الثلاثاء 28 مايو 2024

القاهرة تستضيف اجتماع لدول الجوار الليبي غدا.. وخبراء: يبحث تطورات الأوضاع وجهود توحيد المؤسسة العسكرية.. والدول الثلاث تسعى للتوافق بين الفصائل.. ومصر تستهدف وحدة واستقرار ليبيا

تحقيقات4-3-2019 | 17:42

«سنجر»: الاجتماع الثلاثي بشأن ليبيا غدا يبحث تطورات الأوضاع وجهود توحيد المؤسسة العسكرية

«البرديسي»: كل التحركات الدبلوماسية المصرية تستهدف وحدة واستقرار ليبيا

خبير سياسي: دول الجوار الليبي تسعى للتوافق بين الفصائل وإيجاد حل داخلي للأزمة

 

استمرارا لمساعيها لحل الأزمة الليبية تستضيف القاهرة غدا اجتماعا ثلاثيا في إطار اللقاءات المستمرة لدول الجوار الليبي، وهو اجتماع وصفه خبراء بالعلاقات الدولية والشأن الليبي بالمهم لبحث تطورات الأوضاع وجهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وكذلك التوافق بين الفصائل ومحاولة إيجاد حل داخلي للأزمة، مؤكدين أن القاهرة تستهدف في كل تحركاتها الدبلوماسية تحقيق وحدة واستقرار ليبيا.

 

ويعقد سامح شكري وزير الخارجية غداً الثلاثاء الاجتماع الوزاري الثلاثي لوزراء خارجية مصر والجزائر وتونس حول ليبيا، وذلك بقصر التحرير، لبحث تطورات الأوضاع الليبية، ويعقبه مؤتمر صحفي، وكان آخر اجتماع عقد للجنة في مايو من العام الماضي بالجزائر، في إطار المشاورات المستمرة بين دول الجوار الليبي.

 

فأكد وزير الخارجية الجزائري، عبدالقادر مساهل أهمية إيجاد حلول للأزمة الليبية ''بعيدًا عن التدخلات والأسلحة، بل إنه يتعين تشجيع الحوار السياسي بين أبناء الشعب الليبي''، مؤكدا أن الحل ''يتم من خلال الحوار بين الليبيين، والجميع اليوم موافق على فكرة الحوار''، ، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الليبية في طرابلس.

 

بحث تطورات الأوضاع

الدكتور أشرف سنجر، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بورسعيد وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، قال إن الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر غدا بشأن الأزمة الليبية هو استكمال للقاءات السابقة والتي عقدت لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا والتي كان آخرها العام الماضي.

وأوضح سنجر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التحديات التي تواجه الأزمة الليبية تتطلب تلك اللقاءات، حيث سيراجع الوزراء الثلاثة ما توصلت إليه الاجتماعات السابقة وتطورات الأوضاع وجهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ووحدة العمل السياسي داخل المجتمع الليبي.

وأضاف أن الاجتماع محوره الأساسي مزيد من الضمانات للدول الثلاث للوصول إلى حل أمثل للمتابعة والأمن والاستقرار للأوضاع الليبية والاتفاق على إجراءات في هذا الشأن وعرضها على قيادات كل من مصر وتونس والجزائر.

وأشار إلى أن ليبيا كدولة بالشمال الأفريقي جزء مهم من استقرار مصر وتونس والجزائر، فالدول الثلاث لديهم اهتمام مشترك لحل الأزمة الليبية، في ظل امتلاكهم مؤسسات مستقرة بيروقراطية وعسكرية، مضيفا أن عدم استقرار ليبيا يهدد الأمن المصري والتونسي والجزائري لذلك تكتسب الاجتماعات المتواصلة بين الدول الثلاث أهمية كبرى لتحقيق الاستقرار.

