تبدأ بعثة تجارية مصرية، غدا الاثنين، زيارة لكازاخستان تستمر أربعة أيام تبحث خلالها مع المسئولين هناك فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار، وتضم البعثة ممثلي 30 شركة مصرية في مجالات الصناعات الهندسية والغذائية والدوائية والتعدينية ومواد البناء والأثاث، فضلا عن ممثلين عن القطاع المصرفي والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويرأسها المهندس أحمد طه مساعد أول وزير التجارة والصناعة.
وقال أرمان إيساجالييف سفير كازاخستان بالقاهرة - اليوم الأحد- إن الوفد المصري سيلتقي خلال زيارته لاستانا بقيادات وكبار المسئولين في وزارات الاقتصاد والخارجية والصناعة والزراعة والصحة الكازاخية، فضلا عن الشركات الوطنية وجمعية رجال الأعمال والغرفة التجارية الصناعية بكازاخستان، كما يزور مركز استانا الدولي المالي والمناطق الصناعية في ضواحي العاصمة.
وأضاف إن الوفد المصري سيشارك في منتدى الأعمال الكازاخي المصري وهناك فرصة لإجراء مقابلات بين الشركات المصرية والكازاخية مؤكدا أن الزيارة تستهدف تعزيز الشراكة بين القطاع الخاص وبحث فرص التكامل الصناعى بين البلدين في ضوء إمكانياتهما الصناعية الكبيرة.. وهناك تعاون ناجح بين مصر وكازاخستان في مجالات التجارة والاقتصاد والزراعة والدواء والسياحة والأبحاث الفضائية، مشيرا إلي أن البلدين يتمتعان بإمكانيات كبيرة لتطوير خطوط النقل والترانزيت بالرغم من البعد الجغرافي بينهما .
وأكد السفير دعم حكومة بلاده في سعي مصر لإقامة منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الاقتصادي الأووروآسي مشيرا إلى أن مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير التي أطلقتها الصين، تمثل أهمية كبري لكل من كازاخستان ومصر، لما توفره من إمكانيات كبيرة وفرص جديدة للأعمال.
وأوضح أن كلا البلدين يسعيان إلي تعاون طويل الأمد في مجال تصدير الحبوب، في ضوء أن كازاخستان واحدة من أكبر مصدري القمح في العالم، بينما مصر تعد أكبر دولة مستوردة له لافتا إلي أن كازاخستان صدرت أكثر من مليون طن من القمح إلي مصر خلال الفترة من عام 2010 إلي عام 2016 ، ومن المتوقع أن يشهد هذا التعاون مزيداً من التطور في المستقبل القريب.
وعن التجارة الثنائية، قال إيساجالييف إن حجم التبادل التجاري بين مصر وكازاخستان لا يتناسب مع إمكانيات البلدين، حيث لم يتخط حجم التجارة الثنائية 100 مليون دولار حتى الآن ،وذلك لأن كازاخستان تقع بعيدة عن خطوط النقل العالمية.. موضحا أن السنوات الأخيرة شهدت تحسنا ملحوظا في التعاون التجاري بفضل الجهود الهائلة علي المستوي الحكومة والقطاع الخاص من كلا الجانبين .
وأضاف إن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 84 مليون دولار عام 2018، بزيادة تقدر بنحو 30 في المائة بالمقارنة بـ 4ر62 مليون دولار عام 2017 ونحو 55 مليون دولار عام 2016، مؤكدا أن مصر تعد واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لكازاخستان في أفريقيا بالرغم من الأرقام المتواضعة.
واستطرد قائلا: إن هذه الإحصاءات تشير إلي عدم وجود سلعة محددة في هيكل التجارة بين البلدين وكذلك لا يوجد منتج تجاري ثابت يمكن لكازاخستان أن تصدره لمصر خلال السنوات السبع الماضية، موضحا أن كازاخستان صدرت الكبريت والقمح والألواح المعدنية المدرفلة إلي مصر عامي 2012 و2013 بينما صدرت لمصر المنتجات شبه المصنعة من الحديد، بنسبة 90 % عام 2016 وكذلك شهد الربع الأول من عام 2018 تصديرنا بذور الكتان والنفط لمصر .
وأشار سفير كازخستان إلى أنه بحث مؤخرا مع المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة مستقبل التعاون الاقتصادي بين البلدين، وسبل تعزيز التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين مصر وكازاخستان خلال المرحلة المقبلة، وقال: إن المباحثات أكدت أهمية دفع التعاون الاقتصادي الثنائي إلي آفاق أوسع تعكس إمكانيات كلا البلدين، كما أكدت ضرورة تكثيف الزيارات الرسمية وعلى مستوى رجال الأعمال من الجانبين لإطلاق مرحلة جديدة فى العلاقات الثنائية.
وأضاف إن نصار أكد علي أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي استانا التي مهدت الطريق لفتح صفحة جديدة للتعاون الاقتصادى المشترك وأحدثت نقلة نوعية مهمة في مسار العلاقات الثنائية على كافة المستويات ، وأشار إلي الوزير أكد حرص مصر على تعزيز صادراتها للسوق الكازاخي والاستفادة منه كمركز لنفاذ هذه الصادرات لأسواق دول شرق أوروبا ووسط آسيا .
وحول الزيارة المرتقبة التي يقوم بها الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف إلي مصر، قال إن الزيارة التي ستتم نهاية العام الجاري تستهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية ودعم التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأشار إيساجالييف إلى أنه يتم حاليا التنسيق بين الحكومتين المصرية والكازاخية لإنشاء مركز تجاري مصري في أستانا لتعزيز تواجد المنتج المصري بالسوق الكازاخي، فضلا عن العمل على تنفيذ خطة لتعزيز التعاون الصناعى الثنائي من خلال إنشاء مشروعات استثمارية بنظام الشراكة بين القطاع الخاص.
وردا علي سؤال حول علاقات مصر بالاتحاد الأوراسي، قال السفير إن الجولة الأولي من المفاوضات بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومصر نجحت في إبرام اتفاقية إقامة منطقة التجارة الحرة حيث تمت المناقشة موضوعات كثيرة تتعلق بالتجارة والجمارك والحجر الصحي وغيرها بين الجانبين.
وأضاف إن مصر وكازاخستان سيكونا أكبر المستفيدين من هذه الاتفاقية، حيث تعد كازخستان بالنسبة لرجال الأعمال المصريين، بوابة لاقتصاديات الاتحاد الأوروآسيوي الذي يضم "روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان" بإجمالي الناتج القومي لهذه الاقتصاديات يتخطي 2ر2 تريليون دولار وبقوة استهلاكية تبلغ 180 مليون نسمة.
وأكد أن كازاخستان تتميز عن بقية دول الاتحاد بمناخها الاستثماري الملائم وموقعها الجغرافي فى وسط الاتحاد وثقافتها المشتركة مع مصر، مما يسهل علي المصريين التوسع في الأسواق عن طريق التجارة مع كازاخستان والاستثمار فيها.