن أوروبا عليها أن تدرك أن العالم قد تغير وأن التعاون بين الدول وبعضها ضرورة لتحقيق الاستقرار، مضيفا إن أبرز الملفات المطروحة هي قضية الهجرة غير المشروعة وضرورة مساعدة الدول العربية على النهوض والتنمية وإيجاد فرص العمل عبر استثمارات تقيم فرص عمل للشباب في بلادهم وتوفر لهم حياة أفضل.

 

وأشار إلى أن القمة تبحث أيضا قضية مكافحة الإرهاب وكيفية التعاون العربي الأوروبي في هذا الملف، خاصة وأن مصر تحارب الإرهاب وحدها وتطالب بتعاون دولي للقضاء عليه لأنه عدو التنمية، موضحا أن القمة ستتطرق أيضا للأزمات السورية والليبية واليمنية والعراقية، والقضية الفلسطينية.

 

تمثيل على أعلى مستوى

ومن جانبه، قال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن القمة العربية الأوروبية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في شرم الشيخ تعقد في وقت هام لمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك من الجانبين، مؤكدا أن الطرفين العربي والأوروبي ممثلان على أعلى مستوى بمشاركة المستشارة الألمانية ورئيسة وزراء بريطانيا ورئيسي المفوضية الاتحاد الأوروبيين، ومن الجانب العربي العاهلين السعودي والكويتي والرئيس التونسي والعديد من القادة، مما يؤشر على نجاح القمة في تحقيق أهدافها.

 

وأوضح حسين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تاريخيا تعلب دورا بارزا في جمع كل الأطراف كما أنها ملتقى القارات الثلاث أوروبا وأفريقيا وآسيا، مضيفا أن القمة هي فرصة لعقد العديد من اللقاءات الثنائية وتوضيح رؤية مصر تجاه القضايا المطروحة وتعميق التعاون بين الطرفين في شتى المجالات سياسيا واقتصاديا.

 

وأكد أن هناك العديد من الملفات المطروحة على رأسها الأزمات العربية في سوريا وليبيا واليمن والقضية الفلسطينية وكذلك الهجرة غير الشرعية، وزيادة الاستثمارات المشتركة كأحد سبل منع الهجرة غير الشرعية لأوروبا، مضيفا أن الرئيس السيسي دائما ما يركز على هذا المحور باعتبار أحد حلول مكافحة تلك الأزمة لأن الاستثمارات توفر فرص عمل للشباب داخليا دون اللجوء للخطر وتعريض حياتهم للموت في عرض البحر.

 

وأشار إلى أن زيادة التعاون والاستثمارات بين الجانبين يفيدهما، ومنتظر أن تخرج القمة بنتائج إيجابية في سبيل دفع وتعزيز التعاون المشترك.