وأكد خبير العلاقات الدولية أن القضية الليبية تواجه تحديا خطيرا وهو وجود قوى خارجية لا تزال تعارض وتقلل من المجهود الثلاثي لحل الأزمة الليبية، مضيفًا أن القضية تتطلب المزيد من الجهود لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية لتسيطر وتحمي الحدود وكذلك تنظيم استغلال الموارد الليبية وخاصة النفطية.

ولفت إلى أن الرؤية المصرية تبعد عن المصالح المباشرة إنما تميل لاتخاذ مواقف لحماية المواطن والاستقرار الليبي ووحدة وسلامة الأراضي وعودة مؤسسات الدولة المستقرة، مضيفا أن استقرار ليبيا جزء من استقرار مصر لأن الأمن القومي المصري يمتد من أقصى المغرب إلى أقصى الشرق وهي حدود العالم العربي كله وهو جزء من التزام مصر وعقيدتها الأمنية والإنسانية.

 

وحدة واستقرار ليبيا

ومن جانبه، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن اجتماع وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر غداً في القاهرة، يأتي في إطار سلسلة الاجتماعات التي تجمعهم في الجزائر أو القاهرة بشكل دوري، مضيفا أن العواصم الثلاث القاهرة والجزائر وتونس معنية ومهمومة بالجارة الليبية التي يؤثر عدم استقرارها على عناصر الأمن القومي.

وأوضح البرديسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه لهذا السبب تهتم الدول الثلاث لديهم بالقضية ويجري تشاورا مستمرا بين عمداء الدبلوماسية الثلاثة، مؤكدا أن دول الجوار لليبيا الثلاث يتفقون على أن يكون الحل ليبياً والحوار ليبي بعيداً عن المصالح الضيقة الخاصة وإعلاءً للصالح الليبي الأعلى.

وأكد أن القاهرة لا تدخر جهداً في دعم الأشقاء الليبيين وصولاً لاستقرار ووحدة الأراضي الليبية وتواجدها في كل ما من شأنه حل المسألة الليبية سواء في الصخيرات بالمغرب، أو في فرنسا أو في باليرمو  بإيطاليا، مضيفا أن ما تسعى إليه القاهرة في كل تحركاتها الدبلوماسية هو عودة ليبيا الجارة موحدة مستقرة.

 

إيجاد حل داخلي للأزمة

فيما قال الدكتور زياد عقل، الخبير بالشأن الليبي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن اجتماع وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر غداً في القاهرة هو إحياء لآلية دول الجوار الليبي الثلاث باعتبار أن تلك الدول هي أكثر الدول على تواصل مع كل الفاعلين في الإقليم الليبي وتأثيرهم أكبر من تأثير الكيانات الدولية الأخرى كالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وأوضح عقل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدول الثلاث أيضا هم الأكثر تأثرا بالوضع الليبي سلبا، ومستمرون في محاولاتهم لخلق التوافق السياسي النابع من الداخل الليبي، مضيفا أن الفارق بين دول الجوار والمجتمع الدولي هو أن مصر وتونس والجزائر يبحثون عن حل ليبي-ليبي للأزمة ولا يملون حلولا على الداخل كالمجتمع الدولي.

وأضاف أن الدول الثلاث يستهدفون أيضا خلق توافق بين الفصائل المتنازعة في الداخل، وسيبحث الاجتماع التسوية السياسية وخطة الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية، وكذلك ما يحدث في الجنوب الليبي من اشتباكات بعد أن ركزت معظم الجهود على الخلاف بين الشرق والغرب، مضيفا أن مصر ستطرح أيضا على كل من تونس والجزائر دعم أعمال الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب.

وأكد أن الاجتماع سيبحث أيضا التحالفات الدولية سواء الأوروبية أو الروسية أو الأمريكية وتدخل الغرب في ليبيا باعتبارها منطقة حساسة، مضيفا أن الاجتماع يوضح عودة الجزائر لممارسة دورها الإقليمي كأحد أهم الأطراف في الملف الليبي بعد أن تراجع دورها لفترة نظرا لمرحلة التوتر الداخلي الشديد التي تمر بها.